بدأ الباحثون تجاربهم الطبية على البشر، لتقديم علاج فعال لرئة المدخّن، بعد أن نجح العلاج على الفئران. ويعتبر مرض الإعاقة الرئوية المزمن (COPD)، أو (Chronic Obstructive Pulmonary Disease)، أحد التهابات الرئتين الحادة، الذي يتضمّن التهاب القصبة الهوائية وانتفاخ الرئة المُزمن. وأكثر من %90 من تلك الحالات المرضية سببها تدخين السجائر، وحتى عندما يترك المدخّن عادة التدخين، يستمر المرض ويصبح أسوأ تدريجيا، وفي أغلب الأحيان يموت المريض اثر توقف نظامه التنفسي. ويُتوقّع أن يقتل مرض (COPD) أكثر من ستة ملايين نسمة حول العالم، بحلول عام 2020، ليصبح ثالث أكبر وباء في العالم.
وأخفق الباحثون في فهم سبب عدم تأثير المقوٌيات (Steroids)، التي تعتبر معالجة فعّالة لالتهاب الرئة المتعلق بالربو، معالجة مرض (COPD). والآن، اتخذ العلماء من كلية (Imperial College London) اللندنية الخطوة الأولى نحو علاج هذا المرض القاتل عن طريق اكتشاف آلية مقاومته، أمام طريقة المعالجة بالمقويات. وفحص العلماء دور الإنزيم، المسمى (HDAC2)، في خلايا الرئة، الذي يطفئ الجينات المسؤولة عن تسبّب الالتهاب. وعادة، أدوية المقويات هذه قادرة على تسهيل عملية توفير ممر جزيئي، بين إنزيم (HDAC2) والجينات الملائمة. لكن مستويات الإنزيم (HDAC2) كانت منخفضة جدا، لدى مرضى (COPD)، بحيث أن تأثير المقويات كان شبه معدوم.
ويسبب التدخين الإجهاد المؤكسد في خلايا الرئة، ما يؤدي إلى تخفيض إنتاج إنزيم (HDAC2)، ومُعظمه معطّل، لذا لا يمكنه التفاعل مع مقويات (Steroids). وأدرك العلماء بأن الجُرَع المنخفضة من دواء رخيص ومتوفر جدا، اسمه (Theophylline)، يمكن أن يرفع مستويات الإنزيم المذكور، كي يُمكّن المقويات من معالجة مرضى (COPD). جدير ذكره أن دواء (Theophylline) استعمل في السنوات السبعين الماضية لمعالجة الربو، وأيضا مرضى (COPD)، لكن المرضى كانوا دائماً يتعاطوه عبر الجُرَع العالية جداً. أخيرا، وجد العلماء أن الجُرع المنخفضة جدا، من دواء (Theophylline)، لها تأثير مختلف ويبدو أنها تُنشٌط إنزيم (HDAC2) وتزيد بالتالي معدل إنتاجه، في الجسم.
منقول