قالت ودموعها تنساب على خديها

ونظرات الحيرة تنبعث من عينيها ..

( إنه ماعاد يحبني .. لم أعد سمورته

كما كان يناديني ) تذكرين ........؟!!!

العجيب أنني أذكر أحداث قصة غرامهما الأسطورية

كانا عاشقين مجنونين .. لا ينفك أحدهما يردد اسم الآخر

بشوق ولهفة .. ويحلم بيوم اللقاء ..

تساءلت أين ذهب الحب .. أين كل تلك المشاعر الرائعة

التي كانا يكنانها لبعضهما ... ؟!!!


هل ماتت .. ما الذي قتلها .. حتى صار يعاملها ..

كما لو أنها لا تعني له شيئاً ..

لماذا يجرح مشاعرها كلما تحدث إليها ..

لماذا يقارنها بغيرها من النساء .. ويشعرها بالدونية

بعدما كانت بالنسبة له .. ( سيدة النساء ) .



قلت لها : وأنتِ أما زلتي تحبينه كالسابق ..

قالت : ( الحقيقة لست أدري .. وكأنه شخص آخر

ليس محمد الذي أحببته .. وسهرت الليالي أفكر به ..

وأنتظر يوم زفافنا على أحر من الجمر .. لأكون معه

لأكون له .. لأسعده وأسعد قلبي به ) .

ـ ـ ـ

إنها قصة حقيقية لشخصين كانا عاشقين

ثم صارا زوجين ثم ( ...... ؟ ...... )

بات يدور في مخيلتي سؤال غريب ...

هل الزواج يقتل الحب ؟!!!

إذن لماذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم :

( ما رأينا للمتحَـابَـين مثل النكاح ) .



دعونا نفكر بعقولنا قليلاً ..

رغم أني أعرف أن كل عاشق وعاشقة

يفكران بقلبيهما .. وبكل ذرة في جسديهما ..

ويتركا عقليهما في إجازة دائمة .


فإذا لم يعجبكم ما أكتبه حاولوا أن تتحملوني ...

وأنهوا الموضوع للآخر .. علّ الفكرة تصلكم كاملة ..

فهذه الكلمات هي إهداء من عاشقة سابقة ..

تعرف تماماً ما تحسان به .. و مرّ بها كل ما تمران به .

إذا أردنا أن نعـرّف الحب فلن نجد أفضل من تعريف

ابن قيم الجوزية رحمه الله حينما قال :

( هو استحسان المعشوق وطلب الوصول إليه ) .


إذن العشق في الأساس قائم على هذين الشرطين :

1_ استحسان المعشوق .

2_ طلب الوصول إليه .



والناظر إلى الزواج يجد أنه يتنافى مع الشرط الثاني للعشق .

فالزوج قد وصل إلى الزوجة .. والزوجة وصلت للزوج

إذن فقد انتهى الحب .


وإذا كان العشق هو مرض من أمراض القلوب

كما قال ابن القيم رحمه الله .. وأورد فصلاً كاملاً لعلاجه

في كتاب الطب النبوي ..

إذن تأكد بما أنك قد تزوجت من تحب إذن أنت قد شفيت من الحب .


من أجل ذلك كان الجاهليون إذا شاع فيهم حب رجل لإمرأة

حرموه منها ورفضوا تزويجه إياها ..

فقد كانوا يعتقدون أن الزواج يفسد العشق ..

وبما أن ( كل ممنوع مرغوب )

تصور كيف تكون حال هذا العاشق .



وبذلك نرى روعة الإسلام في قول الرسول

صلى الله عليه وسلم : ( ما رأينا للمتحَـابَـين مثل النكاح ) .

أي لم نجد علاجاً للعاشقين من عشقهما مثل الزواج .

نعود لنجيب على السؤال :

هل الزواج يقتل الحب ؟

الحقيقة أن الزواج لا يقتل الحب بقدر ما يهذبه

ويهدىء المشاعر المشحونة .. والشوق المجنون ..

لذلك جاء التعبير عن الزواج في القرآن الكريم ..

بالمودة والرحمة .


في أحد المرات قرأت حواراً دار بين أمريكي وياباني

حول الحب ..

حيث سفه الياباني طريقة الحب الأمريكية ( الحب قبل الزواج )

وقال إنها مشاعر وقتيه ما تلبث أن تزول ..

بينما الحب عند اليابانيين هو ( حب بعد الزواج )

لتدوم المشاعر الجميلة بين الزوجين للأبد .



إذن وكما نرى الحب قبل الزواج شيء

وبعده شيء آخر .. وعدم فهم الزوجين أو العاشقين لهذه الأمور

تجعل الصراع بينهما يحتدم لدرجة أنه يقال أن

85 % من زواج العشاق ينتهي بالفشل .

لماذا يفشل الزواج بعد قصص الحب الأسطورية ؟

لأن العقل كان غائباً .. والعواطف تأخذ المساحة

العظمى من الإهتمام ..

وبعد الزواج ومع العشرة .. كل منهما يرى شريكه

على حقيقته .. إنساناً عادياً .. ليس كما كان يتصوره .

فتجده يحس أن هذا الشخص لا يستحق العناء ..

لا يستحق كل مشاعر الحب الذي وهبها له ..

لا يستحق التفكير الطويل ولا سهر الليالي .


فيبدأ الحب بالذبول .. ويصل الشوق إلى درجة الصفر المئوية .

ـ ـ ـ

من أجل ذلك .. هذه دعوة لكل عاشقين صارا زوجين :

أن يحييا حبهما .. و يسقياه بدمائهما حتى يعود للحياة من جديد

بثوب أبدي .. في إطار رائع من ( المودة والرحمة ) .


فهي التي تُـبقي على الحياة الزوجية قوية .. متينة ..

صامدة في وجه كل المشاكل والخلافات .


ـ ـ ـ


ودعوة لكل عاشقين لم يصيرا زوجين بعد أن يتفهما هذا الأمر

حتى يكونا على بينة ..

ويعرفا كيف ستكون مشاعرهما المستقبلية بعد الزواج .



ـ ـ ـ


ودعوة لكل عاشقين بات من المستحيل أن يكونا زوجين

أن يراجعا كتاب الطب النبوي .. ( علاج العشق )


ـ ـ ـ


ودعوة لكل من لم يجرب العشق أن يحمد الله تعالى .

فكما قال الشاعر :

مساكين أهل الهوى لست *** أشتري حياة العاشقين بدرهم




وأخيراً

أسأل الله أن يديم السعادة في بيوتنا .


وشكراً لكل من مر من هنا .