رد: نادم على زواجي / المستشارة هند أمة الله
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
الأخ الفاضل بارك الله فيك
1- أشكر لك ثقتك و رغبتك في مشاركتنا مشكلتك حتى تصل
للصواب و الطمأنينة النفسية .
2- مشكلتك هي أنك مازلت تحمل في داخلك تبعات الطلاق
و لم تتخلص منها حتى الآن .. لدرجة أنها صارت تؤثر على
حياتك الزوجية الحالية .
3- إذاً دعنا نعيد كتابة قصة طلاقك :
زوجتك السابقة عاشت معك سنوات زواجك الأولى و هي راضية بك
و بالحياة معك .. لكنها في السنوات الأخيرة من زواجكما تغيرت و لم
تعد تريد العيش معك و تفضل البقاء عند أهلها معظم الأيام
في ليلة العيد أردتها أن تبقى معك في بيتكما لكنها لم تكن تريد البقاء
فاشترطت عليك شرط مخالف للعرف و هو أنها لن تذهب في صباح
العيد لمعايدة والدتك – حفظها الله - ثم تكلمت عن أمك بكلام لا يليق ..
فجاءت ردة فعلك طبيعية بأن غضبت منها و أخذتها إلى بيت أهلها
بعدها صارت زوجتك السابقة تطالب بالطلاق بشكل مباشر لأنها تأكدت انك
مازلت متمسكا بها رغم غيابها الطويل عن بيتك و عدم اهتمامها بك
و التقصير في حقوقك .. و أيضاً مازلت متمسكاً بها رغم كلامها
الغير لائق عن أمك .. و مازلت تحضر لها الهدايا و تطلب ودها
لكنها اختارت الطلاق منذ مدة و حسمت أمرها .
4- طبعاً نحن لا نعلم ما هي أسباب اختيار زوجتك للطلاق
لكن كما يبدو أنها أسباب خاصة بها شخصياً ..
و ليس بالضرورة ان تكون الأسباب خاصة بك أو بأهلك ..
لذلك ارجو منك أن لا تلوم نفسك على الطلاق فأنت حاولت الإصلاح
و أهلك كذلك و لم يسيئوا لها .. بل كان هذا اختيارها الشخصي .
5- فعليك الآن أن تقول : قدر الله وما شاء فعل
و إياك ان تقول : لو أني فعلتُ أو لو أن اهلي فعلوا او لم يفعلوا
لما حصل الطلاق .. فإن لو تفتح عمل الشيطان ..
فلا تسهل له مداخل و وساوس يوسوس لك بها حتى يحزنك و يندمك على ما فات
و الأهم لا تدع الشيطان يعيق حياتك و عملك و انجازك
و القيام بواجباتك نحو والديك و أسرتك .
قال حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم :
«المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير،
احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجزنْ، فإن أصابك شيء فلا تقل
لو أني فعلت كذا كان كذا وكذا ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل،
فإن (لو) تفتح عمل الشيطان»
رواه مسلم.
6- آمن ان هذا قضاء الله و قدره حتى يطمئن قلبك
فالدنيا دار امتحان و ليس بالضرورة أن تكون احداث حياتنا كلها
كما نشتهي و نحب .. و كل منا له طريق مرسوم و قدر معلوم لن نحيد عنه ..
توكل على الله واطلب منه العون و التوفيق للخير .
7- لا أرى وجود مشكلة لك مع زوجتك الحالية
فأنت قد ذكرت أنك قد استخرت الله سبحانه و تعالى قبل الزواج منها
و طالما أن الزواج قد تسهل و تم فهذا دليل على أنها الزوجة المناسبة لك
فالخيرة فيما اختاره الله سبحانه و تعالى .
8- تبقى مسألة ان جنسيتها مختلفة عن جنسيتك .. فأرجو منك أنه
كلما وسوس لك الشيطان بذلك فاقرأ قول الله تعالى :
( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ) الآية
سورة الحجرات آية : 10
و تذكر أن سيدنا و نبينا محمد صلى الله عليه وسلم عندما كان في المدينة
كان يجلس معه سيدنا بلال الحبشي و سيدنا سلمان الفارسي
و سيدنا صهيب الرومي رضوان الله عليهم أجمعين
كل ذلك لنعلم أن رابطة الإسلام هي أعظم رابطة تربطنا
و أما الجنسيات و الحدود فهي من صنع الغرب و ليست من دين الله في شيء .
أسال الله ان ييسر أمورك و يطمئن قلبك وينور بصيرتك يهدينا و إياك سواء السبيل
__________________
أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه .. و احفظوا عني :
إن لم تكن إنسان إرادة تلتزم بفعل ما تريد فكن إنسان شغف و أحب ما تريد الالتزام به و ستنجح بإذن الله .
التعديل الأخير تم بواسطة هند (أمة الله) ; 26-05-2016 الساعة 09:23 PM