وقد وُلد للنبي أربع من البنات - رضي الله عنهن - ولما ولد لإمام أهل السنة أحمد بن حنبل رحمه الله بنت قال: ( الأنبياء آباء البنات، وقد جاء في البنات ما علمت ) أي من فضل تربيتهن القيام عليهن. وكُره البنات من عادات الجاهلية؛ أما في الإسلام فإنهن من الأبواب الموصلة إلى الجنة قال : { من عال جاريتين حتى تبلغا، جاء يوم القيامة أنا وهو هكذا } وضم أصبعيه [رواه مسلم]
والأبناء في ميزان حسناتك إن أحسنت في تربيتهم وتوجيههم قال
: { إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث } وذكر منها: { أو ولد صالح يدعو له }
وقال : { إن العبد لترفع له الدرجة فيقول: أي ربّ أنّى لي هذا؟ فيقول: باستغفار ولدك لك من بعدك } [رواه أحمد]
وفي كثرة نسل أمة محمد ما لا يخفى من إخراج من يوحدون الله عز وجل ويقومون بحفظ هذا الدين ونشره قال رسول الله : { تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأنبياء يوم القيامة } [رواه أحمد]
فهنيئاً لك هذه الزوجة المباركة التي تلد لك البنات وتنجب لك البنين
وإليك بعضاً من سنن وآداب المولود:
1 - التأذين في أذن المولود: لعل أول السنن إسماع المولود نداء الحق حتى ينشأ وهذا الصوت يتردد على مسامعه خمسة مرات كل يوم فيكون من المحبين له المسارعين إلى أداء هذا الركن العظيم، والأذان يكون في الأذن اليمنى، عن أبي رافع قال: { رأيت رسول الله أذن في أذن الحسن بن علي حين ولدته فاطمة } [رواه أبو داود]
وصححه الألباني
وسر التأذين والله أعلم أن يكون أول ما يقرع سمع الإنسان كلمات الرب المتضمنة لكبريائه وعظمته، والشهادة التي أول ما يدخل بها في الإسلام.
2 - تحنيك المولود: في الصحيحين من حديث أبي بردة عن أبي موسى قال: { ولد لي غلام فأتيت به النبي فسماه إبراهيم، وحنكه بتمرة - زاد البخاري: ودعا له بالبركة ودفعه إليّ } والتحنيك تليين التمرة ثم دلك حنك المولود بها بعد ولادته أو قريباً من ذلك، وذلك بوضع شيء من هذه التمرة على الأصبع ثم إدخال الأصبع في فمه، وتحريكه يميناً وشمالاً.
3 - تسمية المولود بالإسم الحسن: الذي تتعبد الله عز وجل وتتقرب إليه به، ووقت التسمية إما في اليوم السابع من الولادة لحديث سمرة قال: قال رسول الله : { كل غلام رهينة بعقيقته، تذبح عنه يوم سابعه ويسمى ويحلق رأسه } [رواه أحمد]
4 - العقيقة: وهي سنة مؤكدة قال : { كل غلام رهينة بعقيقته تذبح عنه يوم سابعه.. } [رواه أحمد]. وهي عن الذكر شاتان، وعن الأنثى شاة واحدة. قال : { عن الغلام شاتان مكافئتان، وعن الجارية شاة } [رواه أحمد]
والعقيقة تشمل الذكر والأنثى من الضأن والمعز ولفظ الشاة يشمل ذلك كله. والأفضل الكبش. قال : { تذبح العقيقة لسابع، أو لأربع عشرة، أو لإحدى وعشرين } [رواه الطبراني في الصغير] وله أن يأكل ويتصدق ويهدي من العقيقة، ويكره كسر عظمها.
5 - حلق رأس المولود: ومن الآداب المشروعة حين استقبال المولود أن يحلق رأسه يوم السابع من ولادته أي في يوم ذبح العقيقة قال لفاطمة رضي الله عنها عندما ولدت الحسن: { احلقي رأسه، وتصدقي بوزن شعره فضة على المساكين } [رواه أحمد]
فحلقته رضي الله عنها ثم وزنته، فكان وزنه درهماً أو بعض الدرهم، ويبدأ في الحلق بالجزء الأيمن من الرأس ثم الجزء الآخر.
6 - الختان: من الآداب الشرعية ختان المولود قال : { الفطرة خمس..} وذكر منها { الختان } ووقت الاستحباب اليوم السابع من الولادة ويجوز قبل السابع وبعده إلى البلوغ فإذا قرب وقت البلوغ دخل وقت الوجوب.
7 - الكنية للطفل الصغير: وهي من السنن الثابتة عن النبي وفي تكنية الصغير بأبي فلان أو أم فلانة تقوية لشخصيته وتكريم له وإبعاده عن الألقاب السيئة.