بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
سأحكي لكم عن قصة واقعية حدثت لفتاة في بلادنا
وكثيرا ما تحدث مثل هذه الحكاية ولكن هناك شي يثير الدافع
لكل قلب أن ينتبه...
تقول الفتاة:
(أحببته من كل قلبي وتعلقت به إيما تعلق
ولم تكن من عادتي هكذا فالكل يعرف أخلاقي وأدبي ولكني لا ادري
كيف تعلق قلبه بي ربما لصغر سني
أحببته بصدق وأحبني كان يواسيني ويخفف آلامي وكنت له كذلك أحسست أنه ملك كياني وأنه أقرب شخص لي من بين كل الناس
وانني لا أستطيع أن أرفض له أي طلب
حتى أنني أساعده بمالي وأبيع ذهبي لأخرجه من أزماته
ومرت سنوات وصرت أفتقده قي كل شي ولا أطيق إنقطاعه عني وأود رؤيته
وطلب مني أن أخرج معه فخرجت إذ أنه أصبح حياتي كلها وصرت أثق فيه أكثر من نفسي
ولم يكن يحدث بيننا شي حتى ألفت مجالسته وكل ماكان بيننا أن كان كل منا يشكوا آلامه للأخر ويخفف عنه كربه وألمه
كان الحب بيننا عظيما جدا ولم أكن أتوقع أي شي آخر غير الإحساس بالأخر وأحتواء آلامه وإدخال السرور والبهجة في قلب كل منا
وبعد خمس سنوات وفي تلك الليلة خرجت معه
وأخذني كعادته إلى تلك الصحراء التي أعتدنا الذهاب إاليها والجلوس على رمالها
أحسست بنظراته الغريبة وبدأ يستميلني ويستدرجني
فسألته بجرأة كف عني ماذا تريد؟
فصارحني برغبته الدنيه
فصدمت وسرت رعشة ذهول في جسدي
وقلت له بهدوء وسكينة لن أعطيك ماتريد
إذا أردت فتزوجني كما وعدتني
فقال لي بخبث : كيف أتزوجك وكيف تصدقين أني سأقبل بك زوجة وأنت تخرجين معي
فقلت له أنت تعلم أخلاقي وحسن مبادئي وأني لم أحب في حياتي أحدا غيرك ولم أكن أخرج مع أحد سواك
فكيف لا تثق بي ألست تحبني بصدق؟؟
قال : أحبك بالفعل وأحس براحة معك وبالرغم من علمي بأخلاقك ألا أن نفسي لا تطاوعني أن تكوني زوجة لي لا أريد أن تكون حياتي كلها شك
قلت له : لماذا فعلت ذلك؟؟ لماذا وعدتني بالزواج ولماذا عذبت قلبي معك طوال هذه السنين؟؟ خمس سنوات!! كيف تغير تفكيرك وكيف تفكر بفعل ذلك
قال : أحببتك بالفعل وأود فقط أن تكوني خليلة وليس زوجة ، وتفكيري لم يتغير أبد فقد كنت وضعت أساسا أن أي علاقة حب لا بد أن يحدث فيها ما أريده الأن منك ، و طوال تلك الفترة أستميلك حتى تتعلقين بي بشدة ولا ترفضين لي هذا الشي الذي أدري أنه من الصعب جدا عليك ولكنك ألست تحبينني؟؟ فلماذا تمنعينني نفسك؟؟
قالت : أحببتك بصدق ولكني لن أعطيك ما تريد ، كيف تريدني أن أعطيك هذا الشي وأنا أعلم أنك لن تتزوجني ، كيف بي إذا حملت ثمرة هذا اللقاء الآثم، وأنت ستتخلى عني وسيتهمني الكل وأنت لا ذنب لك ولن يشك فيك أحد حتى لوأخبرتهم عنك . ستنكر معرفتك بي وستكون كل اللائمة علي
قال: ولكني على يقين أن كل فتاة ترغب في هذا الشي لا تنكري ذلك فلماذا تمنعينني؟؟
قالت: نعم كل فتاة ترغب في ذلك وأنا لا أنكر برغبتي ولكنني أرغبها من زوجي الذي هو زوجي بالفعل أرغبها في الحلال وليس في الحرام، كيف تريد أن نعصي الله في أواخر عمرنا ونحن لا ندري كم سنعيش وسيلاحقنا غضب الله طوال عمرنا وتمحق بركته عنا
هذا الشي الذي تريده لن أعطيك إياه أبدا
قال وإبتسامة صفراء تعلوه : ومن قال لك أنك ستخرجين من هنا ولم يحصل ما أريد؟؟ سأخذه منك ولو بالرغم عنك!!!
