أبدًا .. لم يكن هذا تصوري عن الزواج، وبعد أربع سنوات ما الذي يمكن أن أقوله سوى أنني ضيعت ذاتي وخطواتي ولم أعد أعلم ما الجميل وما القبيح في هذه الحياة .
وهذا الكائن الذي اسمه : رجل .. والذي يُفترض أن يكون سكنًا مُعشوشبًا .. ما به يتحول إلى حديقة من شوك ما إن نقترب منها حتى تدمى أقدامنا وقلوبنا على حدّ سواء ؟!
يا سادة ..
ليست المشكلة في شيء عدا أننا نحن الإناث مطالبات بالكمال المطلق، بالوجه البشوش والصبر الجميل والنفسية الممتازة على الدوام ثم إنه لا بدّ لنا أن نحتوي كلّ انكسارات الرجل ونحتمل صخب ظروفه النفسية والمادية في آن، وما هو الصبر ؟ أخبروني ؟
هل هو أن نكذب على أنفسنا ونقول إن حياتنا سعيدة وإننا نعيش كأحسن ما يكون ؟ أن نتجرع الغصة تلو الغصة ..
ثم ماذا ؟
ما المكافأة القيمة التي تنتظرنا ؟
كثيرٌ من النكران والجحود وقليلٌ من الشكر ..
ويا لعذاب الأنثى .
لستُ أرفع صوتًا بالبكاء .. وإن بكيتُ حقًا، ولستُ أعلن حزنًا وإن كنتُ مُترعةً به، ولستُ أشكو .. فلا الجدران تُحسن الإنصات ولا الأبواب تستطيع التجسس، إنني أفكر .. أفكر بصوتٍ ربما يُسمع، وربما يُهمل .. المهم أنني أفكر، وألفّ كل آمالي في رداءٍ عتيق ثم أقذف به بعيدًا .
في الحياة الزوجية .. لا مكان للآمال، ستتسع للنزاعات وانعدام الفهم والظلم وسوء الظنّ و .. للحظاتٍ يتيمة من فرحٍ نصطنعه ونخشى علينا من فقدانه، لأنه لا يتكرر كثيرًا .
لم أبدأ بعد، البداية والنهاية لديّ لا تختلفان، كلاهما محفوفتان بالكدرِ والتقصيرِ والضجر، وسأكون عادلة حين أقول : كان هناك القليل من اللحظات الحلوة، التي سرعان ما تتبخر .
لكن
أيّ قيمة للحظاتٍ جميلة وهو يكيل لي الشتائم والدعوات كلما نزّ به غضب ؟! وهل يُظهر الغضب إلا الأخلاق على حقيقتها ؟!
أي موقفٍ يحدث .. ينفجر فيّ بشكل عنيف، ثم يتكلم كثيرًا ولا يمنحني فرصة أن أبرر أو أشرح، يرفع صوته ونصل إلى نقطة مظلمة وسوداء، الحوار معه مستحيل، حتى بعد أن نهدأ .. يعود للانفعال ذاته، لا يمكنه رؤية أخطائه مطلقًا، لديه فكرة عن ذاته أنه " طيّب " و " مسكين " وأنني شريرة ومشكلجية ومزاجي سيء دائمًا وغير صبورة أبدًا والكثير من الصفات السلبية التي – لو وُجدتْ – فنتيجة من نتائج حياتي معه .
يتعلل بظروفه السيئة .. ويريد مني تفهمه في كل حالاته، ويتهمني بقلة الصبر وهو أكثر العارفين بأني صابرة لكن الصبر لا يعني ألا أطالب بحقوقي فأنا زوجته وواجباته تجاهي يؤديها قدر ما يستطيع، الله يعلم أني لم أكلفه يومًا ما لا يستطيعه، ولم أضغط عليه إلا في حدود ضيّقة تمليها الظروف .
أنا أتفهمه، لا أريد منه سوى الاحترام .. ما قيمة الحياة الزوجية والزوج يقول لزوجته : أنتِ قليلة أدب .
حذرته مرارًا وقلتُ هذه الكلمة كبيرة وفيها إساءة لي ولعائلتي فقال أنتِ قليلة أدب مليون مرة .
مهما كانت أخطائي فلا تمنحه الأحقية في وصمي بقلة الأدب والتربية، كنتُ أفكر في أنه لو يمتلك قدرة أن يحتويني بكلمة أو بعاطفة في لحظات مزاجي السيء .. كيف ستكون حياتنا ؟
مشاكلنا ليست " واحدة " حتى تصل إلى هذا الحدّ إذ لا خيانة كما أقرأ في القصص ولا مخدرات ولا أفلام هابطة ولا شيء من هذا، لكنها متعددة ومتشعبة ولا أدري ما هو منشأها ؟ هل أننا لم نفهم بعضنا حتى اللحظة ؟ هل لا يوجد توافق بيننا ؟ هل بسبب الظروف المحيطة ؟ ما هو ذنبي في كل الحالات ؟ وما الذي عليّ فعله لتستقر الحياة ؟ وهل أنا وحدي المسؤولة عن هذا المركب الذي يترنّح في بداية طريقه ؟
كيف أعيد الاحترام بيننا ؟
هل أغادره إلى أهلي حتى يدرك أهمية الحياة الزوجية ويهتم أكثر بمستقبلنا ويعمل لأجله ؟
هل أفشي سرّنا وأوسّع محيط المشكلة ؟ فقد بلغ السيل الزبى وأنا – بمفردي – لا أستطيع مواجهة هذا كله .
بدأتُ أشعر بالاختناق، لم أبدأ .. أنا مختنقة من فترة طويلة، منذ شعرتُ أننا وزوجي خطان متوازيان لا يلتقيان، بإمكاننا أن نكون أخويْن وصديقيْن لكن .. زوجيْن ؟ يبدو الأمر منهكًا وكثير التكاليف .
ليس أصعب من أنكِ لا تفهمي زوجكِ، ولا يفهمكِ .. من أنكِ مهما فعلتِ فلا قيمة لأي شيء، أن حسناتكِ لا تُرى ولا تُسمع بينما أخطاؤكِ توضع أسفل مجهرٍ كبير، وتوضعين أنتِ تحت مقصلة ظالمة لا يمكنكِ إزاء جبروتها سوى الاستسلام وانتظار أن تقصم عنقك وحياتك وكل أحلامكِ الصغيرة والكبيرة .
.....
أشكر قراءتكم .
مواقع النشر |
ضوابط المشاركة |
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
BB code متاحة
الابتسامات متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
|