الزوجة الثانية ذلكِ الإنسان المخيف
عزيزتي الزوجة ، لماذا تنظرين إلى الزوجـة الثانية أو الثالثة أو الرابعة على أنها إنسان مخيف ، لماذا تعتبرينها امرأة دخيلة غريبة جاءت لتدمر أسرة ، وتشتت جمعا وشملا ، وتفرق جمع الأسرة إلى أفراد متناثرين ، لماذا لا تأخذي الصورة الأخرى للزوجة الثانية ؟! ، فالنساء لسن متمثلات في واحدة شريرة ماكرة حمقاء ، بل فيهن الطيبات وفيهن الماكرات ، فيهن الراشدات المعينات أزواجا ، وفيهن الخبيثات المفرقات أزواجا .
فإذا أكرم الزوج هذه ، وأكرم تلك ، وقدر لهذه ، وقدر لتلك ، وساوى بين الزوجتين عدلا وإنصافا ، وسار طريقه مستقيما وسطا بين الاثنتين ، فلا شك أن مشاكله ستخف ، ولا شك أن نظرة الأولى تجاه الأخرى ستصوب ، ذلك أمر سيحقق له ولهما الاستقرار والراحة والسعادة ، ولا غرو إن ذكـرت أن هناك في الواقع الذي نعيشه زوجتين كالأختين في بيت واحد ، تسهر هذه على تلك وأطفالها ، وتسهر تلك على هذه وأطفالها ، ويتآنسان متجانستين في كل سلوك وطبع ، تبدي كل منهما استعدادها لخدمة الأخرى بطيب خاطر ، وصفاء نية ، وسعة صدر .
وإذا أراد الزوج الزواج بأخرى ، فعليه أن لا يذكر الأخرى لزوجته الحالية بالاسم ، بل يسر ذلك في نفسه ، ويذكرها في نفسه فقط ، ويجب أن يجلس مع زوجته جلسة ود وصراحة ووضوح ، جلسة ناصح أمين ، ويكشف لها عن رغبته في الزواج بأخرى دون أن يسمي الأخرى حتى لا تتولد عداوة وبغضاء وكراهية مسبقة ، ويبين لزوجته وقتئذ الأسباب التي دعته إلى هذا الأمر ، فإن كانت الأسباب متمثلة في قصور اعترى سلوكها ، أو طبع لا يتفق مع السليقة الإنسانية أبانه لها بكل وضوح وجلاء ، فربما يأتي الله بأمر من لدنه يكون سببا في إصلاح ما لا يعجبه منها ، ولا يجب أن يذكر العيوب في خلقتها ولا في شكلها ، فهـذان أمران ليسا بيدها أن تغيرهما ، إنها صبغة الله ، ولن تجد لصبغة الله تبديلا ولا تحويلا ، فهي بإمكانها أن تصلح تفكيرها ، وسولكها وثقافتها ، وأسلوب تعاملها ، وطريقة حديثها معك ، وتستطيع أن تضفي اللمسات المكملة لجمال الوجه إن كنت ممن يتطلعون إلى ذلك ، ويهتمون بالمظهر ، ويهملون الجوهر ، كقول إخواننا المصريين : ( الراجل ده عينه زايغه ) ، ولكن أيتها الزوجة اعلمي أنه لا يمكن أن تزوغ عيـن الرجل من فراغ ، لا بـد أن هناك عوامل قوية تنطلق منك لتميل عين زوجك نحو غيرك ، خاصة في زماننا هذا ، إذ بات الكثيـرات من النساء يخرجن بزينتهن ، وكمال جمالهن ، بحيث أن الواحدة منهن تغري بلدا كاملا بما فيه من عقلاء وماجنين ، أفلا تغري رجلا ضعيفا ، هش القناعة ، رقيق العاطفة ، ( وآسف على هذا الكلام الاعتراضي الذي دعت إليه ضرورة العرض والإيضاح ، لدعم الموقف في شأن ما يتعلق بالزوجة نحو زوجها ميال العينين لغيرها ) .
ويا أيها الزوج ، إذا دعتك الحاجة للزواج الثاني ، وجب عليك أن تختار من هي محل ثقة ، تقدر الطرف الآخر ، وتحترمه ، فلا تختار معجبة بنفسها ، ولا محتالة بمكرها وكيدها ، غدارة معتدية على الغير أثيمة ، اختار من تعين ولا تمكر ، اختار ذات الخلق التي تطمئن إليها نفسك ، بأنها لن تأتيك مقرونة بالمصائب والمحن ، و إلا سيحدث أحد الطلاقين ، أو ربما هما معا ، فتصبح بعد ذلك من النادمين ، لا تختار البيضاء وقلبها أسود ، ولا تختار التي تبدي الحب والرضا ، وفي قلبها مكر وكيد ، لا تختار من تظهر الطاعة وتبيت في رأسها كل العصيان والتمرد .
وأنت أيتها الزوجة الأولى ، اعلمي أن تعدد الزوجات شرع الله في خلقه ، أكده بالفعل سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم ، فلو كان في تعدد الزوجات معصية ، ما فعلها الكريم المصطفى عليه أفضل الصلوات والتسليم ، وحاشاه أن يفعل معصية ، أو لا يستنكرها ، فهو صلى الله عليه وسلم الطاهر المطهر ، المفضل بطهارته ونقائه وخلقه على الخلق كله ، بل هو سيد الخلق . لذا لا يجب أن تظهري رماح القتال والصراع من أول ما تسمعين زوجك وهو يفصح لك عن رغبته في زواج ثان ، بل اسمعي مبرراته ، وانظري في شخصيتك ، وتساءلي ، هل يمكن حذف هذا من شخصيتي ، وهل التغيير سيعالج هذا الأمر ؟! ، أيضا ولا تنظري للزوجة الثانية بأنها إنسان مخيف ، جاءت لتهدم بيتا ، وتستحوذ زوجا ، وتشتت جمعا ، بل انظري لها على أنها إنسان جاءت إلى زوجك بسبب نقص أو عيوب فيك ، وجاءت بموجب شرع الله وسنة رسوله .
صحيح أن مجيء الزوجة الثانية صعب عليك وأمره قاسٍ ، لكن بيدك أن تمنعيه إذا كنت عاقلة بسماعك وإنصاتك لزوجك ، وتحليلك في الأسباب التي أنت عليها ، والعمل على إيجاد الأسباب التي تديم زوجك لك أنت وحدك ، وما أقسى إهمال المرأة لزوجها ، سواء في الجلوس معه ، أو الحديث وإياه بأسلوب يقرب ، ولا يبعد ، يؤلف ولا يشتت ، أو سواء بالاهتمام بمظهرك وفقا لما يراه هو حسنا فيك ، وأن لا تحيلي البيت إلى صراخ وسب ، وصخب وبئس مأوى له ، وسوء مضجع لكما أنتما الاثنان.
منقول للفائدة
وتقبلوا فائق احترااامي...