ستقرار الزواج
وتؤكد الدراسات الاجتماعية على وجود عوامل تساعد على استقرار الزواج واستمراره كتغير شكل (الوحدة) العائلية، حيث اصبحت الاسرة النواة هي الشكل الغالب للاسرة في مختلف المجتمعات الحضرية، ومنها المجتمع الكويتي، في حين بدأت تتلاشى الاسرة الممتدة.
كما ان ارتفاع معدلات الطلاق في الفترة الراهنة من تاريخ المجتمعات الحديثة، ليس مؤشرا على استقرار الحياة الزوجية في الماضي او خلوها من المشاكل الاسرية، وانما اختلاف الظروف الاجتماعية قديما عن ظروف العصر الحاضر بما تمنحه من اجواء الحرية الشخصية في اتخاذ القرار، وانتشار التعليم والاستقلالية الاقتصادية بالنسبة للمرأة، وكذلك التسهيلات التي طرأت على قوانين الاحوال الشخصية في غالبية المجتمعات الانسانية، اضافة الى التغير الشامل في نمط الحياة المعيشية التي تؤثر بشكل واضح ومباشر في شكل الاسرة ووظائفها وعلاقات افرادها بعضهم البعض.
هذا وقد ربطت العديد من الدراسات اسباب الطلاق بمجموعة من المتغيرات الاجتماعية التي لها علاقة واضحة بمشكلة الطلاق. ومن اهم هذه المتغيرات:
1 - السن لكلا الزوجين: حيث ترتفع معدلات الطلاق بالنسبة للازواج الاصغر سنا.
2 - المستوى الاقتصادي: حيث تزداد احتمالات وقوع الطلاق بين المستويات المنخفضة جدا والمستويات المرتفعة جدا.
-3 الحالة الاجتماعية للآباء (آباء المتزوجين) كمتغير يرتبط بالطلاق: حيث تذهب بعض الدراسات النفسية والاجتماعية الى ان الازواج المنحدرين من اسر مفككة مرت بخبرة الطلاق، تكون احتمالية تعرضهم لمشكلة الطلاق اكبر من غيرهم ممن تربوا في اسر مستقرة وسعيدة.
ثانيا: الآثار والتداعيات:
جاء في اصدارات وزارة العدل ان الطلاق يمثل صدمة تؤثر سلبا في الصحة النفسية للمطلقين حيث تتغير مكانتهم الاجتماعية (متزوج او متزوجة) الى مكانة (مطلق او مطلقة) وهذا يعني ان الطلاق يقلل من المكانة الاجتماعية لكل من الرجل والمرأة حيث تتغير نظرة الناس للمطلقين ويفقدان الكثير من اصدقائهم ويعانيان من الوحدة ويتحملان تعليقات اللوم والفشل في الحياة الزوجية كذلك الشك والريبة في سلوكهم مما يجعلهم يعيشون على هامش الحياة الاجتماعية.
ونتيجة الانفصال تضطر المرأة ان تعيل نفسها وأبناءها في ظل ازمة نفسية تحاول تجاوزها، وإحساس بالوحدة وقلة في الموارد المالية، حيث كثيرا ما تضطر الى رفع دعاوى مستمرة مدى الحياة لتعديل وضع ابنائها كذلك تتحمل زيادة المسؤوليات بالانفاق على نفسها وأطفالها. كما تعاني المرأة من ازدواجية الدور المطلوب منها وصعوبة في تحديد هويتها الاجتماعية سواء في الاسرة او العمل.
كما يصارع الزوج الرجل احساسه بالفشل في النجاح بحياته وإحساسه بالوحدة وعدم الاهتمام والحرمان من اشباع جميع احتياجاته النفسية والجسدية والعاطفية التي كان يعيشها في الزواج، خاصة الدور الجنسي الذي يجعله عرضة للانحراف، كما يعاني المطلق من الاعباء المادية التي يتحملها كنفقة العدة والمتعة وبدل الايجار ونفقة الابناء وتوفير الخادمة.
تفكك أسري
وأكدت الباحثة ان الطلاق يعكس آثارا نفسية شديدة الخطورة في نفس الاطفال حيث انهم أشد الاطراف وقوعا تحت طائلة ضغوط الطلاق، إذ يتصاعد مستوى الضغوط على الطفل من دون ان تكون لديه معرفة بمعنى الطلاق، ويخلق في ذهنه تفسيرات غير وظيفية تجسد معاني الشعور بالذنب.
وترى بعض الدراسات ان حوالي 60% من حالات الطلاق يكون فيها الاطفال قصرا، ويصاب الآباء والأمهات بحالة من القلق من جراء الانعكاسات التي يخلفها الطلاق على اطفالهم فيتصرفون عادة بما يقلل من هذه الانعكاسات سواء من خلال الاعالة، او من خلال دعم حياة الاطفال في مواجهة الضغوط، حيث ان تكيف الاطفال بعد طلاق والديهم وانفصالهم يتحدد بعدة عوامل اهمها: طبيعة ونوعية العلاقة بين الاطفال ومن يكفلونهم، وكذلك نوعية العلاقة بين الوالدين الأصليين ثم التكيف النفسي للوالدين الكفيلين ومدى ثبات علاقة الاطفال بوالديهم الاصليين، وأخيرا طبيعة تقبل الاطفال لمسألة الطلاق وقدرتهم في السيطرة على المواقف المترتبة عليه، وهذه العوامل تتفاعل مع بعضها البعض بما يحدد الناتج النهائي. ويتضح منها ان تكيف الاطفال يعتمد بصورة واضحة على الآخرين خاصة الوالدين باعتبارهما يحددان السياق النفسي والاجتماعي للعلاقة التي يوجدها الاطفال، فقد تبين ان الاحداث الجانحين يأتون من أسر مفككة او متصدعة تتصف بأنها تعاني اما من الانهيار او ضعف الولاء والانتماء لها، او الافتقار الى إجماع الرأي فيها، كذلك نقص الرقابة الوالدية والتوتر في جو الاسرة والخلافات التي تشيع بين افرادها، خاصة الوالدين. وهذا ما يحدث عادة بالطلاق الذي يؤدي إلى التوتر النفسي بفقدان الأمن والانتماء ويصاحب هذا انماط غير سوية من السلوك بين الاطفال كالجنوح والانحراف والعدوانية والأنانية والغيرة والخوف.
