النساء من وجهة نظرالرجال !!
ناقصات عقل ودين...
هكذا اندفع صاحبي المتزوج من عدة سنوات يجيب عندما دار بيننا حوار باسم حول هذا العنوان.
وتركت صاحبي يرغي ويزبد في هذا المعنى وكانت آخر عبارة سمعتها منه قبل أن أغيب عن حديثه إلى عالم الذكريات
خلقن من ضلع أعوج....
وذهبت بعيداً جداً حتى أصبح صوت صاحبي أصداء ضجيج يأتي من بعيد...
وتذكرتها...
تلك التي كان زوجها لا يعقد أمراً إلا بمشورتها، لم تكن حاصلة على أعلى الدرجات العلمية في الاقتصاد ولكن كان الجميع من حولها يعجبون كيف تدير هذا البيت المكون منها ومن زوجها ومن أولادها الثمانية...؟!!
كيف كان ذلك الزوج المنهك خلف مطالب الحياة يعود وقد ملأ الغبار ابتسامته المتكلفة، فإذا به بعد لحظات من دخوله الحجرة معها نسمع الضحكات العالية من قلبه! وبعد خروجه نجد أن جميع مشاكل الدنيا قد انحلت .
تلك التي كان بيتها مخبز ومزرعة لتربية الطيور، ومحلاً لإنتاج الملابس، ومدرسة لتعليم القيم.
تلك التي كانت ابتسامتها الغضبى كألف سوط ينزل على الأجساد فتلهث القلوب لإرضائها... وكانت مقرعتها في يدها تكفي الإشارة بها ليحتشد طابور الثمانية يطلبون الرضا.
كان نشيدها: الحمد لله، وتسبيحها: رضاك عني، وغناؤها: تنعيم زوجي.
وإنتاجها ثماني بيوت تصب في المجتمع الخير كله.
إنها أمي... والعجيب رغم كل ذلك أنها كانت امرأة !!!!
وأفقت على صوت صاحبي الذي لا زال يدق به على فشله فيصدر ضجيجاً عالياً.
شاوروهن وخالفوهن....
أردت أن أعود إلى ذكرياتي أحتمي بها من ضجيج صاحبي فلم يترك لي الفرصة...
ولكني هربت أخيراً منه ولكن إلى الواقع، إلى تلك المسكينة القابعة أمام موقدها في مطبخها والصغار تحت أرجلها، والكتب في أيديهم.. ولسانها معها، وعقلها معي لتدبير طموحاتنا... وقلبها لا يحتوي إلا أنا وهم..
مثقفة.. وعاملة.. وداعية.. وخادمة.. وراعية.. وحانية
إنها زوجتي، والعجيب رغم ذلك كله إنها امرأة !!!
وتذكرت أخواتي وبيوتهن التي تدار من خلال خبرات ومهارات اكتسبنها من أمي ومن الحياة. والعجيب أيضاً أنهن نساء.
وكان آخر انفجار سمعته من فم صاحبي جعلني أتيقظ من ذكرياتي.
-عليها فقط أن تسجد لزوجها.
انفجرت شفتي عن ابتسامة ما لبثت أن اتسعت حتى أصبحت ضحكة مجلجلة.. وصديقي ينظر حوله إلى مجموعة الأصدقاء في خجل ثم نظر إلي قائلاً في دهشة.
- ماذا يضحك؟
- قلت له لا شيء.
لقد كان صديقي العزيز جداً ـ الذي لا يخفي شيئا عن حياته الزوجية ـ نسي أن كل أصدقائنا يعلم جيداً من الذي يسجد في بيت صديقي!!!.
عزيزي كل زوج.....
إن المشكلة الأساسية التي تقع فيها فتخرج قطار حياتك عن القضبان هي وجهة نظرك في صنف النساء... تلك النظرة التي تكونت من خلال مجموعة من المأثورات الشعبية المنطلقة من أفواه رجال فاشلين يندبون حظوظهم.
أو من خلال فهم قاصر متحامل لأقوال النبي e والقرآن الكريم أو من خلال أقوال منسوبة إلى ديننا وهو منه براء لكي تضفي على نظرتك شيئا من الشرعية .
وقد ييسر الله شرحا لتلك الأقوال التي قد فهمت خطأ.. وبيان لهذه العبارات التي نسبت إلى ديننا... فحتى ذلك الحين اعلم أن "النساء شقائق الرجال" ولا اختلاف أي اختلاف بين المرأة والرجل إلا ما أقره الله خالقهما لتنضبط الحياة ويقوم كل بدوره .. بل سل نفسك إلى من تلجأ ـ بعد الله ـ عندما تضل أقدامك في طريق الحياة ؟!! بالله عليك هل لأحد غيرهن ؟!
أم أو زوجة أو أخت ..
منقــول
د.أكرم رضى
أختــكم في الله،،،
للحيــــــــــــاة