الزواج هل هو نهاية أم بداية
بسم الله الرحمن الرحيم
إخوتي وأخواتي في الله،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
---------------------------------------
في هذا الجزء من العالم نظل نزرع في رؤوس أبناءنا وبناتنا أن الزواج هو نهاية المطاف لكل منهما،
وأن الفتاة مكانها بيت زوجها والرجل لابد أن ينتهي به الأمر زوجاً ومسئولاً عن بيت وأسرة،
نزرع هذه الأفكار فقط ولا نحّضر الأبناء و نعدهم لهذه الحياة الجديدة.
والسؤال الذي أطرحه هنا:
"هل أعددنا بناتنا وأولادنا ليكونو قادرين على تحمل هذه المسئولية؟"
من منّا ربى ابنته على أنها في يوم من الأيام ستنتقل من بيت والدها "البيت الذي تربت فيه" إلى بيت آخر ،،، وإلى عصمة رجل آخر مختلف في تعامله معها عن أبيها ،،
وأنها ستعيش حياة جديدة لا تكاد تكون بينها و بين الحياة السابقة أي صلة أو وجه مقارنة.
إننا لا نربي بناتنا ليصبحن أمهات المستقبل
ولا نهيأهن لمعترك الحياة التي سيخضنها إن عاجلاً أو آجلاً.
إن الأجدر بكل أم وأب أن يحرصا على زرع تعاليم الدين في نفوس بناتهن من الصغر، وتعيلمهن احترام الزوج واحترام أهله وأسس التربية الإسلامية وحفظ الزوج والطاعة له في حدود والكثير الكثير مما يهمله الآباء من حقوق بناتهن عليهن.
نعم الزواج مصير البنت وإن أطالت البقاء في بيت والديها ولكن يجب أن يحضّراها لبداية هذه الحياة الجديدة لا أن يدفعاها إلى النهاية بأيديهم.
والشيء نفسه في حالة الابن فالقليل جداً منا يربي ابنه على أنه سيكون غداً رب أسره،
فلا يزرع في داخلة منذ الصغر أي مباديء من الأمور التي تعتبر من أبسط حقوقه على والديه، فالأم دوماً تكرر أمامه إنها بانتظار اليوم الذي تراه فيه عريساً وهي تبحث له عن بنت الحلال والأب ينتظر أيضاً هذه اليوم بفارغ الصبر،
ولم يفكر أحدهما في تهيئة هذا الفتى لهذا الزواج وتعليمه بعض الأمور التي لا يمكن أن يتعلمها وحده أو يكتشفها مع الوقت فهي ضروريات يتعلمها الابن من والديه ليطبقها ومن ثم يعلمها لأولاده،
فهي سلسلة متصلة إذا قطعناها من البداية صعب وصلها في النهاية.
فيا أيها الآباء ربّوا أبنائكم وبناتكم حسب تعاليم الدين وهيئوهم لأن يكونوا مع أبنائهم خيراً مما كنتم أنتم معهم
وألغو من رؤوسهم فكرة أن الزواج هو نهاية المطاف
بل هو البداية وبعده يبدأ الجهاد الحقيقي.