تقليص حجم المشكلة
حددت الباحثة بعض إجراءات المعالجة لمشكلة الطلاق وطالبت بتفعيل الدور التربوي للمعلمين والمعلمات في مختلف المراحل الدراسية، خصوصا في المرحلةالثانوية، لتوضيح أهمية الحياة الزوجية وقدسيتها، وأساليب ومهارات التعامل بين الزوجين حتى يكون للمدرسة الدور المنشود المكمل لدور الأسرة التربوي التوجيهي.
والتركيز في المناهج الدراسية على الحقوق والواجبات الزوجية، مع التوضيح السليم للمفاهيم الجوهرية مثل 'القوامة'، 'الإنفاق'، 'المودة والرحمة'.. وغيرها.
فضلا عن تكثيف البرامج الإعلامية خصوصا التلفزيون لنشر الوعي بين الأسرة، وتوضيح الكثير من السلوكيات والاتجاهات والأفكار الخاطئة التي يتبعها بعض الناس في علاقاتهم مع بعضهم البعض 'داخل الأسرة الواحدة'، مع التركيز على علاقة الزوج بزوجته وأسلوب المعاملة الإيجابية الهادفة إلى استقرار الكيان الأسري، وكذلك معاملة الأبناء وتوضيح آثار النزاع بين الأبوين على شخصية أبنائهم.
وابتكار بعض الأنشطة التي تهدف إلى المحافظة على الأسرة ورعايتها مثل: فكرة البيوت السعيدة، على أن تكون منتشرة في جميع المحافظات، ويقدم لها الدعم الإعلامي اللازم، وكذلك المالي والبشري.
بالإضافة إلى إعداد وإنتاج شرائط كاسيت وشرئط فيديو وكتيبات كدليل عملي تطبيقي، توزع على الأزواج والزوجات لاسيما حديثي الزواج، ويمكن توزيعها من خلال مكتب الإنماء الاجتماعي أو من خلال جمعيات النفع العام النسائية أو الجمعيات الدينية أو المساجد وما شابهها.
وشددت على ضرورة تبني جهات رسمية مختصة في المجتمع لفكرة تنظيم دورات أو برامج إرشادية خاصة بالحياة الزوجية تقدم للمقبلين على الزواج وجعلها إلزامية الحضور قبل اتمام عقد القران ويمنح المتدربون شهادة خبرة تؤهلهم لاتمام الزواج مع توفير الدعم الكامل لهذه الدورات.
بالإضافة إلى زيادة أعداد مكاتب إصلاح ذات البين في مختلف مناطق الكويت، للعمل على دراسة أوضاع المطلقين وحالاتهم النفسية بعد وقوع الطلاق ومدى رغبتهم في الصلح والعودة للحياة الزوجية.
سيكولوجية الطلاق(12)
تعتبر ظاهرة الطلاق من الظواهر المنتشرة في المجتمعات المختلفة، فقد ارتفعت نسبة الطلاق في العالم وفي وسطنا العربي نسبياً، وتشير كثير من الإحصائيات أن نسبة الطلاق تزداد مع مرور الزمن.
وللطلاق أسباب عديدة، قد تكون لها علاقة بالمجتمعات المختلفة. فنسبة الطلاق تختلف من مجتمع إلى آخر كذلك أسبابه ونتائجه، فأسبابه لها علامة بالتغييرات الاجتماعية، ولكي نكون أكثر وضوحاً سنسرد بعضاً من الأسباب التي قد تكون مباشرة أو غير مباشرة في حدوث عملية الطلاق:
1. التغيير من ناحية النظرة الاجتماعية للطلاق واعتباره كبديل وحل، إذ أن كثيراً من الناس أصبح ينظر إلى الطلاق على أنه حل لكثير من الأزمات العائلية بين الزوج والزوجة، واعتباره بديلاً للوضع الموجود، فالمجتمعات الحديثة الغربية تنظر إلى الطلاق على أنه الملاذ من التوترات العائلية. فنرى الزوجين ينفصلا بسهولة نسبياً إذا ما واجها مشاكل لا يستطيعا أن يواجهانها.
2. الابتعاد عن الدين. لطالما اعتُبر الدين عاملاً أساسياً في عدم حدوث الطلاق إذ تحث الديانات السماوية على أن الطلاق غير مرغوب فيه. فالإسلام أبداً لم يشجع على الطلاق إلا في حالات صعبة جداً وقليلة، فأبغض الحلال عند الله الطلاق، وكذلك الديانات الأخرى المسيحية واليهودية حاولت منع الطلاق. وبما أن الناس قد ابتعدوا عن الدين وأخذوا يتعاملوا مع الحياة بصورة مادية، أصبح دور الدين في منع الطلاق يتضاءل.
