بسم الله الرحمن الرحيم الأسرة جنة الطفل النفسية أو جحيمه تتناغم البراعم الصغيرة داخل كل أسرة لتضفى جوًا من المرح والبهجة فى جنبات البيت الصغير، وتضيء شموعًا من الأمل فى قلوب الأبوين تبعث منها هالة من الحب، والخوف لتحيط بحبات القلوب كى تنمو بصحة وسعادة . ولكى يستقيم نمو فلذات أكبادنا يجب أن تدرك الأمهات خاصة أن رعاية الطفل ليس فقط بالطعام والشراب، ولكن بالحنان، والحب أمر بالغ الخطورة على مستقبل الأبناء، وعلى انفعالاتهم حين يبدأون الاتصال بالوجود الخارجى، وقد يهمل الأبوان الاهتمام بصحة الطفل النفسية باعتبار واهم بأنه لا يزال صغيرًا، وأن معظم سلوكياته، وإن تعدت بإفراطٍ المستوى المعقول لسلوك أقرانه وتصرفاتهم هى سلوكيات عادية وطبيعية رغم ما يساور الأم من قلقٍ على طفلها إزاء أفعاله التى تنبئ بوجود خلل ما داخل أغوار نفسه الغامضة. وللخروج بالأمهات من القلق والحيرة والخلاص بهن من براثن القلق على الانفعالات الخاطئة لدى أطفالهن، فقد أثرنا العديد من الأعراض المرضية والمشاكل النفسية التى قد يتعرض لها أطفالنا فى سن مبكرة، واقترضنا بعض طرق العلاج والوقاية منها فى البداية تعطينا الدكتورة: هدى عبده حسين - إخصائية أمراض الأطفال النفسية والعصبية - مفهومًا بسيطًا للصحة النفسية عند الأطفال، وهى أن تكون سلوكياتهم دون شذوذ بإفراط أو تفريط، وأن تحاكى هذه السلوكيات، سلوكيات أقرانهم من الأطفال مع متابعة النمو العقلى والمقدرة اللغوية، والسمعية، والحركية، ثم التأكد من خلوه من أى إعاقة ذهنية قد تؤدى بالطفل إلى هذه السلوكيات. وتضيف د. هدى أن الطب النفسى قد أفرد قسمًا خاصًا لعلاج الأطفال يقوم فى أساسه على إقامة علاقة صداقة بين الطبيب وبين الطفل تتيح للطبيب أن يصنع حوارًا مفتوحًا معه. فكرة خاطئة عندما يلاحظ الأبوان بعض التغيرات على سلوك طفلهم ينتابهم تخوف إثر طرح فكرة عرض الطفل على الطبيب النفسى، فى رأيك، هل هما محقان فى ذلك؟ لايزال مجتمعنا ينظر إلى الطب النفسى عمومًا نظرة خاطئة، وقد تقابل الفكرة من كلا الأبوين أو أحدهما برفض قاطع غير قابل للنقاش، وقد تكون تلك التخوفات من نوعية الأدوية التى تستخدم فى علاج الحالات النفسية، والتى غالبًا ما تحتوى على مهدئات، ولكننا يجب أن ندفع بتلك الاتهامات عن الأدوية التى تستخدم فى العلاج النفسى، فنحن لا نستخدم أمثال تلك الأدوية فى علاج الأطفال، وإن اضطررنا لاستخدامها، فإنه يكون بجرعات قليلة جدًا، وتحسب تبعًا لوزن الجسم، وعمر الطفل، ولا تسبب أى إدمان. ما هى السلوكيات التى قد تظهر على الطفل وتكون بمثابة إنذار للأم بضرورة عرضه على الطبيب النفسى؟ · أهم السلوكيات التى يجب أن تنتبه لها الأم مبكرًا هى النسيان بكثرة، والذى يؤدى إلى قلة أو عدم التحصيل الدراسى، وذلك قد يؤدى بالطفل إلى متاهات القلق النفسى، أو الإحباط والاكتئاب. · من هذه السلوكيات أيضًا العنف الزائد مع الأخ الأصغر إلى حد يصل إلى إيذائه. · وأيضًا الميل إلى إيذاء النفس أو الآخرين بشكل عنيف ومتكرر. · والمشكلة الأكثر انتشارًا بين الأطفال وهى التبرز والتبول اللاإرادى، وهى مشكلة كثيرًا ما تؤرق الأمهات ويسعين لحلها عند أطفالهن. · الحركة الزائدة وهو ما نسميه نحن «بالكهرباء الزائدة فى المخ». · ثم مشكلة السرقة - الكذب. · وتضيف د. هدى أنها واجهت أمثال تلك المشاكل النفسية السابقة، وقد تم بحمد الله شفاء العديد من الأطفال. · بالنسبة لهذه المشاكل النفسية التى ذكرت ما هى أسبابها وكيف نقى أبناءنا منها؟ · فإذا بدأنا مثلاً بـ «النسيان» كحالة مرضية، فإننا نرجعه إلى سببين: فإما أن يكون الطفل لديه نسبة من التخلف العقلى، أو الذكاء الوراثى، وإما أن يكون هذا النسيان، ناتج عن وجود كهرباء زائدة فى المخ تجعله كثير الحركة، ومن ثم عدم الانتباه جيدًا لما يلقى عليه، أو تجعل لديه لا مبالاة للتحصيل العلمى. أما السبب الأول فنتأكد من وجوده عند الطفل بإجراء اختبارات للذكاء، وعليها نحدد درجته. أما السبب الثانى وهو كثرة الحركة، مما لا يسمح للطف بالتركيز فهو دائمًا ما يفضل اللعب عن التحصيل الدراسى، وهذا ما نخرجه من دائرة النسيان المرضى، ولكننا لابد أن نعترف أيضًا بأنه أمر خارج عن إرادة الطفل. وفى الحالتين العلاج واحد، ويتركز على دور الأم فى تفهم نوعية طفلها، وأن لا تحمله فوق طاقته ومقدرته العقلية، وعليها «بالتكرار» الدائم فى تحصيله لدروسه، فهو السبيل الوحيد لارتكاز المعلومات فى حافظة هذا الطفل، ولابد لنا هنا من أن ننبه الأمهات اللاتى يتعاملن مع هذا النوع من الأطفال إلى أن المقارنة الدائمة بين الطفل وإخوته أو بينه وبين أقرانه فى مجال التحصيل العلمى ليس فى صالح الطفل مطلقًا؛ حيث تدفع به هذه المقارنات إلى فقد الثقة بنفسه، وقد يصل به الأمر إلى أن يكره التعليم والمذاكرة، ومن يقترن به دائمًا فتزرع الشقاق فى نفس الطفل من أقرانه وإخوته، وقد يصل الطفل إلى حد الاكتئاب. لذا على الأم أن تثبت لطفلها أنه قادر على فعل أى شيء كأقرانه، وترجع مسألة تنمية ذكائه إلى محاولة تنمية مهاراته اللغوية والعقلية، وذلك من خلال تدرج الألعاب له شيئًا فشيئًا منذ الصغر حتى تزيد نسبة الذكاء لدى الطفل عندما يتعامل مع المحيط الخارجى، ويتدرج فى التعليم، وقراءة الكتب التى يجب أن يتعود الأطفال على قراءتها منذ الصغر، فهى تمنحهم قدرًا من الخيال وسعة الأفق، أو قراءتنا نحن لهم إذا كان سنهم صغيرًا لا يمكنهم من القراءة، فإن لها نفس الأثر على الأطفال من حيث تنمية مهاراته وقوة حافظته. اكتئاب الأطفال قد ينكر البعض وجود هذا المرض عند الأطفال؛ لأن أعراض هذا المرض عند الأطفال مختلفة عن أعراضه عند الكبار، فمن هذه الأعراض رغبة الطفل الزائدة فى الانعزال، وعدم اللعب مع أصحابه، أو عدم رغبته فى الذهاب إلى المدرسة، ومصاحبه ذلك بالعنف، وعادة ما يقوم فزعا من نومه أثناء الليل. وسببه عادة ما يكون نتيجة انفصال الأبوين، أو فقد أحدهما إثر الوفاة أو وفاة أخت له أو أخ، أو التوبيخ المستمر، أو المقارنة الدائمة، أما العلاج فقد يكون عن طريق محاولة الخروج به من الجو المحيط به، وإدماجه فى هواية يحبها، أو إلحاقه بنادٍ رياضى لممارسة رياضة معينة، أو جلب لعبة أو شيء يحبه الطفل جدًا، والتقليل من الممارسات التى تضايقه، وتؤثر عليه. وقد يصاب الطفل تحت سن الخمس سنوات بالاكتئاب نتيجة انعزاله فى المنزل مع والدته بمفرده، وقد وجد أن العلاج بالنسبة لهذه الفئة من الأطفال تكون بانتقاء دور حضانة جيدة تستطيع استغلال المهارات الذكية عند الطفل، ويكتسب هو من خلالها مهارات جديدة. حيث أثبتت الدراسات أن طفل