|



أصبحت الثرثرة من أكثر الأمراض الاجتماعية خطورة وتهديدا لأمن الأسرة واستقرارها فضلا عن تحريم الشرع الحنيف لها




أسباب بيئية
ويقول الدكتور الحسيني عبد المنعم أستاذ علم النفس بكلية التربية الأساسية: إن الدوافع التي تقود المرأة إلى الثرثرة وإفشاء الأسرار يعود معظمها إلى عوامل بيئية، والإناث أكثر طلاقة لغوية من الذكور وهن الأكثر ثرثرة وذلك لا تجتمع امرأة بأخرى إلا وتقيمان مبارزة في الثرثرة والتعبير عن أشياء مكبوتة بداخلها، وهناك أسباب أخرى مثل الشعور بالفراغ وحب الاستطلاع والرغبة في تحقيق الذات وفقدان آلية الحوار مع الزوج.

وهناك أسباب تسهم في تكريس هذه الثرثرة لدى النساء ومنها: أن معظمهن يمكثن في البيوت وكل اهتماماتهن تنحصر في مسائل اجتماعية، ومسائل الأكل والشرب والموضة والتسوق والحديث عن الأزواج، ومما يسر ذلك جهاز التليفون فهي تستغل وجود الأولاد في المدارس وغياب الزوج وقيام الخادمة بالأعباء المختلفة، وتتفرغ للحديث مع هذه وتلك، يضاف إلى ذلك أن كثيرات من النساء لا يكففن عن الحديث في هواتفهن النقالة أثناء قيادة السيارات وفي الشارع وفي الأسواق بشكل فيه نوع من الهوس.

وعلاج هذه الثرثرة ممكن من خلال عوامل عدة:
1- تقوية الوازع الديني عند المرأة.
2- شغل المرأة بقضايا مهمة مثل هموم الأمة.
3- اهتمام المرأة بأولادها ومتابعة دروسهم وحل مشكلاتهم.
4- إقامة حوار مع الزوج والأبناء.
5- تكوين علاقات مع صحبة صالحة من النساء.

ويرى د.الحسين إن إفشاء الأسرار الزوجية ظاهرة خطيرة، يمكن أن تدفع ثمنها الأسرة كما أن إفشاء الأسرار يؤدي إلى فتور العلاقات بين الزوج والزوجة، والانشغال بالثرثرة يهدر وقت الأبناء وينقل العدوى إليهم.

ويقول د.الحسيني إن مواجهة هذه العادة الذميمة لا ينبغي أن يكون باتباع أساليب عنيفة لأن العنف لا يولد إلا عنفاً، والمرأة بالذات لا يصلح معها العنف وعلى الزوج أن ينصح زوجته ويؤكد لها قدسية أسرار البيت كما إن عليه أن يستخدم أسلوب العقاب السلبي كالحرمان من بعض الأشياء التي تحبها.

أمهات يتجاهلن مسؤولياتهن
وعن أثر الثرثرة وانشغال الأم مع صديقاتها عن الأبناء من الناحية التربوية، يقول الموجه التربوي بوزارة التربية الشيخ يوسف السند: إن على الأم أن تستشعر مسؤولياتها وواجباتها تجاه أبنائها، وأن تبذل جهودها في إقامة قنوات حوار وصداقة مع أبنائها، بدلاً من تضييع أوقاتها في الحديث مع صديقاتها بحق ودون وجه حق، وذلك لأن الأبناء في مراحل كثيرة من حياتهم يريدون أن يشعروا بأن الآباء والأمهات يكترثون بمشكلاتهم وهمومهم ويستمعون إليهم.

ويقول: إن عدم مصادقة الأبناء والبنات وعدم إقامة حوار معهم، والانشغال عنهم من شأنه أن يقيم حاجزاً نفسياً بين الأبناء والآباء ويسهم في عدم الاستقرار ومن ثم ضياع الأبناء وانحرافهم.

الرجل والمرأة سواء
وتعرف د.نورية الخرافي- أستاذة علم النفس: الثرثرة بأنها الكلام فيما لا يفيد، متسائلة لماذا كل الأمور السلبية تلصق دائما بالمرأة رغم عطائها اللامحدود للمجتمع؟

وتقول: إن خبرتي تجزم بأن فئة كبيرة من الرجال لا يذهبون للديوانيات إلا من أجل الثرثرة والدردشة والكلام الفارغ والخوض في أعراض الناس، وكما أن الرجال أصناف فهناك منهم الجاد والعابث كذلك الأمر بالنسبة للنساء.

وتقول د.نورية: إن وسائل الدردشة والثرثرة قد تطورت ففي هذا الزمان نجد الكثير من الرجال يمكثون طويلاً أمام الإنترنت وفي مقاهي الإنترنت لتضييع الأوقات في الأحاديث الباطلة، وما أكثر الزيجات التي انفرط عقدها بسبب هذا الداء الخطير، وهذا ليس معناه أن المرأة لا ترتكب هذا الجرم وإنما هي كما هو حال الرجل لكن يجب أن نسلم بأن الزوجة إذا وقعت في هذا الإثم، فإن المسؤولية تقع على الزوج لأنه لم يوفر لها الوقت الذي يتحاور فيه معها، ويعرف همومها وما تعانيه، وهذا ما يدفعها إلى البحث عن شخص آخر أو صديقة للثرثرة.