3. خروج المرأة إلى العمل، مما أثر على وظيفة المرأة ونظرتها لنفسها وبأنها تستطيع أن تعيل نفسها. فقد أدى تقدم المجتمعات المحموم إلى تغيرات كثيرة منها دور المرأة في المجتمع، فقد أصبحت المرأة تخرج إلى العمل مما أثر على دورها كأم وكربة بيت وكزوجة – فأصبحت المرأة مستقلة من الناحية المادية الأمر الذي غير نظرتها لنفسها، وأصبحت تعلم أنها تستطيع أن تعيل نفسها. هذه التغيرات مجتمعة سهلت من عملية الطلاق والتفكير فيه واتخاذه بديلاً وحلاً.
4. زيادة الأنانية ومحاولة الفرد الحصول على إرضاء نفسه وعدم التضحية في سبيل الآخر.
5. الزواج هو علاقة طويلة المدى، مما يصعب على الفرد التغاضي عن المشاكل والمتاعب التي تتكرر.
إن كثرة المشاكل والتوترات في العائلة، تجعل الزوج أو الزوجة ينظر إلى الحياة الزوجية على أنها ليست لفترة معينة لها نهاية الأمر الذي يؤثر سلبياً على معنوياته، إذ أن التوترات والصراعات سوف تصحبه إلى آخر حياته، من هذا المنطلق قد يفكر الزوج أو الزوجة في الانفصال كي يرتاح.
6. النظرة إلى كثرة الأطفال تغيرت فأصبحت العائلة تكتفي بالقليل منهم، مما سهل عملية الانفصال.
إن للطلاق نتائج وعلى الأغلب تكون سلبية، إذ أنه بعد الطلاق تأتي مرحلة جديدة لم يعهدها الزوج أو الزوجة، وهي التأقلم والتعايش مع الحياة الجديدة والوضع العائلي الجديد. إذ نرى أن أغلب حالات الطلاق تكون بعد فترة طويلة من الزواج المحبط والصراعات داخل العائلة بين الزوجين، فيؤدي إلى رغبة أحد الزوجين بالانفصال من هذه الرابطة والعلاقة المتعبة نفسياً واقتصادياً ومحاولة الإفلات والتخلص من العلاقة غير السليمة بين الطرفين.
هنا يُسأل السؤال هل الطلاق أزمة أم نقطة تحول؟
إن حدث الطلاق يعتبر من الأحداث الأكثر صعوبة في الحياة، وهو حدث غير مخطط له في الحياة وبدون زمن محدد أو برنامج محدد، وليس له أي طقوس اجتماعية تدعمه أو تبرره.
حالات الطلاق تؤدي إلى صراع داخل الفرد وصراع بين الرغبات وإحساس بالبلبلة الانفعالية، ومحاولة التأقلم والتعايش مع الضغوط النفسية ونمط الحياة الجديد.
رغم هذا، هناك من يقول أن الطلاق يمكنه أن يكون نقطة تحول تبقى فيها العلاقة العائلية متواصلة ولكن ذات معنى مختلف، كما ويمكن اعتباره كفرصة للتغيير والبدء من جديد بحياة أكثر نجاحاً، وأقل توتراً وصراعاً.
هناك عدة وجهات نظر تفسر عملية الطلاق ومسارها:
* وجهة النظر القانونية التي تنظر إلى حقوق الطرفين من الناحية القانونية.
* وجهة النظر الاقتصادية والتي تنظر إلى إمكانية تعايش الزوجين مع الظروف الاقتصادية الجديدة.
* وجهة النظر الاجتماعية التي تنظر إلى مدى التأقلم مع نمط الحياة الجديد.
وجهة النظر النفسية التي تنظر إلى مدى التغلب على الضغوط النفسية.
تتميز عملية الطلاق بالمراحل التالية:
1. مرحلة ما قبل الطلاق وبعده فورياً، ومدتها تستمر من عدة شهور حتى سنة، وتتميز هذه المرحلة بضغوط نفسية عالية، ويصاحب الفرد في هذه الفترة شعور بالبلبلة النفسية والخذلان وشعور بالتنازل عن مسؤوليات سابقة.
2. المرحلة الوسطية، وهي التي تأتي بعد الطلاق والانفصال، وتستمر إلى عدة سنوات، ففي هذه المرحلة تنشأ وظائف جديدة في العائلة، وتتكون علاقة جديدة في نمط الحياة والعلاقة بين الأبوين والأولاد.
3. مرحلة الاستقرار، وفيها يبدأ الاستقرار في مبنى العائلة الجديد والتأقلم مع التغيرات الجديدة.
ما هو تأثير الطلاق على الأولاد؟
يعتبر الطلاق من الأحداث الصعبة في الحياة ويعتبر نقطة تحول تؤثر في كثير من الأحيان على حياة الأطفال وعلى نموهم النفسي والمعرفي والسلوكي.
إن معظم الأطفال لا يقبلون طلاق الوالدين، حتى وإن كان الوالدان في صراع دائم أمام أعينهم، إلا في حالات العنف الشديد فإنهم يميلون إلى انفصال الوالدين.
إن نظرة الطفل لوالده الذي اختار الطلاق تكون سلبية، فهو ينظر إليه على أنه تنازل عنه ولا يريده ويضحي به من أجل مصلحته، وأحياناً يعتبر الأولاد هذا الوالد أو الوالدة كمن يرفضهم ولا يتقبلهم. هؤلاء الأولاد يعيشون حياة نفسية مليئة بالغضب والإحباط مع عدم القدرة على فعل شيء مع الشعور بالحزن والآلام.
في دراسة هي الاولى من نوعها
الانترنت سبب رئيسي في ارتفاع نسبة الطلاق بين الشباب في المملكة!(13)
بلغ عدد المشتركين في خدمة الانترنت في المملكة العربية السعودية 2,100,000 مشترك في عام 2004م وفق المركز السعودي للمعلومات بمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية . فإذا أخذ في الاعتبار أن نسبة السكان السعوديين في المملكة يبلغ 72,9٪ طبقا لآخر تعداد للسكان أجري في المملكة عام 2004م . فان المتوقع أن عدد السعوديين المشتركين في هذه الخدمة يبلغ 1,530,900 مشترك في عام 2005م .
