بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
أخي ,,,
أسأل الله أن يفرج همّك وأن ييسّر أمرك وأن يوفقك إلى كل خير
الرد الاول:
أنت استخرت قبل أن تتقدم لخطبة تلك الفتاة, لذا اعلم علم جازم يقينياً بأنك ماشي في الطريق الصحيح بإذن الله ,,,
ما أقدر أقول لك تراجع أو اطلب الإنفصال لأنك قد مسكت بداية الخط السريع في حياتك الزوجية السعيدة بإذن الحيّ القيّوم,
ولو تراجعت بعدما صرفت تلك المبالغ وبذلت تلك الجهود, وصرفك للأوقات, والسفريات, والروحة والجيّة, والهدايا والخ
فأني أخشى عليك انت تخسر بضاعتك وألا تحين فرصة قريبة ,,,,,,,,,, هذا أمر
الأمر الثاني: اتضح لي وللجميع, رجحان عقلك, وثقل فكرك, وقوة إيمانك, وطولة البال اللي تتمتع بها,
وهذه العوامل الأربع تجعل منك رجل قادر على التغيير وعلى تسيير الأمور في صالحك,
لأنها صفات قلّما تجدها في شخص, ثم تجده عاجز عن إدارة مشاكله,,
والله أنت قدّها ثم قدّها,,,
الرد الثاني:
أخي كما لمست من بعض ردودك أنك لا تلوم زوجتك في شيء, وإنما تلوم تلك الأيدي التي قامت على تنشئتها ,,, وهذا من كمال العقل وتمام الأخلاق التي تتحلى بها,,
لذا اصبر عليها وحاول أنك تعدّل شيئاً من السلوكيات بعد الزواج, صحيح الأمر يحتاج تعب وصبر وفي أول الأمر ومنتهاه توفيق وتسديد من الله تعالى ,,
وأكرر أنت قدّها, وتستطيع تغيّيرها وتقويمها, والمسالة مسألة وقت, ثم ربك يفرجها ..
يأخي هل جرّبت الدعاء؟
أما اكتفيت بالدعاء لك وأن ييسّر الله مصالحك ؟!!
هل قمت في ظلمة الليل البهيم وناجيت الله ان يفرّج همك, وأن يصلح زوجتك, وأن يهديها لرشدها, وأن يرزقك السعادة معها في الدارين ,,
الرد الثالث:
من قال أن هذا زواج وليس لعبة, فدوّر على غيرها,
نعم الزواج زواج وليس لعبة, لكن في مثل حالتك يا أخي جداً صعب الأنسحاب خصوصاً بعد المراحل المتقدمة التي وصلت إليها الآن ,,
لو نزلت الموضوع هذا قبل أن تُملّك على بنت الناس, وقبل أن تدفع المصاريف والمهر والشبكة, لأشرنا إليك بالزواج أو الانسحاب,,
لكن الآن وبعدما فعلت ما فعلت ,,,, لا أشير عليك بالإنفصال,, لأنه ليس في صالحك..
ولو كان بإستطاعتك الطلاق, اعتقد ما كان نزلت هذا الموضوع ,, أليس كذلك؟
وأخشى عليك لو انسحبت, وتراجعت ألا تتزوج إلا بعد عشر سنين !!
ولا نعلم ألظروف هي أنسب من هذه الظروف؟؟ أم التكاليف هي أخفض من هذه التكاليف؟؟
الرد الرابع:
عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إن الشيطان يضع عرشه على الماء
ثم يبعث سراياه في الناس فأقربهم عنده منزلة أعظمهم فتنة،
يجيء أحدهم فيقول له: مازلت بفلان حتى تركته وهو يقول: كذا وكذا
فيقول إبليس : لا والله ما صنعت شيئاً
ويجيء أحدهم فيقول ما تركته حتى فرقت بينه وبين أهله
قال : فيقربه ويدنيه ويقول : نعم أنت ذاك تستحق الإكرام " رواه مسلم
يا أخي إن صدر ما صدر من زوجتك, فاعلم من هذا الحديث أنها مدفوعة من عدو لدود, وهو أحد سرايا إبليس,
فامتصّ هذا الجفا وهذا الصدود منها,
وبإذن الله ستفرج بعد الزواج وسينصلح كثيراً من الحال, أعدك بذاك.
وأمر أخر يا أخي ,, والله أهل الحرام في حرامهم يصبرون على هفواتهم ويتغاضون عن أخطائهم على بعض ,,
فاصبر أخي على هفوات زوجتك, وتجاوز عن أخطائها, وسينصلح كثيراً من الحال بإذن الله ..
كما انصلحت أحوال كانت أشد تعسّر من حالتك هذه
اسمع أو أقرأ هذه القصة المعبرة:
حُبس أبا أيوب الكاتب في السجن خمس عشرة سنة حتى ضاقت حيلته وقلّ صبره
فكتب إلى بعض إخوانه يشكو طول حبسه
فردّ عليه أحدهم بهذا:
صبراً أبا أيوب صبـر مبـرحٍ *** فإذا عجزت عن الخطوب فمن لها؟
إن الذي عقد الذي انعقدت له *** عُقَدُ المكاره فيك يملك حلّها
صبراً فإن الصبر يعقب راحة *** ولعلها أن تنجلي ولعلّهـــا
فأجابه أبا أيوب يقول:
صبّرتني ووعظتنـي وأنـا لهــا *** وتنجلي بـل لا أقول لعـلّهــا
ويَحُلُّها من كان صاحب عقدها *** كرماً به إذا كان يملك حلّها
فلم يلبث بعد ذلك في السجن إلا أياماً, حتى أطلق مكرماً ,,
أخي إن حالك لم يصل إلى حالة إبي أيوب ولا حتى نصفها ولا ربع حالته ,,
فاصبر, واستعن بالله, وأسأل الله مزيد فضله وعونه,,
والله ثم والله لو احتسبت فعلك هذا لأنت في خير عظيم وفي عافية, ومأجور على صبرك ,,
تريّث في أمورك, واستشر أصحابك ومن تعزّ عليه ممن رجح عقله,,
ولو وصلت الأمور إلى حالة تتعذّر إستمرارية الوفاق بينك وبينها, فاستخر ربك وتريّث في الطلاق,
ثم طلّقها, ويغنيك الله وإياها من فضله ,,
واعلم قبل ذلك أن الطلاق كسر للمرأة ,,
أسأل الله لي ولك وللمسلمين جميعاً العفو والعافية والسعادة في الدارين ,,
والمعذرة على الإطالة
والله أعلم