الثرثرة قيمة سلبية مكتسبة
وحول أثر الثرثرة على تربية الأبناء يقول د.سعد الشريع أستاذ أصول التربية بجامعة الكويت: الثرثرة هي إحدى العادات التي يكتسبها الأبناء فإذا ما كانت الأم ثرثارة وتتحدث فيما لا يفيد فإن الأبناء سوف يتأثرون بذلك ويصبحون ثرثارين، مرددين كل ما يسمعونه كالببغاوات لأنهم يعتبرون أن كل ما يسمعونه صحيح.

ويستطرد د.الشريع قائلاً: هذه العادات السلبية يكتسبها الأبناء فقد يكشف الأطفال أسرار البيت للغير وقد يتحدثون مع المدرسة أو المدرس عما يحدث في بيوتهم، فهذه عادة سيئة يجب على الأم أن تحذرها, وأن تنتبه إلى خطورة هذا الأمر على الأبناء وأن تعرف أنه لا ينبغي أن يقال شيء أمام الأبناء، فإذا كان بعض الكلمات والمفردات مقبولة بين الكبار، فإنها قد لا تكون مقبولة بين الأبناء، ولهذا لا يجب أن تثرثر بكلمات غير طيبة، حتى لا يكتسبها الأولاد بسرعة لاسيما وأن اكتساب الأبناء للعادات يتم بشكل سريع.

متى يكون الكلام عبادة؟
وتقول د.نادية أحمد هاشم أستاذة الفقه بكلية الشريعة- جامعة الكويت: الأصل في الكلام الإباحة، ومعنى الإباحة في الشريعة استواء الفعل مع الترك أي لا ثواب على الفعل ولا إثم على الترك، ولكن متى يكون الكلام عبادة؟ ومتى يكون محرماً في نظر الشرع؟
الكلام إذا كان للصلح بين الناس والتناصح فيما بينهم فهو كلام نافع مفيد، بكل هو واجب على المسلم والمسلمة، كذلك إذا شهدت جلساتنا نوعاً من السمر والترويح عن النفس دون خوض في أعراض الآخرين، فهذا أمر لا ضير فيه أيضاً.

أما إذا جلست النساء يبدين عورات حياتهن الزوجية أمام الأخريات فهذا لا يجوز في الشريعة الإسلامية، أما إذا وقعت مشكلة ما بين الزوجة وزوجها، وأرادت الزوجة أن تستنصح فعليها أن تطلب النصيحة من ذوات الاختصاص الاجتماعي أو الشرعي، على أن تكون المعلومات المباحة في حدود النصيحة، أما الشكوى دون هدف ومن أجل الكلام فهذه ثرثرة فارغة ومحرمة شرعاً، وعلى المرأة أن تدرك مغزى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: لا تزولا قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيم أفناه, وعن شبابه فيم أبلاه, وعن ماله من أين اكتسبه, وعن علمه ما عمل فيه. ويقول الله سبحانه وتعالى: ( قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون والذين هم عن اللغو معرضون).

ولهذا فإن كل لحظة تمر على الإنسان هو محاسب عليها إن خيراً فخير وإن شراً فشر، والله عز وجل يقول: ( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد.

وتطالب د.نادية المرأة بأن تكبح جماح لسانها وأن تتعود على ذكر الله والكلام المفيد، لأن اللسان قد يقود المرء إلى الهلاك، والإنسان يستطيع تهذيب لسانه.

وحول حدود الثرثرة المباحة تقول الدكتورة نادية: لا بأس في أن تتحدث المرأة أو يتحدث الرجل في حدود ما يلي:
1- عدم الغيبة، والقرآن الكريم يمثل من يغتاب إخوانه بمن يأكل لحوم الموتى.
2- لا يجوز أن يتناجى اثنان في حضور ثالث معهما، وذلك للمحافظة على شعور الآخرين حتى ولو كانت المناجاة في أمور جادة أو مباحة فكيف إذا كان الكلام يؤذي الآخرين.

3- إذا اقتضى الموقف الحديث في أمر هام بهدف التعليم أو النصيحة فلابد أن يكون الحديث دون ذكر أسماء أو مواقف ترشد إلى أشخاص بعينهم.
4- يجب أن تخلو المحادثات من الابتذال والانحطاط الخلقي وإفشاء الأسرار الزوجية.

__________________

__________________

أسأل الله العظيم..رب العرش العظيم..الذي جمعنا في دنيا فانية..

ان يجمعنا ثانية..في جنة قطوفها دانية

مشكورة أختي وفقنا الله وإياك

__________________

بارك الله فيك اخي الفاضل

طرح مفيد ومهم

جزاك الله خير

تحياتي

وبارك الله فيك

__________________