خطوبة ، ملكة ، زواج ، شهر عسل ..
تداعب فكرة الخطوبة خيال الكثير ( أو كل ) الفتيات ، فهي طريق للزواج الذي يعني الكثير والكثير جدا لهذه الفتاة .
فهو طريق للخروج من عالم العزوبية بكل ما يحويه هذا العالم من معاني الوحدة الشعورية أو النفسية إلى عالم تلقى فيه الاهتمام الشخصي بها وحدها
ومن بيت مشترك إلى بيت مستقل
ومن عالم الطفولة أو المراهقة أو العنوسة لعالم الزواج
وهو وسيلة الحصول على الأولاد .
إلى غير ذلك من الأمور التي تجعل الزواج هاجسا ملحا في عقول الفتيات
وهذا شيء طبيعي ولا تلام الفتاة عليه
ولكن المشكلة أن هذا التفكير قد يوقعها في مشكلة كبيرة لا تنتبه لها الا بعد فوات الأوان .
فتتذكر الفتاة أن الخطوبة يعقبها ملكة , ومن ثم الزواج , ومن ثم شهر أو شهرين أو ثلاثة اشهر عسل بسبب أنها ما زالت جديدة
ولكنها تتغافل عن حقيقة مهمة
وهي أن هذا العسل قد ينقلب الى بصل .
هذا الانقلاب ان كان جزئيا فهذا بسيط , وهو شيء لازم في كل اسرة .. فإن كان بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يخلُ من مشاكل فكيف ببيوتنا نحن ؟!
ولكن المشكلة في انقلاب كامل يحيل الحياة الزوجية الى جحيم لا يطاق , وتكون الفتاة هي الخاسر فيه بسبب تسرعها ونظرتها القاصرة لهذا الرجل في فترة الخطوبة .
هذه النظرة تذكرنا بمن ينظر تحت قدميه , ولا يرفع رأسه لينظر الى حفرة عميقة على بعد خطوات منه !
فإذا عرفنا أن فرحة الخطبة يجب أن لا تنسي الفتاة التفكير الصحيح في هذا الموضوع , فالزواج ليس ثوبا يلبس , أو سفرة لبلد ما .. ولكنه ارتباط دائم له ما وراءه من التبعات التي قد تستمر الى الوفاة .... اقول : اذا عرفنا هذا وجب علينا أن نسأل :
ما الذي يجب على الفتاة أن تعرفه عن الخاطب حتى تكون - نوعا ما - في مأمن من الانخداع ببريق الزواج ؟
في الحقيقة إن هذا الموضوع يختلف من بيئة لأخرى , ومن فتاة لأخرى , ومن فئة عمرية لفئة عمرية أخرى
ولكن هناك بعض الصفات اللازم توفرها في الخاطب , وبعض الصفات التي يستحب أن تكون أكثرها متوفرة فيه .
فمن الصفات اللازمة : الدين , الخلق , الوظيفة ( مصدر دخل ثابت ) ... الخ
أما الصفات التي يستحب توفرها فيه : الوسامة , السكن المستقل , مركز مرموق في المجتمع , شخصية جذابة / محبوبة .... الخ ... وهذه الصفات تتغير باختلاف تفكير الفتاة فهي ليست ثابتة كما هو الحال في الأولى .
فعلى المخطوبة أن تتحقق من الصفات التي ( يجب ) أن تتوفر في الخاطب , والصفات التي ( يستحب ) توفرها فيه .
كيف تتحقق من الصفات ؟
يصعب على الفتاة المتدينة أو المحافظة أن تتحقق من هذه الصفات , فالخاطب لن يعطيها المجال للحديث معه حول هذه الأمور , وهي لن تفعل هذا ايضا إما حياء أو خوفا من الله .. ولذلك فيجب عليها أن تطلب هذا من أخيها, أو من أخت خاطبها أو أمه أو إحدى قريباته .. وبالنسبة للأخ فلا أحبذ هذا لأن الرجل من عادته النظر للأمور بشكل عام وليس من عادته التفصيل , ولكن المرأة من عادتها التفصيل والتدقيق والشرح المطول وا ل اااا : ( وهذا - بلا شك - أفضل في هذا الموضوع .
ويبقى بعض الأمور التي تتحقق منها الفتاة بعد الملكة , كالسكن مثلا أو مكان الوظيفة أو مستقبل زوجها وأين وكيف سيكون .
وأنبه على أن بعض الأمور ينبغي أن لا يكون فيها تعنت , وبعضها الآخر يجب أن تكون الاجابة دقيقة وواضحة , فسكن الزوجة لسنة أو سنتين مع أهل زوجها ريثما يستطيع الزوج الخروج من البيت ليس فيه شيء , ولكن التأكد من دين الخاطب يجب ألا يمر مرور الكرام فتكتفي المخطوبة بمعرفة أن خطيبها " يصلي " فقط , وكأن هذا هو كل الدين والخلق !
لا تفاجئيه عند العقد أو بعد الزواج
قد يكون سكوت أحد الزوجين عن بعض الأمور سببا في مشكل كبيرة بعد الزواج , فقد تكون الزوجة راغبة في العمل , أو راغبة في عدم ترك الوظيفة بعد الزواج .. والزوج لا يحب أن تكون زوجته موظفة .. أو العكس فتكون المرأة تريد التوقف والزوج يريدها أن تعمل ..
فبسبب عدم معرفة الزوج لهذا الأمر قد تتدمر هذه الاسرة ..
ولذلك يجب التفاهم على هذه الأمور قبل العقد أو بعده مباشرة .
وهناك نقطة مهمة وهي أن الخاطب قد " يفركش " الزواج بسبب شرط يصر عليه الأهل يوم الملكة وهو لم يعرفه الا في ذلك اليوم ! ولذلك فيجب على الفتاة والرجل أن يمليا شروطهما قبل كتابة العقد ويتفاهمان عليها سويا عن طريق المحارم .
وبعد ..
وبعد هذا لا نقول أن الزيجة هذه ستنجح 100% , ولكننا نقول أن الزوجة قد أخذت بالاسباب وعملت ما عليها , فيتبقى عليها الدعاء وطلب التوفيق من الله .
ولا نظن أن أمرا خطيرا كهذا سيمر دون استخارة واستشارة .
ولتنتبه الفتاة الى حقيقة مهمة ذكرتها سابقة : احذري من عسل الخطوبة الذي يتحول الى بصل بعد الزواج .
ولتكن الفرحة مقرونة بعقل واعٍ مفكر يعرف أن دخول هذه التجربة ليس كدخول اي تجربة أخرى
والموضوع مفتوح للتعليق والنقاش , سواء هنا أو في الواقع .
وبالنسبة للواقع فأنصح بعدم أخذ راي الأمهات ولا الجدات من باب أولى , فلكل جيل صفات واهتمامات لا تنفع للجيل الذي بعده .
فالرأي يؤخذ ممن هو خبير بجيلكِ ومشاكله وهمومه وتطلعاته .
وبالنسبة للرجال فلا أنصح ايضا بأخذ مشورتهم في كل شيء , فالمرأة أقرب لبنات جنسها
وقد يكون رأيها أفضل وأقرب للصواب .
" واسأل مجرب ولا تسأل طبيب "
تحياتي لكم جميعاً