كلما زاد الحب تقلصت القدرة على التفكير ، تلك هي النتيجة التى خلصت إليها دراسة أجراها الباحث السويسري أندريايس بارتلز بجامعة كوليدج بلندن ، حيث يشبه تأثير الحب على المناطق الدماغية المسؤولة عن الذاكرة والتركيز ، الخمول الذي يصيب تلك المناطق عند تناول المخدرات .
واعتمدت النتائج التى توصل إليها بارتلز على اختبارات نفذها على أشخاص من 11 دولة اعترفوا بأنهم متيمون للغاية بأحبائهم ، واستخدم العالم التصوير بالرنين المغناطيسي لقياس نشاط مخ الخاضعين للتجارب أثناء عرض صور أحبائهم عليهم .
وأوضحت الصور أنه عندما أخذ هؤلاء يحملقون في صور أحبائهم زاد تدفق الدم الى أربعة مناطق صغيرة في المخ ، هي بالتحديد المناطق التي يحفزها تعاطي المخدرات ، بالإضافة الى تلك المناطق المسؤولة عن الذاكرة والتركيز .
تقول الدكتورة شيري كارتر سكوت في كتابها ( الحب لعبة ) ما يلي ( الحب لا يقع فحسب ، بل هو بحاجة الى التكوين بنفس الطريقة التي تتبعها عند تكوين أي شئ آخر ) ( كتاب الحب لعبة ص 20 )
فإذا اردت بناء صرح زوجي متين ، فعليك أن تسمح لعقلك الباطن بالانفتاح نحو القابلية للنظر للمور الاخرى غير الحب ، كأن تسمح لنداء العقل بالتدخل حتى تضع الموازين في نصابها وسط الامواج المتلاطمة من العواطف الجياشة والمشاعر الرومانسية المتلاطمة نحو شواطئ العريس القادم ، فمن الصعب جدا الحكم على شخصية الطرف الآخر وأنت في حالة حب جارف ، فكل فعل يصدر منه ستراه من خلالك فعلا جميلا ومقبولا ، فقد برهن العلماء البيولوجيون ان المخ في هذه المرحلة العاطفية الغارقة يفرز مادة الفينيل اتيلامين وهو الهرمون المسؤول عن حالة الغبطة التي تسيطر على المحبين ، فهو في تأثيره كمادة الكوكايين المخدرة التي يتعاطها المدمن تماما ، دون وعي منه ، وكيف يتبدل حاله عندما يحتاج الى ذلك المخدر ، فحتى تتخلص من هذه المحنة ، عليك أن تتذكر المعايير الصحيحة التي ستضعها أمامك لأختيار شريك الحياة ، فخلال المدة الماضية ، لاحظت الكثير من الشباب والفتيات ، يختارون شركاءهم بناء على معايير غير مضمونة النتائج المستقبلية ، أو بالاعتماد على المظاهر الخارجية التي تكون بمثابة الغلاف الخارجي للحقيقة المكنونة والتي لا تظهر غالبا إلا بعد الزواج ، كالمظهر الخارجي ، والجمال الظاهري ، والجاذبية الشكلية ، والوظيفة المناسبة والسيارة الفارهة وغيرها من الامور الشكلية ، التي لو انهار أحداها فان الحياة الزوجية ستنهار تبعا لها ، فتقييمك لشخصية الطرف الآخر على تلك الأسس الواهية ما هو إلا قرار خطير قد يأخذ بك الى مهاوى الردي .