بسم الله الرحمن الرحيم
.جعل الله بيوتنا كلها سعيدة..
اسمح لي أن أشارككم ببعض ملاحظاتي و وجهات نظري بالعلاقات الدافئة..خاصة وأنا مقبل على الزواج خلال الأسابيع القادمة..بارك الله لنا و بارك علينا و على كل متزوج أو مقبل على الزواج من المسلمين..
1- المعلومة الجنسية...
أولا أنا شاب صغير نشأت في بيت محافظ مثل كثير من الشباب..في هذا البيت لا يوجد مكان للحديث عن الأمور الجنسية فإذا أردت الاستفسار عنها واجهت الإحراج من العائلة أو كلمة( عيب... عندما تكبر ستعرف).. فمتى و الكثير من الأسئلة تدور بخلدي و لا أجد لها إجابة .. وقد انطبع في ذهني إن ذلك من الأمور المخجلة والممنوعة فلا يجب الاستفسار عنها من أي مخلوق..فمن يكون مرجعي إذن..
الصديق..
نعم فهو يمر بنفس ظروفي..يمكن لديه تجربة أو إجابة أو معلومة..حتى وان كانت تخيلات عن الموضوع..فلعلها تروي ظمئي بخصوصه خاصة و أنا انتقل من عالم الطفولة إلى عالم المراهقة الجديد و الغريب و انتم اعلم مني بظروف هذه السن..
وسائل الإعلام
المقصود بها المجلات أو الفضائيات أو الانترنت أو الأفلام الإباحية و كما تعلمون فإنها تعرض الأسلوب الغربي لهذه الأمور..
التجربة
احمد الله أنني لم أقع فيها ولكن كثير من الشباب يقع بها متأثرا بالأسلوب الغربي..
كل ذلك في قالب من السرية الشديدة تأثرا برفض الآباء الموضوع و رغبة في المعرفة و حب الاستطلاع ناهيك عن الشهوة..
الآن و قد خرجت من المراهقة و قد اتسعت مداركي واتسعت معارفي و أخذت أفكر بشكل موضوعي في العلاقات الجنسية..فوجدت الآتي.
إن اغلب المعلومات التي قد حصلت عليها خاطئة...و يوجد الكثير من المعلومات غائبة عني..و الموضوع بحاجة إلى بحث دقيق من خلال مراجع موثوق بها و عدم الانقياد و راء بعض الأفكار إلا بعد التأكد من صحتها و قوة حجتها..
كانت تلك خلاصة ما توصلت إليه..
إذن المشكلة ببساطة هي الجهل..
الجهل من قبل الآباء بالدين و بالقواعد التربوية السليمة أو بالكيفية التي يتم بها توصيل المعلومة للأبناء هذا بالإضافة إلى الجهل بأحوال الأبناء...معتمدين على إن الأبناء صغار و لا يجب أن نفتح أعينهم على مثل هذه الأمور..
الجهل أيضا من قبل الأبناء بالدين و بالأسس الصحيحة في البحث عن المعلومات بشكل عام و كيفية التعامل معها و التأكد من مصداقيتها..
وما هي النتائج :
كل النتائج في النهاية تصب في قالب واحد وهو دمار المجتمع..
كلمة كبيرة جدا أرى انك تتساءل كيف يؤدي ذلك إلى دمار المجتمع؟ دعني اشرح لك سيدي كيف ذلك..
إذا لم يتلق المراهق حاجته من المعلومات فانه سوف يبحث عنها لإشباع رغبته ليجدها في الأسلوب الغربي بشكل واضح و سهل الوصول إليه كما يكفل السرية المنشودة لثبت في الأذهان انه الأسلوب الوحيد و الذي يجب أن يتبع و كما تعلمون تتم ممارسة أفعال محرمة في الأسلوب الغربي فتنتشر بذلك هذه الأفعال المحرمة في أوساط الشباب مستغلين جهلهم بدينهم و مرة أخرى يستغل الجهل بالدين فغياب أسلوب مقابل للأسلوب الغربي فان ذلك يمثل قصوا في الإسلام و انه غير مكتمل أو أن الإسلام كبت غريزة الناس فقط دون معالجة فتكون صورة الإسلام دين صلب قاس لا يصلح للتعايش معه..خلافا لواقعه و هو انه منهج كامل للحياة وان جوهره اليسر و تهذيب فطرة الناس..و لك أن تتخيل ماذا سيحدث إذن
ليس هذا فقط وإنما الأسلوب الغربي يدعو إلى أن الجنس غاية كما قلتم في الحلقة و للوصول لهذه الغاية يجب إتباع كل الوسائل مهما كانت..الزواج مثلا تتحول صورته إلى مجرد كونه و وسيلة للجنس فقط و نسيان أهدافه الباقية..ثم بعد ذلك مللت من الطرف الآخر و يحدث الطلاق أو البحث عن شريك جديد للاستمتاع من جديد ثم آخر و آخر و... وربما بعلاقات محرمة... فقط للبحث عن المتعة..