وتعد خدمة الشبكة العنكبوتية (الأنترنت) سلاحا ذا حدين فعلى الرغم من منافعها الكثيرة التي لا حد لها ، فهي في الوقت نفسه لها تأثير سلبي لمن أساء استخدامها. ولقد أثبت بعض الباحثين أن غالبا ما يبدأ استخدام المواقع ذات المردود السيئ بفضول برئ ثم يتطور الأمر بعد ذلك إلى حالة يصعب التغلب عليها مع عواقب وخيمة كإفساد العلاقات الزوجية التي تؤدي إلى الطلاق أو تبعات أكثر شرا من ذلك .
الأولى من نوعها
في دراسة استطلاعية هي الاولى من نوعها اجرتها الاميرة الدكتورة الجوهرة بنت فهد آل سعود الوكيلة المساعدة للشئؤون التعليمية بوكالة كليات البنات بحثا حول :« التأثير السلبي للأنترنت على مشاكل النزاع الاسري الذي يؤدي الى الطلاق » استطلاع التأثير عبر وضع استبانة علمية لجمع البيانات التي تخص الدراسة على موقع خاص بالباحثة على شبكة الأنترنت العالمية وقد تضمنت الاستبانة بيانات مختلفة عن المستوى الثقافي والاقتصادي والمهني والمراحل التي أدت بالاستخدام السلبي للأنترنت إلى حدوث النزاع الأسري الذي أدى بدوره إلى الطلاق وكان قد تم الإعلان عن البحث وموقعه بإرسال نصف مليون رسالة على الهواتف المحمولة من قبل هيئة الاتصالات السعودية ،وعلى البريد الالكتروني، وأيضا الإعلان عنه على بعض المواقع والمنتديات للتعريف به .
اهداف الدراسة
تهدف هذه الدراسة إلى محاولة التعرف على التأثير السلبي للاستخدام الخاطئ للإنترنت على مشاكل النزاع الأسري الذي يؤدي إلى الطلاق وتأتي أهمية الدراسة من كونها تسلط الضوء على مخاطر الانجراف والاستخدام الخاطئ للإنترنت وتأثير ذلك على العلاقات الأسرية .
والمتتبع للإحصائيات يلاحظ أن معدلات الطلاق في المملكة قد زادت في السنوات الأخير حيث وصلت الى نسبة 22٪ من اجمالي عقود الزواج عام 1423ه وشكلت الرياض النسبة الاعلى في حالات الطلاق فيها ، ولذلك أصبح الطلاق بمثابة مشكلة اجتماعية يعاني منها البناء الاجتماعي باعتبار أن الطلاق يصيب الأسرة التي تعتبر البيئة والدعامة الأساسية في بناء المجتمع وأي خلل أو انهيار في تلك الدعامة يشير إلى وجود خلل وتصدع في بناء المجتمع.
ومن المتعارف عليه أن الطلاق يحدث نتيجة عوامل متعددة وهي تختلف من مجتمع إلى آخر ، فقد تكون اجتماعية أو ثقافية أو اقتصادية أو مشكلات سلوكية أخلاقية وترتبط معدلات الطلاق بعملية التغيير التي تحدث في المجتمع وما يترتب عليها من آثار ولقد تناول الكثير من الباحثين الاسباب المختلفة للطلاق الا انهم لم يتعرضوا إلى الآثار السلبية للاستخدام الخاطئ للأنترنت وتأثير ذلك على حدوث الطلاق . ومن هنا تأتي اهمية هذه الدراسة الجديدة في موضوعها والاولى من نوعها .
نتائج الدراسة
اقتصرت الدراسة على السكان السعوديين فقط ذكورا وإناثا سواء أكانوا المقيمين داخل المملكة أم خارجها الذين كان لاستخدامهم للمواقع الإباحية المتاحة على شبكة الأنترنت أو غرف الدردشة أو المنتديات السبب الرئيسي الذي أدى إلى الطلاق . وكان لأفراد عينة الدراسة حرية إبداء ما يرونه مناسبا حول آثار التجربة وتم جمع البيانات الخاصة بالدراسة خلال الفترة من 1/9/1426ه الى 15/11/1426ه ، ومازالت الباحثة تتلقى ردوداً حتى الآن.
وقد بلغ عدد المطلقين (الذكور) 101 أي بنسبة 65.٪ من المبحوثين بينما عدد المطلقات الإناث 54 أي بنسبة 34,8٪ كما بلغ متوسط عمر المبحوثين في العينة من الذكور المطلقين 31 سنة، بينما بلغ متوسط عمر المبحوثات في العينة من المطلقات 29 سنة ، أي ان معظمهم من الشباب، واللافت ان غالبية المبحوثين كانوا من خارج المملكة ذكورا واناثا حيث بلغت نسبتهم حوالي 82٪من المشاركين في تعبئة الاستبانة ، ومن اللافت أن معظم المبحوثين من المطلقين والمطلقات حاصلون على الثانوية العامة حيث بلغت النسبة 69,3٪ بالنسبة للذكور ، 37٪ بالنسبة للإناث تلاها الحاصلون على البكالوريوس أو الليسانس حيث بلغت نسبتهم 21,8٪ للذكور ، 35,2٪ للإناث .و بلغ متوسط الدخل الشهري للمطلقين الذكور في العينة (6000) ريال تقريبا شهريا ، بينما بلغ متوسط الدخل الشهري للنساء المطلقات في العينة (8000) ريال تقريبا ،وبلغ متوسط مدة الحياة الزوجية للذكور قبل الطلاق ثلاث سنوات تقريبا بينما بلغ متوسط الحياة الزوجية للإناث المطلقات في العينة حوالي أربع سنوات . وأوضحت نتائج الدراسة أن نسبة 42,6٪ من حالات الطلاق في العينة قد حدث ولم يمض على زواجهم سنة واحدة.