قالت بإطمئنان ظاهر : أنا لن أصرخ ولن أبكي لأنني أدرك بأن كل ذلك لن يجدي نفعا فلا أحد من البشر سيسمعني ولن أهرب منك لأنني لا أدري أين أنا في هذه الصحراء وأين بيتنا هو، ولكن أعلم كذلك أنني لن أساعدك في هذه المعصية ولن أمكنك من نفسي وحتى لو أخذت ما أردت بالقوة فأعلم أنها ستكون نهايتي وستتحمل أنت مسؤوليتي ، فقد أخبرت أبي عنك أخبرته وصارحته بكل ما بنفسي قبل أن آتي معك لأني أحسست أن شيئا ما سيحدث الليلة أخبرته بأني أحبك بجنون وأنك ستتزوجني وأنك ستأتي يوما ما لخطبتي
قال بسخرية : وكيف تريدين مني أن أصدق ذلك؟؟؟
قالت : حتى تصدق وتقتنع سأتصل بأبي الأن وستسمع الحوار الذي بيننا
تقول الفتاة لم أكن صادقة بقولي أن أبي يعلم بما بيننا وأني أخبرته بكل ما بيننا ولكنني أخبرت أخي الذي أفضي له بكل أسراري فعلاقتي به قوية وكل منا يلجأ للأخر ويصارحه بكل شي، كان أخي يعلم هذا الشخص الذي أحبه وكنت أخبره بما أحمله له من حب عميق ولكنني لم أخبره بأنني أخرج معه لعلمي أن ذلك لا يرضيه
فقال لها : أتصلي الأن
فأتصلت الفتاة بأخيها ودار بينهم هذا الحوار:
الفتاة : السلام عليكم أبي كيف حالك؟
فأدرك الأخ بذكائه وبمعرفته بأخته وإحساسه بها أن أخته في مشكلة وكان صوت أخيها يشبه لحد كبير صوت أبيها
الأخ: وعليكم السلام أنا بخير بنتي ، خير إن شاء الله ماذا عندك؟؟
الفتاة : أبي هل تعرف فلان ذلك الشاب الذي أخبرتك عنه وأنني أحبه وأتعلق به بشدة وأنه سيأتي لخطبتي ويتزوجني؟
الأخ : نعم أبنتي أعرفه فلان إبن فلان يعمل في مكان كذا ، خير ماذا به؟
الفتاة : هل سألتم عنه وعن أهله وأخلاقه؟
الأخ: لا لم نسأل بعد ولكن دعيه يتقدم أولا ثم بعد ذلك نسأل عنه
الفتاة : شكرا أبي وجزاك الله خيرا
الشاب وقد أحمرت عيناه من الغضب وصرخ بها قائلا: لماذا أخبرت أباك عني لماذا؟ ألم نتعاهد بأنه سر بيننا
الفتاة بكل هدوء : أخبرته لإحساسي بأن شيئا سيحدث الليلة أخبرت أبي حتى تعلم بأني لست رخيصة تأخذ مني ما تشاء وقتما تشاء، فإذا أغتصبتني الليلة مايدريني أنك ستطالبني بهذا الشي في المرات القادمة وسأصبح ألعوبة لا قيمة لها ، قد أحببتك من كل قلبي وأخلصت لك في كل شي ولم أتوقع أن ذلك سيأتي منك لبرائتي وحسن تفكيري قد رأيت وقاحة ولكني لم أرى اليوم أوقح منك ، قد أخطأت إذ أني أطلقت لمشاعري العنان ووهبتها لمن لا يستحقها قد أخطأت إذ أني وثقت بك في غير وقته وأخطأت إذ أسكنتك قلبي قبل أن تكون زوجي ، ألا تستحي من نفسك؟؟ ألا تستحي من خالقك وأنت تسألني ماليس لك به حق؟؟ ألا تخاف الله وعقابه؟؟ ألم ترعى حق الحب الذي دام بيننا هذه السنين؟
وأكثرت الفتاة من عتابه حتى أستحيا الشاب من نفسه وأطرق برأسه إذا بدا متجردا من كل خلق وقيم حتى عافت نفسه ما كان ينوي أخذه منها بالقوة
فقام الشاب وقال لها بهدوء : أركبي السيارة حتى أوصلك لبيتك.
فقالت الفتاة : لن أركب معك بعد اليوم وما يدريني ما سيحدث لي معك ، فربما تصطدم سيارتك وأنت بهذه الحالة
قال : ولكني لا أستطيع أن أتركك وحدك في هذه الصحراء ولا أدري ما قد يلحقك من أذى
فقالت له : إذهب ولا تسأل عني
فذهب الشاب وتركها وحدها في تلك الصحراء ثم إتصلت الفتاة بأخيها ليأخذها وبعد أن ركبت معه في السيارة والدموع تغرقها أخبرته بكل ما حدث وقالت له لم يلمس مني ولا شعرة وإذا لم تصدقني فلنذهب إلى المستشفى لتتأكد من عفتي وشرفي
فقال لها الأخ : أصدقك ولكني لن أعاتبك فيكقيك ما حدث لك
قالت له : أرجوك أخي أنسى ما حدث من هذا الشاب ولا تحدثه فيما فعل وإذا صادفته في الطريق فلا تزد عليه غير السلام وكأن شيئا لم يحدث
ومرت الإيام وأنشغلت الفتاة في الصباح بتدريس الأطفال القرآن وفي المساء بالطباعة حتى تنسى هذا الشاب والجرح الذي ينزف كل ليلة وقد مرضت من هول الصدمة في هذا الحب
ومرت السنين
وأدرك الشاب أنه فرط في فتاةلن يجد مثلها في الكون في كل شي فيها وتقدم لخطبتها من أخيها ولكن أخبره كذبا بأنها مخطوبة حتى لا يتجرأ أكثر وأنصدم الشاب وأصاب بحالة نفسية شديدة ألزمته المستشفى لشهور، ولا زال يعاني من ذلك
إلى كل قلب
إنتبه ولا تطلق لمشاعرك العنان لأي قلب كان حتى يجمع بينكم شرع الرحمن