الليله (1)

نام الخلق ولم تزل ساهرة وفي رأسها أمواج متلاطمة من الأفكار والهموم التي تغرق
في بحر الخوف كانت خائفة وجله خائفة من كل شيء وكل ماتتمناه إن تغمض عينيها
وتفتحهما لتجد الأمر كله انتهى.
نهضت من فراشها بعد تأكدت إن لاجدوى واغتسلت لتصلي بدت وكأنها تعيش لأول مره
في كل عمل تقوم به تشعر بغربة مقيتة ولا مجال للالفه يبدو فعلا أقسى شعور وأقسى
حياة.......الغربه بين الأهل والأحباب .....
أنهت صلاتها وكان هناك الكثير من الوقت لطلوع الفجر تناولت المصحف لتقرأ...قرأت ماشاءالله أن تقرأ...
باغتها ذلك الشعور المرير...تقاذفتها العبرات...خانتها أدمعها..ولكن
بدت صامدة قويه رغم مابها من انكسار..وحزن..ومشاعر أليمه..
تمنت لو استطاعت أن ترفع صوتها بالصراخ لتزيح ذلك الحمل الثقيل ..لكن
فطنت أن بالبيت نيام..حاولت أن تنفس عن خواطرها بطريقة أخرى تناولت
قلما وأوراقا..ولكن هيهات..عندما يكون العقل فارغا والقلب مكلوما مضطربا
فهي لن تحسن شيء غير البكاء وإذا شحت العين فليس أمامها سوى الصبر والتجلد
استلقت على سريرها وشريط ذكرياتها يدور ومشاعرها تتهاوى تتمنى لو استطاعت
أن تغفو فهي تدرك أنها بنومها سوف تطرد هذه الأفكار والوساوس وتعي أنها حينما
تستيقظ بعد نومة هانئه قد تستطيع أن تفكر بشكل أفضل أو قد يكون أهل البيت قد فاقوا
فملئوا عليها هذه الدنيا فسوف تنسى أو قد تتناسى فأنى لها أن تنسى ..
بدا الليل عليها طويلا مثقلا ظلامه يوحي بالوحشة وهدوءه ينذر بالخوف..الألم
الحزن.....الألم.....النهايه !!! تساءلت في عبرة تكاد أن تخرج:
ياترى هل من وميض أمل في هذا النفق المظلم...
نعم هم معي يسيرون في قطار هذه الدنيا المتسارع ولكنهم مهما بلغت بهم الحساسيه
ألمرهفه والمشاعر الجياشه فإنهم لن يستطيعوا أن يتفهموا ماانا فيه من معاناة أو يتقبلوه ..
فكيف بهم وهم ....... آآآه لاتستطيع حنجرتي إخراجها
ولا يستطيع لساني نطقها ...نعم آآآه مما إنا فيه ... رحماك ربي أنت ملجأي وملجئي....
ماذا افعل هل اغضب من تهكمهم بي أم عدم مبالاتهم بمشاعري...
أم تجزعني حاجتي ان اردتها فاني أتعذب للحصول عليها...
كل ذلك لايهمني ولا يهز مشاعري ولا اعبأ به.............. لماذا ؟
قد يكون السب في ذلك لوجود ماهو أهم عندي من نفسي نعم أهم مني.....أنهم أطفالي.....
الذين شاء الله لهم أن يعيشوا بهذه الظروف ... تبادرت إلى ذهنها بادره فضحكت ثم تساءلت ماذا يضحكني...
نعم......نعم.....شر البلية مايضحك.....لكن مم اضحك..هل اضحك على هذا الحال
أم اضحك..على قدري ....أم ارسم خيالات شبه مستحيلة في نفسي
أن اغرب شيء يمر بي حينما يلحون علي بالزواج.....ماذا يريدون
كرهت الرجال... كرهت تربية الأطفال... وكرهت.......وكرهت.....وكرهت
سالت دموعها على وجنتيها وبدت تمتم اعوذبالله من الشيطان الرجيم
ياالهي كدت أن اسبب صوتا فيوقظ أهل البيت.....
أهل البيت.....ههههههههههه....نائمون......آآآه رحماك ربي...
ترى ماذا لو تزوجت وأي خيار سأختاره في زواجي...
هل سأشترط عدم الإنجاب....وماذا يريد مني إذا...
تمر السنون وأكون من سقط المتاع لديه......هؤلاء هم الرجال ليس بينهم اختلاف
أم أتزوج من يكبرني وأعانق رجلا يوازي عمر والدي...
أم أتزوج وأنجب واكرر مأساتي مرة أخرى......!!!!! لا لا لا !!!!!!!
تطرد هذه ألفكره من رأسها.....لا لااريد أن أتزوج....
هذه النار التي إنا بها ولا جنة لااعلم ماكنهها ولا ظرفها وغموضها
يكفيني أبناءي سأضحي من اجلهم سوف يعوضونني عن كل شيء
........ولكن ترى ماسر إصرار أهلي على زواجي وتكرار هذه التجربة المر يره ....
هل أنا حملا ثقيلا عليهم أم ماذا ؟!! آآآه يارب ا رحمني من هذه الوساوس والأفكار أريد أن أنام...
لم تستطع هذه المره أيضا كبح جماح دموعها ...
تركت لها المجال ....بكت ..وبكت..وبكت.... يالهي ماهذا الصوت....
انه أذان الفجر...سيفيقون الآن يجب أن أتظاهر بالنوم.