مواقع اباحية ودردشة
اشارت نتائج الدراسة المثيرة الى أن 57,4٪ من عينة الذكور (الازواج المطلقون) و63٪ من عينة الإناث (الزوجات المطلقات) كان ارتيادهم لغرف الدردشة السبب الرئيس في حدوث النزاع الأسري الذي أدى إلى الطلاق ، تلاها المواقع الإباحية بالنسبة للأزواج المطلقين حيث بلغت نسبتهم 29,7٪ في حين أن ارتياد المنتديات كانت سببا في حدوث الطلاق في 2٪ من عينة المطلقين ، 37٪ من عينة المطلقات.
أي أن ارتياد غرف الدردشة والمنتديات تمثل السبب الرئيس للطلاق لعينة المطلقات بينما غرف الدردشة والمواقع الإباحية تمثل السبب الرئيس للطلاق لعينة المطلقين .
ضعف وملل وغياب
أفاد 46,5٪ من العينة أن سبب ارتيادهم لهذه المواقع إنما يرجع إلى ضعف الوازع الديني ، في حين أفاد 20٪ من أفراد العينة أن السبب الرئيس لارتيادهم هذه المواقع يرجع إلى الملل من الحياة الزوجية . تلاها 16,1٪ من العينة كان غياب الزوج والزوجة لفترات طويلة خارج المنزل سببا لارتيادهم للمواقع المعنية بينما أفاد 9,7٪ من العينة إن الرغبة في التغيير كانت سببا لذلك ، ثم نسبة 5,2٪ ، 2,6 ٪ بسبب صعوبة التفاهم مع الطرف الآخر ، وفتور العاطفة على الترتيب.
وأظهرت النتائج ايضا أن الوقت المفضل لدخول هذه المواقع لنسبة 55,5 ٪ من العينة هي الساعات الأولى من الليل ، بينما أفاد 23,9 ٪ من أفراد العينة أن الساعات المتأخرة من الليل هو الوقت المفضل لدخولهم للمواقع التي كانت سببا في الطلاق بمتوسط ثلاث ساعات يوميا للذكور واربع للاناث وتعلق الباحثة بأن استخدام الأزواج والزوجات لهذه المواقع قلل من فرص التفاعل والنمو الاجتماعي والانفعالي والصحي بين الزوجين مما تسبب في النزاع الأسري الذي أدى للطلاق .
ودعت الدكتورة الجوهرة في نهاية دراستها الباحثين للقيام بالدراسات والأبحاث التي تتعامل مع هذه المشكلة للحد منها والقضاء عليها في بدايتها.
ارتفاع معدلات الطلاق فى عام 2006(14)
حصل الطلاق بين 1.9 مليون من الازواج بالصين فى عام 2006, بزيادة 128 الفا من الازواج او 7 بالمئة عن العام الاسبق وذلك حسب تقرير لوزارة الشؤون المدنية. عالجت هيئات الشؤون المدنية فى عموم البلاد 1.29 مليون قضية طلاق بالعام الماضى كما ان 622 الفا من الازواج تم طلاقهم عبر المحاكم فى نفس الفترة.
ولكن ازداد عدد المتزوجين فى عام 2006 ايضا مع تسجيل 9. 45 مليون حالة زواج فى عموم الصين بزيادة 1.2 مليون على اساس سنوى.
الجدير بالذكر ان الطلاق فى الصين لا يلقى تشجيعا حسب التقاليد.
ولكن لما اصبحت النساء اكثر استقلالية من الناحية المالية وتبسيط اجراءات الطلاق بشكل كبير ارتفعت معدلات الطلاق فى السنوات العشرين الماضية.
وقد ازدادت اكثر من الضعف فى فترة 1985 -1995 , وفى عام 2006 ازدادت المعدلات باكثر من ثلاثة اضعاف.
وعلى عكس غالبية الدول الغربية التى تتبع عدد الزيجات التى تنتهى بالطلاق, فان وزارة الشؤون المدنية تقدم احصاءات عن عدد المطلقين فى كل الف شخص, وقد ارتفع هذا الرقم الى 1.46 من 1.37 فى العام الاسبق.
وحاليا يمكن للصينيين الزواج او الطلاق بسهولة اكثر اذ لا يتم اشعار اصحاب العمل او الطلب منهم بتقديم توصيات حول مناسبة خطط الزواج للعاملين.
أثر الطلاق على البنية النفسية للطفل(15)
1 ـ تحديد مفاهيم الدراسة
لقد أنجز هذا البحث، سنة 1412هـ الموافق لعام 2000م بجامعة محمد الخامس في مدينة الرباط بالمغرب، وعنوانه: (الحرمان العاطفي وعلاقته بالاضطرابات النفسية العضوية لدى أطفال الطلاق)، وتحاول هذه الدراسة الجواب على سؤال مركزي وهو: كيف يولد الحرمان مثل هذه الاضطرابات لدى الطفل في حالة فراق والديه؟
الحرمان العاطفي:
يعني هذا المفهوم في الاصطلاح النفسي، معاناة الإنسان الناتجة عن غياب الأسباب الضرورية لتلبية حاجاته ورغباته النفسية، والمقصود بالحرمان العاطفي هذه الدراسة، هو فقدان الطفل لرعاية وحماية والديه بعد الطلاق.
