وادي المأساه وسهل الأمل ....مع ابنتي الداون ....(مشارك بالمسابقه )
[align=center][grade="008000 F4A460 008000 D2691E"][size=3][align=center]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوتي الكرام ... لقد كنت على اتصال معكم بالمنتدى ومواضيعه الشيقه عن طريق اختي احدى عضواتكم المميزات لديكم ...... ولكني الان انضم اليكم بنفسي .... واشارك معكم بهذا الموضوع في المسابقه وكل همي ان تصل تجربتي الى الناس والمجتمع ...
واتمنى ان تتقبلوني عضوه دائمه معكم
بسم الله الرحمن الرحيم
ها انا الان اكتب لكم بيد وطفلتي الصغيره فاطمه في يدي الاخرى ...اظني ساكتب لكم وكاني اعيش الواقع مره اخرى ....احس هذا في ارتجافة قلمي ورقرقت عيناي .... هاانا بالضبط عند اللحظة التي واجهني فيها زوجي بعد ولادتي ابنتي الصغيره فاطمه بسويعات ...( يازوجتي يقول الطبيب ان ابنتنا تحمل صفات الطفل المنغولي )......لا اله الا الله ..... يالها من حقيقه ليست تحمل أي سمه من سمات الحقيقه ...على الاقل في نظري اناوفي تلك اللحظات .... تركتني بين اليابس والماء ..بين الارض والسماء ... بين الخوف والدعاء ...تركتني كالتائه في الفضاء......لم اصدق هذه الحقيقه حتى اكدت التحاليل انها فعلا طفلة منغولية (متلازما الداون) حينها وجدت نفسي في الامر الواقع ولامفر فبكيت بكاءا لايعلمه الا الله وكنت قد نسيت ان الكبار يبكون ولم اكن اذكر سوى بكاء اطفالي السته قبل فاطمه .... في تلك الايام جائني شعور( الانا )فكنت اقول (انا يجيني طفل معاق ...مو معقول !!! مافي في عيلتي هالشي ..ليش انا بالذات ... كيف اخرج للناس وايش اقولهم )وحسبت انني من طبقه غير طبقات البشر ولا يصيبني مايمكن ان يصيبهم ....
مرت تلك الايام مريره ومحيره ولم يكن يهون علي غير املي في ربي .... وعرفاني ان الله تعالى ما انزل من مصيبة الا وانزل معها اللطف ...كنت اذهب لارضع ابنتي في الحضانه كل يوم واعود الى البيت وقد تركت قلبي معها وابقيت فؤادي فارغا ...حينها ادركت كيف اصبح فؤد ام موسى عليهما السلام فارغا عندما القت بطفلها في النهر ....
ما خاب املي بالله لحظه وكنت وكنت على يقين تام ان الفرج من الله ات ولكن لاادري كيف ومتى الا انني احسنت ظني بالله وماخاب عبد احسن بالله الظن
بدأ الشيطان يدس سمومه نحوي ويصور لي اني لااقدر على المسئوليه
لن تصدقو اني صرت وقتها اخاف على ابنتي مني !!!! لاتتعجبو فانا انقل اليكم مشاعر حقيقيه كنت اخاف ان استيقظ من النوم واجد نفسي قتلتها خوفا عليها من المستقبل كما تقتل القطط صغارها عندما تخاف عليهم . ..
حصلت على مواساة من اهلي واقاربي وعلى كلمات شجعتني ...(حفظهم الله لي ) ..
قال لي اخي (تبين كل شي في هالدنيا طيب !! ماتبين امتحان ؟؟!!)
وقالت لي ابنة اختي (يابخت ياخالتي ...ميزك الله من بينا بهالهديه )
وقالت لي اختي ( اتظنين ان هذه الطفله لك !! هذه امانه من الله تركها عندك وعليك العناية بها لاجله تعالى حتى ترديها يوم ترد وقد اديت حقها...فلو لم يجدك اهلا لهذه الامانه لما اعطاك هي )
.لم تفارق دمعتي عيني يوما.... مزيج من المشاعر استحوذ علي ...وفجأه استيقظت يوما فقلت (ويلي اواعترض على ربي اهل اقف مكبله واسيره للحزن والياس وتذكرت انه اذا تم التسليم جاء الفرج ) فشمرت عن ساعدي وبدات ابحث واقرأ وسلمت امري لله ....
مضت علي ايام تعلمت فيها كيف اناجي ربي ....كيف ان الانسان صغير جدا وضعيف ...تعلمت قيام الليل ..اعدت شريط حياتي حتى اتذكر اذا ماكنت اذنبت ذنبا هذا جزاؤه ... استغفرت ربي كثيرا وارجو ان يغفر لي ماعلمت ومالم اعلم من ذنوبي ....