الحضانة أكثر مرحًا وأقل اكتئابًا، وتكون حياته خالية من الروتين والرتابة. وتنبه د. هدى الآباء والأمهات إلى أنهم يمكنهم التورط بصورة غير مباشرة بوضع الأطفال فى مآزق نفسية، وذلك عن طريق سوء معاملتهم أو تدليلهم الزائد، وتلبية كل رغباتهم، وقد يكون أيضًا عن طريق سوء معاملة أحد الوالدين للآخر، وكثرة المشاجرات العنيفة، وكذلك تخويفهم بوصف كائنات مخيفة لهم، يمكنها معاقبتهم إذا أخطأوا، ولم يسمعوا الكلام، والحكايات المفزعة التى تحكى للأطفال قبل النوم، أو تركهم لمشاهدة الأفلام ذات المناظر المرعبة، كل هذا ينعكس على الأطفال بصورة خوف وفزع أثناء النوم، ويترتب عليه القلق والاكتئاب وغيرها من الأمراض النفسية التى يتسبب فيها الأبوان الذى يجعله طفلاً أكثر استقامة فى سلوكياته من غيره من الأطفال الذين تختلف ظروفهم الأسرية عنه. ثواب وعقاب وحول مدى صحة تقويم خلق معين لدى الطفل أو تشجيعه عليه بترغيبه بشيء يحبه أو منعه عنه؟ تقول د. هدى عبده حسين: إن الوسطية مطلوبة فى الثواب والعقاب عند تعاملنا مع الأطفال؛ حيث نستبعد تمامًا أسلوب الإهانة والضرب، خاصة أمام الآخرين، فالتحفيز للطفل وتشجيعه يكون مثلاً بشراء هدية له، أو زيادة المصروف، أو القيام برحلة إلى مكان يحبه. أما العقاب فيكون بمنع الأشياء السابق ذكرها عنه، ومنع الكلام معه حتى يدرك أن ما فعله خطأ لا يجب أن يعود لمثله. وعلى الأبوين معاملة أطفالهم بذكاء، فإصرار الطفل على شراء لعبة مثلاً باستخدام البكاء، والصراخ هو نوع من الضغط النفسى على الأبوين يجب ألا يخضعا له، حتى لا يتعود الطفل أن الوسيلة الوحيدة لتلبية رغباته هى الصراخ والبكاء. الغذاء والصحة النفسية وحول مدى تأثير نقص نوع معين من المواد الغذائية أو زيادتها على صحة الطفل النفسية تضيف د. هدى: إن نقص نوع معين من الفيتامينات أو البروتينات وغيرهما من المواد اللازمة لبناء الجسم، قد تؤثر بالسلب على نمو الأطفال وانفعالاتهم، فالإكثار مثلاً من المواد الكربوهيدراتية «المكرونة والبطاطس» تعطى نشاطًا زائدًا للطفل، فيكون كثير الحركة بدرجة مزعجة، كذلك تناول الطماطم بكثرة، أو أى مادة تحوى ألوانًا صناعية، ومواد حافظة، فإنها تزيد من نسبة الكهرباء فى المخ، أما نقص بعض أنواع الحديد والبروتين مثلاً، وعنصر النحاس (وهى العناصر المكونة للهيموجلوبين فى الدم)، فتسبب الأنيميا حينئذ يجب على الأم أن تحرص على تقديم العسل الأسود، والجرجير، والكبدة، والجبن القريش، والسبانخ، وحيث إن هذه الأنيميا تجعل الجسد هزيلاً، ويقلل من نشاط الطفل ومقدرته على مجاراة أقرانه فى اللعب والحركة، فإن الطفل يميل إلى العزلة، ويشعر بالتوتر والاكتئاب. وتنبه الأمهات والآباء إلى أن الطفل يبدأ بتخزين ما يدور حوله فى حوالى سن السنتين والنصف، فعلى الأم والأب التصرف بانتباه أمامه، فإن أطفال هذا العصر لم يعودوا أطفالاً، ويقع على الأم دائمًا عبء ثقيل فى هذه السن وهى محاولة الابتعاد بطفلها عن كل المؤثرات السلبية التى يمكنه تخزينها فى الصغر ثم استرجاعها.--------- منقووووووووووول -لكم للمعرفه |
||
مواقع النشر |
ضوابط المشاركة |
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
BB code متاحة
الابتسامات متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
|