الاضطرابات النفسية العضوية:
هي أعراض مرضية تلحق بعض أعضاء الجسم، ويكون السبب في نشأتها ليس عضويا، بل مصدره صراعات ومشكلات نفسية، فشل المصاب في التعبير عنها لغويا، فلجأ إلى تفريغ هذه الانفعالات في شكل اضطرابات جسدية.
إن موضوع هذه الدراسة، يتناول الاضطرابات النفسية العضوية التي تصيب أطفال الطلاق، كالاضطرابات الغذائية والجلدية واضطرابات النوم إلى غيرها من الأعراض الأخرى، سواء كانت مؤقتة أو مزمنة.
2 ـ منهجية وعينة البحث:
اعتمدت في هذه الدراسة على المنهج الإكلينيكي، الذي ينبني على التحليل المعمق لشخصية الفرد، لذلك يكون عدد الحالات المدروسة محدودا، وقد وظفت تقنيات متعددة ومتنوعة، حتى أقترب ما أمكن من المقاربة الشمولية للموضوع، عبر استعمال الأدوات التالية: المقابلة النصف موجهة، الملاحظة الإكلينيكية، الاختبارات الاسقاطية سواء منها التي تشخص بنية الشخصية كالرورشاخ (Test Rorschach)، أو تلك التي تدرس طبيعة العلاقات التفاعلية التي ينسجها الفرد مع الآخرين، كاختبار تفهم الموضوع (Children Apperception Test).
أما فيما يخص عينة البحث، فتتكون من ثلاثة أطفال تتراوح أعمارهم ما بين سن السادسة والثالثة عشر، تمت دراسة حالاتهم خلال سنة كاملة، بالجمعية المغربية لمساعدة الأطفال في وضعية غير مستقرة بمدينة الرباط، وبالموازاة مع الدراسة التشخيصية والتحليلية لمشكلاتهم النفسية، اعتمدت برنامجا علاجيا، استخدمت من خلاله عدة وسائل علاجية كالتعبير عن المعاناة النفسية بوسائل شفوية كالحوار ورمزية كالرسم، كما أشركت أسر الحالات في المشروع العلاجي، بالإضافة إلى التعاون مع فريق متعدد الاختصاصات داخل الجمعية مكون من: مربين، أخصائيين اجتماعيين ونفسيين ومدرسين لتتبع تطور الأطفال خلال فترة الدراسة.
3 ـ حدود البحث:
تتناول هذه الدراسة، نوعا محددا من الانعكاسات السلبية للحرمان العاطفي على أطفال الطلاق وهي الاضطرابات النفسية العضوية، ولا يَدَّعي البحث بذلك أن هذه الأعراض هي رد الفعل الوحيد لكل طفل يعاني من مشكلة الفراق بين والديه، بل تتنوع ردود أفعال الأطفال حسب طبيعة شخصياتهم، وتبعا لنوعية الصراعات التي يعيشونها داخل محيطهم الأسري.
4 ـ دراسة حالة نموذجية:
التعريف بالحالة
أ. م: طفل يبلغ من العمر ثلاثة عشر سنة، ينحدر من أسرة فقيرة مكونة من أب يشتغل خادما لدى أسرة غنية، وأم ربة بيت. انفصل والدا الصبي وهو ابن سنتين، والسبب في ذلك راجع إلى إهمال أبيه لمسؤولياته العائلية بعد أن طرد من عمله لإدمانه المزمن على شرب الخمر.
بعد الطلاق، استقرت الأم برفقة ابنها في منزل والديها، واضطرت للعمل خارج البيت حتى توفر ضروريات الحياة، لكنها لم تتمكن من الاستمرار في رعاية طفلها، لذلك تركته في بيت جديه وعمره آنذاك عشر سنوات، لتتزوج برجل مسن يملك ثروة لا بأس بها.
بعد مرور سنة على زواج الأم، ظهرت على الطفل اضطرا بات جلدية (Eczéma) في عدة مناطق من جسمه، ولم يتماثل هذا العرض المرضي للشفاء، رغم خضوع الحالة للعلاج بالأدوية لفترة تجاوزت ستة أشهر، وقد لاحظ المربون المشرفون على تتبع الحالة أن فشل العلاج يعود إلى تلذذ الطفل بحك المناطق المصابة، لكننا لمسنا جميعا بعض التحسن على مستوى هذا الاضطراب خلال فترة المعالجة النفسية.
بالإضافة إلى الأعراض السابقة الذكر، كان أ. م يتميز بشراهة مرضية عند تناول الأغذية (Boulimie)، وقد علق على هذا الاضطراب بقوله: (إن كثرة الأكل تملأ بطني وتشعرني بالسعادة). بالموازاة مع هذا الاضطراب النفسي العضوي، لاحظت تشبث الطفل بممارسة بعض العادات التي تنتمي إلى المرحلة الرضيعية، كمص الأصبع (إبهام يده اليمنى) رغم أنه بلغ من العمر ثلاثة عشر سنة.
تحليل الحالة
خلال السنتين الأوليين من عمره، عانى الطفل من حرمان مادي ومعنوي، ناتج عن إهمال الأب لمسؤولياته تجاه الزوجة والابن بسبب تعاطيه الخمر، وقد أدى هذا العامل إلى اهتزاز الاستقرار العائلي بشكل تدريجي، فقد أثر أولا على التوازن النفسي للأم، ثم انتقل هذا الاضطراب من خلالها إلى الابن، وقد بين علماء النفس في هذا الإطار أن الطفل في مرحلة الرضاعة، لا يكتفي بالغذاء البيولوجي المتمثل في حليب أمه، بل يتشرب أيضا الإيماءات الرقيقة والمشاعر الدافئة التي تبدو على وجهها وهي تداعبه أثناء الرضاعة.