كنت ادعو الله ان يبدل حزني فرحا وخوفي امنا ... وكنت ادعوه اذا كان لابنتي في الحياة خير ان يحييها حياة طيبه كريمه وان يحسن خلقها وخلقها ودينها وان كان لها في الممات خير ان يميتها على خير ويجعلها طيرا من طيور الجنه ...
اخذتها الى الحرم المكي الشريف وطفت بها حول الكعبه ودعوت الله ان يصلح حالها ويقدر لها الخير .....الخ
وهاهو المجيب استجاب دعائي ...... وبدل حزني فرحا وخوفي امنا ....عرفت ان طفلتي هذه منه من الله ...ووجدت ان للدنيا معها لون اخر...ربطت بيني وبين الله برابط مختلف ....احببتها كثيرا وكاني لم انجب غيره....ا بسماتها ,ضحكاتها ,نظراتها ... امومتي معها لها قيمه اكبر وسمو رعايتي لها يشرفني .... حتى لاني احيانا اخاف ان يحسدني الناس عليها ...لم اعد اخاف ان يعرف الناس ان ابنتي (داون ) ولم اعد اكترث ان يراقبوا ملاامحه الخاصه وعينيها اللوزيتان وانفها الدقيق وشفتيها الصغيرتان واناملها الممتلئه القصيره وعضلاتها اللينه..(.قلبي وعيناي يريدانها كما هي )...لقد عرفت انهم اطفال عاديون لايحتاجون الا لرعايه اكبر وتنبيه مستمر للحواس كلها حتى تنمو بصوره طبيعيه ..... بل ربما إن أعتني بهم جيدا كانوا افضل واذكى والطف من الناس العاديين فطبيعتهم المرهفه والحساسه والحنونه تجعلهم محبوبين جدا ويحبون الحب وصافيين القلب ...
أضائت خطوط النور دربي وعقلي ...وتعلمت في شهر مالم اتعلمه في سنين ...هذه ليست مجرد قصه او تجربه عابره ...هذه حياة اناس مثلنا مثلهم ويحتاجون الينا ..كثير منا لم يحس بها الى الان ...
تجربتي هذه فجرت داخلي بركان عطاء الامومه وادركت ان بداخل كل ام يكمن حنان فياض يكفي لان تنجهز مهمتها بنجاح .
اعزائي لم يمض الكثير على كل تلك الاحداث فابنتي الان عمرها خمس شهور فقط .... والطريق امامي ادعو الله ان يسهلها علي ...
واخيرا هذه قصتي ايها الاخوه باختصار ...وهذا ماتعلمته من تجربتي الشديده .....فثقو بالله من قبل ان تبتلو وتهيايو دائما للمصاعب .... وتمسكو بالايمان والمبدأ الاسلامي في الحياة .
ولا تحرمو ابنتي دعائكم ... ان يصلح حالها الله وجميع من في مثل حالتها انه ولي ذلك والقادر عليه .
ولازال املي في الله كبير .....
اشكر الله ثم اشكر الطبيب الدكتور حافظ ..الذي ساعدني.بكلماته المطمئنه وايصاله لي ببعض اهالي اطفال الدوان الذين افادوني كثيرا .
واشكر ابنائي (اخوتها) الذين ساعدوني واحبوها وسعدوا بها
واشكر زوجي الذي تحركت فيه عواطف الابوه بعد الصمت والذهول... والذي يخفف عني كثيرا لعبه مع فاطمه وتدليله لها... واذكر مره كان يمازحني فقال لي باللهجه المصريه :(بصّي يا ام قدوري انا ممكن احط ثروتي كلها عشان علاج البت ديه)
نداء لكل اب وام .... اذا فوجئتم يوما بطفل منغولي (داون) احمدو الله واعتبروها هديه من الله .
ونداااء هام جدا لكل انسان ....لاتنظرو لهذه الفئه من الناس نظرة الدون فهم ربما يكونون رحمة من الله في هذا الزمن على كل الامة الاسلاميه ...ولنضع ايدينا سويا حتى ينعموا بحياة سعيده طبيعيه ...
ارجو نشر الموضوع ليستفيد الناس .... ويتمرنو على معاملة ذوي الاحتياجات الخاصه ...
ملاحظه (نظرا لان اسم المنغوليه ليس محببا تغير اسم الحاله الى (داون) نسبة للعالم الذي اكتشفها )
اختكم ...ام قدوري [/align][/size]
[/align][/grade]
التعديل الأخير تم بواسطة أم قدوري ; 09-08-2004 الساعة 07:30 PM