إن الله يرى ويسمع
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كانت ليلة الخميس ، وعبر اهتزازات الأثير صاحت بقهر وغضب :
أين البشر ؟؟ أين الله ؟؟ !!!
ألا يرى جثث الأطفال تتمزق تحت الأنقاض ، ألا يسمع صرخاتهم تفطر قلب الحجر ، ألا يرى التنكيل والتعذيب وقصف البشر والحجر والشجر !!!!
ولم تترك لي مجالا حتى للرد عليها ....
وبصراحة كلماتها ، وسوستْ في نفسي :
ما ذنب أطفال أبرياء ؟؟ ما ذنب أناس مساكين وشيوخ عاجزين ، وشباب في عمر الورد ؟
لأن يموتوا بأبشع الطرق ، وهم يتألمون ؟
واستغفرتُ الله ...
ثم كان صباح يوم الجمعة ... حملت قرآني وفتحت سورة الكهف كعادتي ، ووصلت عند قصة نبينا موسى عليه السلام مع الرجل الصالح ، الذي طلب منه موسى عليه السلام أن يتبعه ، والذي خرق السفينة ، وقتل الغلام ، وأقام جدارا ينقض ، وسط استهجان نبينا موسى من أفعاله التي بدت إمرا و نُكرا حيث قال له عندما قتل الغلام :
"فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا (74)" الكهف ..
فوضح له الرجل الصالح الأسباب ، والأفعال التي أمره الله بها ، فقال :
قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا (78) أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا (79) وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا (80) فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا (81) وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا (82) الكهف
وهنا اتصلت بها وقلت لها :
إن الله يرى ويسمع ، ولكننا لن نستطيع صبرا ، ولا تأويل ما يحدث حتى يشاء الله ، فبالتأكيد هناك حكمة وأسباب لن نصبر عليها ، والحمد لله على كل حال ، ويا أختاه في الله ! استغفري ربك ،و اقرأي سورة الكهف عسى الله يصبر قلبك ، ويشرح صدرك ، ويُيسر أمرك ، وسينكشف لنا ذات يوم حكمة وتأويل ما يحدث ...
ودعواتكم بالفرج القريب لسوريا ، ولكل دولة منكوبة ..
ودمتم بكل خير
****
أختكم مؤيدة بنصر الله
__________________
التعديل الأخير تم بواسطة قطرة الندى 7 ; 05-05-2015 الساعة 08:41 AM