يعــــــلم الله.. بأنني تألمـــــــت
المشهد الأول: يبدأ وأنا في طريقي من العمل إلى المنزل .. وفجأة إذا بسيارة ليموزين وبداخلها إمراة .. تهدي من سرعتها عند مفترق طريق أحد الأحياء المعروفة ..
وإذا بعربة أخرى كانت مسرعة تقف فجأة وراء سيارة الليموزين .. ينزل منها رجل يبدو عليه ملامح الغضب الشديد ، يحمل عقاله في يده ويسرع جاريا نحو الليموزين ..
يقف الرجل عند باب سيارة الليموزين أمام الباب المقاصد للمرأة محاولاً فتحه لكنه لا يقدر .. فعلى ما يبدو أن المرأة قد أحكمت إغلاق الباب من الداخل..
وترتفع عبارات الشتم والسب من الرجل.. وصياح المرأة من داخل الليموزين (طلقني.. طلقني) ..
استمر الحال لمدة دقائق معدودة بعدها تدخل رجال الأمن والظاهر أن بلاغاً قد وصلهم لأنهم كانوا متأهبين للوضع.
أخذ رجال الأمن الرجل ووضعوه داخل سيارة الشرطة .. والمرأة بداخل سيارة أخرى .. وتحرك الركب وعلى ما أعتقد نحو مركز الشرطة..
المشهد الثاني: انتهت هذه الدراما عند هذه النقطة.. وبدأ التساؤل داخلي .. لماذا صار ما صار، وحتى لو كان هنالك خلاف أو سوء فهم بين الزوجين.. هل من المنطق والمعقول أن يتطور الأمر ويصل إلى هذا الحد ؟؟
تألمت.. لا لشخص بعينه رجل كان أو إمراة.. إنما للموقف ، ولو كان بين رجل ورجل، إمرأة وأخرى لكان أهون على ناظري.. لكن بين زوج وزوجة.. بين اثنان جمعهما رباط مقدس اتحدت به نفسيهما وصار كل منهما سكن للآخر.. كثير .. صدقوني كثير. فالخلافات الأسرية لا تحل هكذا.. قد يحصل ما يحصل داخل المنزل لكن يتطور الأمر إلى الشارع !! !! عيب والله عيب .
جعلني هذا المشهد.. أحاور نفسي كثيراً، وأقف متردداً أسألها: إذا كان هذا هو حال بعض المتزوجين فو أسفي على حياتهم.. وهم لا يدركون قيمة الزواج وحقوقه وواجباته ورسالته السماوية لنا نحن البشر.
لا أملك ستاراً أختم به هذه المسرحية المحبطة لبعض من رأوا المشهد من الشباب.. لكني أملك قلماً أذكرهم به أن لكل قاعدة شواذ.. وأن ما يحدث مع البعض ليس من الضرورة أن يحدث مع الجميع.. وأن يكون هذا السلوك المنافي للأدب والذوق والقيم الدينية درساً لهم في مستقبل حياتهم الزوجية.