إن غياب هذا الغذاء النفسي، هو ما أفسد على الحالة المدروسة شهية الأكل، فالطفل يمتص الحليب من ثدي أمه ثم يتقيؤه، لعدم شعوره بالعطف والحنان المصاحبان لعملية الإرضاع البيولوجي، وحرمانه العاطفي هذا ناجم عن التوتر النفسي الذي عانت منه الأم من جراء المشكلات التي عاشتها في علاقتها بالأب.
إن شدة المشاعر السلبية التي تلقاها الطفل من أمه، جعلته لا يكتفي بتفريغ هذه الانفعالات عبر الاضطرابات الغذائية (التقيؤ) بل تجاوزها إلى تعابير نفسية عضوية أخرى وهي اضطرابات النوم، مما يدل على أنه كان يشعر بالفقدان التام للطمأنينة والسكينة النفسية، في ظل أجواء أسرية ملبدة بسحب المشكلات الزوجية.
بعد انفصال الوالدين، عانى الطفل من نوع آخر من الحرمان لمدة ثمان سنوات، وهو افتقاده لأمه بسبب غيابها عن البيت وتركيزها على كسب لقمة العيش، وهذا ما يفسر لماذا كان أ. م يتناول الأغذية بشراهة غير عادية، فحسب الدراسات النفسية المنجزة حول موضوع الاضطرابات الغذائية(5)، تبين لي أن الطفل يملأ بطنه بالأكل ليعوض الشعور المؤلم بالفراغ العاطفي الذي يعاني منه، وهذا ما يبين من جهة معنى قوله: (إن كثرة الأكل تملأ بطني وتشعرني بالسعادة)، ويوضح من جهة أخرى العلة في الاختيار اللاشعوري للاضطرابات الغذائية، كوسيلة للتعبير عن توتراته النفسية لارتباطها بالفم، وهو مصدر إشباع الحاجات البيولوجية بامتياز في مرحلة طفولته الأولى، التي ذاق فيها أقصى مظاهر الحرمان وهو رضيع.
يتجلى مما سبق أيضا السر في عدم تخلص الطفل من عادة مص الأصبع، رغم بلوغه سن الثالثة عشر، لأن تعاقب مظاهر الحرمان التي عاشها دون أن يفهمها، أدى إلى تراكم هذه التجارب المؤلمة، لتشكل حواجز نفسية منعته من تحقيق نموه النفسي بالموازاة مع نموه الجسمي، لذلك كان أكثر قربا من التعبير بلغة جسدية سطحية، وأكثر بعدا عن تفريغ انفعالاته في قالب لغوي منطوق، يساعده على فهم معاناته وبالتالي تجاوزها.
إضافة لكل هذا، فقد تعمق شعور الطفل بالحرمان العاطفي لاضطراب صلته بأمه بعد زواجها الثاني، مما انعكس عليه في شكل أعراض جلدية Egzéma. لقد أكد الخبراء في مجال العلاقة الثنائية بين الطفل وأمه، أن الرعاية النفسية الأمومية تكسب الطفل قوة نفسية تعزز مناعته الجسمية ضد الأمراض العضوية(6). لكن الطفل موضوع الدراسة ونظرا لضعف تنشئته الاجتماعية التي تلقاها، اختل توازنه النفسي فصارت مناعته الجسمية عموما والجلدية خصوصا، هشة ومعرضة للإصابة بالاضطرابات النفسية العضوية.
نتائج البرنامج العلاجي
لقد ركزت في المشروع العلاجي لحالة أ.م، على ثلاثة أهداف رئيسية:
أولا: تدريب الطفل على استعمال وسائل تعبيرية سوية عن معاناته النفسية، كالتعبير الشفوي (الحوار) والتعبير الرمزي (الرسم)، حتى يتخلص تدريجيا من التعابير المرضية التي تعود عليها.
ثانيا: عملت مع الفريق المشرف على تتبع الحالة، بتنظيم زيارات تجمع الأم بطفلها في فضاء الجمعية المغربية لمساعدة الأطفال في وضعية غير مستقرة، لإذابة التوتر الذي خيم على العلاقة بينهما منذ زواجها الثاني.
ثالثا، حاولنا إدماج الطفل في بيت زوج أمه، بعد إقناع هذا الأخير بالظروف النفسية التي مرت منها الحالة المدروسة، ليساهم بدوره كبديل للأب في إنجاح البرنامج العلاجي.
إن هذه المجهودات العلاجية، لم تؤد إلى شفاء الطفل من الاضطرابات النفسية العضوية التي يعاني منها، لكنها مكنت على الأقل من التخفيف من حدتها.
5 ـ توصيات البحث:
· على المتزوجين والشباب المقبل على الزواج، الرفع من رصيد ثقافتهم الدينية والنفسية المرتبطة بشؤون الأسرة، حتى يعبدوا الله على علم في حياتهم الأسرية.
· ينبغي للمؤسسات المهتمة بالشأن التربوي في مجتمعاتنا الإسلامية، عقد دورات تكوينية للشباب، لا تكتفي فيها ببيان الشروط الشرعية والنفسية الضرورية لنجاح مشروع بناء الأسرة المسلمة، بل تعرض بالإضافة إلى ذلك تجارب واقعية سواء الناجحة منها والفاشلة على وجه الخصوص وتطرحها للنقاش، لأن التجربة الصحيحة تتحقق بالاستفادة من التجارب الخاطئة.
· نظيم حملات إعلامية لتوعية الشباب غير المتزوج بأهمية الإقبال على التكوين القبلي المؤهل للزواج، وتحسيس المتزوجين بضرورة التكوين المستمر لضمان استمرارية وحدة الأسرة.
