
الحزام الناري Herpes zoster
بسم الله الرحمن الرحيم
الهربس العصبي Herpes zoster

تعريف بالمرض
الحزام الناري أو الهربس العصبي أو القوباء المنطقية عبارة عن التهاب فيروسي حاد في أعصاب الجلد، ويتميز هذا المرض بظهور مجموعة من الحويصلات شفافة تحيطها هالة حمراء على مسار حسي معين ( مسـار عصب)، فيأخذ شكل حزام فسمي بالحزام الناري ، ولا توجد صله أو علاقة بين ظهور هذا المرض وتوتر الأعصاب بمفهومه العاطفي، وبما أن هذا المرض يركز على عصب، يخطئ الناس فينسبونه إلى مرض عصبي، وقد أصيب به كبار الناس ومشاهيرهم.
وغالباً ما يصيب كبار السن ممن هم فوق الخمسين عاماً، و تشكل نسبه حدوثه في تلك السن أكثر من ثلثي المرضى، ويصيب الأشخاص تحت سن 20 سنة بنسبة تصل إلى 10%، إلا أنه نادر الحدوث في الأطفال. وتزداد النسبة لدى المرضى الذين يعانون نقصاً في الجهاز المناعي مهما كانت أسبابه.
مسبب المرض
وبالنسبة لنوع الفيروس المسبب لهذا المرض فهو نفس الفيروس المسبب لمرض "الجدري المائي"، أو ما يسمى "العنقز" ، وعند الإصابة بهذا الفيروس في الصغر، وحتى في الكبر، لأول مرة، فإنه سوف يظل الفيروس كامناً في العقد الحسية، وعند إعادة تنشيطه تحت أي ظرف يبدأ أولاً بالتهاب العصب الحسي، وبعدها يتحرك الفيروس من خلال هذا العصب ليصل إلى الجلد ويسبب الطفح الجلدي.
أعراض وعلامات المرض
تبدأ عادة الأعراض بشعور المرضى بألم شديد وعدم ارتياح، وأحياناً تنميل، ويكون الإحساس بالجلد عند اللمس غير مقبول، وكأن هناك حرقاً أو خدشاً، وقد يصاحب هذه الأعراض تورم في الغدد الليمفاوية القريبة من الجلد المصاب، وتستمر تلك الأعراض في هذه المرحلة من يوم إلى ثلاثة أيام، وهنا يصعب على الطبيب تشخيص المرض، حيث إن هذه الآلام التي يشعر بها المريض منتشرة في أجزاء جسمه تكون مماثلة للآلام التي تحدث أثناء التهاب أغشية القلب أو الرئتين. وهي نفسها عند حدوث التهاب الزائدة الدودية والمغص الكلوي والتهاب البطن الداخلي، أو حتى التهاب المرارة، كما يصاحب ذلك أعراض أخرى كالصداع والإحساس بالإرهاق العام والتعب الشديد وارتفاع درجة الحرارة. وعموماً تختلف هذه الأعراض من شخص لآخر أشد عند كبار السن، وتكون أشد عند كبار السن .
وفي بعض الأحيان تتزامن هذه الآلام مع ظهور الطفح الجلدي في الوقت نفسه، وهنا يصبح تشخيص المرض بالنسبة للطبيب في غاية السهولة.
بعد الأعراض تبدأ مرحلة ظهور الطفح الجلدي الذي يصيب ناحية واحدة فقط من الجسم، ويكون الطفح على شكل حويصلات أو فقاعات صغيرة متجمعة، تحيطها هالة حمراء على طول مسار العصب الحسي المصاب، وفي بعض الأحيان تكون الإصابة شديدة فتؤدي إلى تقرحات، وقد تترك ندباً في المكان المصاب من الجلد، ويستمر ظهور الحويصلات خلال أربعة أيام متتالية تصل أحياناً إلى أسبوع، ثم تنحسر هذه الحويصلات، وذلك بالتقشر وظهور تقرحات سطحية بسيطة، خلال 7 ـ 14 يوماً، وبعدها يكون الشفاء (بإذن الله) .
أما أكثر الأماكن التي تصاب بهذا الفيروس فهي الأعصاب الحسية الشوكية في منطقة الصدر والجذع، ولكن قد يصيب الأعصاب الحسية التي تنبع من المخ مباشرة، مثل العصب الخامس، وفي هذه الحالة قد يؤدي الفيروس إلى إصابة العين، مسبباً تقرحات في القرنية قد ينتج عنها فقدان البصر (لا قدر الله) إذا أهمل العلاج .
وعادة ما يصيب هذا المرض الشخص مرة واحدة في العمر، ولكن هناك بعض الحالات النادرة سجلت الإصابة به مرتين .
وفي حالة تكرار الهربس العصبي أكثر من مرة فإنه يجب عمل فحص كامل للشخص المصاب لاستبعاد إصابته بسرطان داخلي أو مرض نقص المناعة المكتسب AIDS
العلاج
قبل العلاج لابد أن يطمئن المريض المصاب بهذا المرض أن هذا المرض ليس له علاقة لا من قريب ولا من بعيد بالأمراض الجنسية أو الخبيثة.
في الوقت الراهن لا يوجد دواء يمنع الإصابة بهذا المرض . ويجب عدم الاختلاط و استخدام أدوات الشخص المصاب ، وخصوصا كبار السن، حيث أن التقدم في السن يجعل الإنسان أسهل تعرضا للإصابة بهذا الفيروس ، ويجب على كبار السن تجنب الأطفال المصابين بجديري الماء (العنكز) .
ويجب كذلك الاستعانة بالطبيب الأخصائي في الأمراض الجلدية في كل إصابة خفيفة كانت أو شديدة ، تجنبا للمضاعفات التي ترافق هذا المرض ، أو تنتج عنه. وخصوصا إذا امتد المرض إلى العين فيجب الإسراع إلى طبيب العيون لتلافي أي عطب بالقرنية . ومن مضاعفات مرض الهربس العصبي أنه يمكن أن ينتج عنه ندبا في المواقع المصابة خصوصا لدي كبار السن .
ومن مضاعفاته أيضا والمعروفة لدي أغلب الأطباء الألم الحاد المتواصل أشهرا بعد اختفاء البثور و الطفح . مما يستدعي أخذ مسكنات قوية المفعول لتهدأة ألم هذا المرض ولفترات طويلة في بعض الحالات وقد تمتد إلى سنوات عديدة ، ولهذا أطلق عليه الحزام الناري لما له من آلم وحرقان يشبه إلى حد كبير الكي بالنار .
ويتضمن العلاج :
1 - تهدئة الألم بواسطة المسكنات ، ويجب على المريض تقليل الحركة و التزام السرير لمدة 5 أيام .
2 - فيتامين ( ب1 ) ، ( ب2 ) بجرعات كبيرة .
3 - قد تستخدم بعض المواد المطهرة الموضعية مثل الكحول بتركيز 70% .
4 - في بعض الحالات الشديدة ، وفي حالة المرضى الذين يعانون من نقص المناعة ، وعند إصابة العين ، قد تستخدم بعض الأدوية المضادة للفيروسات مثل عقار الاسيكلوفيرAcyclovir -ZOVIRAX عن طريق الفم أو الكريم الموضعي أو عن طريق الحقن.
ألبسنا الله وإياكم تاج الصحة والعافية
المصدر:
مقالة للدكتور فهـد عبد الله إبراهيم - دكتوراه الأمراض الجلدية و التناسلية
حوار مع الدكتور عبد العظيم عبد اللطيف البسام - استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية والحساسية، وعضو الأكاديمية الأمريكية للأمراض الجلدية