ثم لماذا الزواج و الالتزامات و المسؤوليات إذا كان من الممكن الحصول على المتعة بسهولة بلا زواج..
كل ذلك يؤدي إلى تفكيك الأسرة و هدمها بإفراغ الزواج من أهدافه الرئيسية أو قتله وهو أساس بناء الأسرة..التي هي اللبنة الأساسية في بناء المجتمع..
و الحل
من المؤكد انه لا يمحو الجهل إلا العلم..
فعلى الآباء أن يعلموا أمور دينهم بشكل جيد..ليجدو بذلك ان الاسلام قد وضع اسس التربية السليمة في مختلف فترات العمر و اوضح العملية الجنسية بشكل بسيط مهذب لائق...
وعلى الابناء ان يعلموا امور دينهم بشكل جيد بان يتعلموا كيفية اعداد بحث عن أي استفسار لهم من خلال المراجع الثقات ....ليجدوا بعد ذلك ان كل ما ارادوه موجود بالمنهج الاسلامي ..
عجبا كلما نظرت الى مشكلة اجد الجهل يطل براسه منها والحل بمثل هذه السهولة...الا ترى معي كيف حل الاسلام كل المشاكل...سبحان الله اول كلمة نزلت من القرآن ( أقرأ) .....اقرأ ...ابحث ...تعلم...
الا ترى الاعجاز ...حل جميع المشكلات ... جميعها...فقط في هذه الكلمة...جسد الحل في هذه الكلمة البسيط..ثم يأتي من يقول ان الاسلام دين فقط ولا يصلح ان يكون منهجا لحياتنا المعاصرة...فهلم بنا الى العلم لنثبت خطأ مقولتهم..
نرجع الى موضوعنا عن ملاحظاتي فقد لاحظت في كثير من الاحوال انه عند الكلام عن الزواج او فيما يخصه يكون اغلب الكلام عن العملية الجنسية و تهمل اهداف الزواج..و التي هي اهم..
و تحول مفهوم الحب الى ان ممارسة الحب هي ممارسة الجنس..انظر للمعادلة السابقة ..ستجد ان الحب يساوي الجنس...
و هذا يعني انه عندما يحب الاباء ابناءهم فانهم يمارسون الجنس معهم...!!!!! استغفر الله .. كيف يصح هذا؟...
اذن فمعنى الحب مغلوط في اذهاننا ..لذا يجب علينا ان نصححه ...
ان الحب هو شعور رقيق بالمودة و الرحمة و الاحترام المتبادل بين الطرفين وهو بالتالي احد اركان الزواج السعيد..فاذا قلنا ان الزوجين يحبان بعضيهما رغم مرور عشر سنوات على زواجهما ..لا يعني هذا انهما يمارسان الجنس بلا انقطاع طوال هذه المدة -...اذا كان هناك من يستطيع فليخبرني..- انما المقصود هو انهما يكنان لبعضهما المودة و الرحمة و الاحترام..
اذن كيف نحافظ على دوام الحب و بالتالي دوام الزواج سعيدا..؟
يكون ذلك بتاكيد النية من الزواج من كلا الطرفبن.. بأن يكون هدف الزواج ابتغاء مرضاة الله سبحانه وتعالى اولا.. و تكوين اسرة قوية على اسس سليمة هى اسس الاسلام لبناء مجتمع اسلامي سليم و قوي ثانيا..وانجاب الذرية الصالحة و تربيتهم التربية الاسلامية السليمة ليقوى بهم المجتمع و تعمل على استمراريته ثالثا..
متخذين من الحب زادا و من الجنس فاكهة و وسيلة لتحقيق اهدافنا...مستعيرا قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه إني لأكره نفسي على الجماع رجاء أن يخرج الله مني نسمة تسبحه وتذكره...
السادة الكرام ماقصدت ان الغي اهمية العملية الجنسية في الزواج ولكني ما خشيت الا ان يعتقد البعض ان العملية الجنسية هي اهم ما في الزواج كأحد التأثيرات من النموذج الغربي و يحدث ما لا تحمد عواقبه كما ذكرت آنفا
ارجو المعذرة على اطالتي عليكم..
و تقبلوا فائق الشكر و الاحترام..
عًـــــــــــــــدل بواسطة
Keep-In-Touch
24-12-2003, 05:44 AM
ضوابط المشاركة
العرض العادي