· إنشاء مراكز نفسية واجتماعية متخصصة في علاج المشكلات الأسرية.
·اجتهاد الأخصائيين النفسيين والاجتماعيين في نشر ثقافة نفسية أصيلة داخل المجتمع، تهدف إلى تقوية وحدة الأسرة.
· إحداث وحدات للبحث خاصة بالأسرة في الجامعات.
خلاصة:
بينت هذه الدراسة بعض الآثار المرضية التي يخلفها الطلاق على نفسية الطفل، وهذا ما يجسد حكمة الأمر الرباني الموجه للمسلمين عموما، وللأزواج خصوصا بالتزام الوحدة والجماعة، ونهيه سبحانه عن الشتات والفرقة في قوله ـ عز وجل ـ: (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُواْ) فالقرآن لم ينه عن التفكك الأسري كأحد مظاهر تصدع الأمة الإسلامية، إلا لكون ضرره أكبر من نفعه.
اسباب ضعف المجتمع العربي في الحد من ظاهرة الطلاق(16)
من اصعب المشاكل واكثرها تاثيرا في المجتمع هي مسالة الطلاق حيث تحتوي ابعادا انسانية وتربوية مؤلمة للافراد صغارا وكبارا على حد سواء، ويلاحظ ازدياد هذه الظاهرة في المجتمعات التي تعمل بها المراة بكثافة حيث تحصل على حرية واستقلالية كبيرة لها تمكنها من التفكير باستطاعة العيش دون زواج.
ووصف استاذ علم الاجتماع في جامعة الكويت الدكتور فهد الناصر الطلاق بانه ظاهرة عالمية لا تخص مجتمعا دون آخر. حسب وكالة كونا.
واوضح الناصر في محاضرة ضمن فعاليات الملتقى الثقافي الاول الذي نظمته ادارة تنمية المجتمع في وزارة الشؤون تحت شعار (الطلاق مشكلة ام حل) ان الخطورة في موضوع الطلاق تكمن في ارتفاع معدلاته.
وقال ان الخطوات الاجرائية المتبعة في المحاكم سهلة مطالبا بوضع اجراءات اكثر شدة حتى لا يستسهل الزوج طلاق زوجته مبينا ان الطلاق لدى البعض لم يعد وصمة كما كان في السابق.
وتحدث عن اسباب الطلاق ومنها تغير شكل الاسرة من (اسرة ممتدة) الى (اسرة نواة) مشيرا الى ان الاسرة الممتدة تشكل نوعا من الحماية للابناء لوجود الاب الكبير اي والد الزوج .
واضاف ان خروج المتزوجين حديثا عن الاسرة الممتدة في سكن خاص يسهم في زيادة حالات الطلاق منبها الى اهمية ان يستفيد حديثو الزواج من توجيهات الاسرة الممتدة التي يوجد بها والد الزوج ووالدته وبخاصة في السنوات الاولى من الزواج.
واشار الى ان الدراسات تشير الى ان الاختيار الزواجي الذي يتم من قبل الاسرة افضل بشكل عام من الاختيار الفردي وان الحالات التي تم بها الزواج وفق هذا النظام كانت معرضة بدرجة اقل للطلاق.
وتطرق الى مسألة خروج المراة للعمل وقال ان الابحاث تشير الى ان تزايد معدلات الطلاق في المجتمعات التي تعمل بها المراة موضحا ان عمل المراة يوجد لديها نوع من الاستقلالية المادية ويجعلها تشعر ان بامكانها ان تستقل وتعيش من دون الرجل.
وقال ان الزواج غير المتجانس يسهم في زيادة حالات الطلاق كأن يكون الزوجان من جنسية مختلفة او ان يكون الفارق العمري بينهما كبيرا واضاف ان من امثلة الزواج غير المتجانس ان يكون الفارق في المستوى التعليمي بينهما كبيرا.
وتناول الناصر زواج الاقارب وقال ان الدراسات تبين ان الاقارب اكثر استقرارا بشكل عام من زواج الاباعد.
وبالنسبة لاهمية فترة الخطوبة بين الدكتور الناصر اهمية الاستفادة من هذه الفترة موضحا انها فترة مهمة يستفيد منها الزوجان في الحصول على المعلومات الخاصة بالطرف الاخر مشيرا الى ان ثلث حالات الطلاق تحدث في السنة الاولى من الزواج مؤكدا اهمية الاستفادة من فترة الخطوبة.
وقال من الاسباب التي تبقي على استقرار الاسرة وتبعد شبح الطلاق وجود الاطفال وبخاصة في السنة الاولى من الزواج باعتباره نوعا من الحماية والاستقرار للاسرة مشيرا الى انه كلما زاد عدد الابناء زادت فرصة استمرار الزواج.
بدوره رأى الباحث الاجتماعي والديني فيصل الحردان في المحاضرة ذاتها ان الطلاق مشكلة نفسية من أبرز اسبابها عدم تقبل الزوج لزوجته وضعف الحوار بينهما وتدخل أهل الزوج او الزوجه واهمال الزوج او الزوج’.
وبين الحردان ان الطلاق له تاثير كبير على الابناء كأن يضعف من مستواهم الدراسي ويزيد من معدلات الاكتئاب والعنف لديهم.
وفي سياق متصل نقل تقرير لموقع عمّان نت عن تذبذب نسب الطلاق في بعض مدن الاردن وخصوصا في المناطق الريفية، فنسبة الطلاق هناك تبلغ ما بين ( 15% الى 18% ) في حدّها الاقصى، ولا تتجاوز (10%) في حدودها الدنيا، وتتوزع النسب بين حالات الطلاق المختلفة، فالطلاق الرجعي يبلغ ( 3% ) والطلاق البائن قبل الدخول من (10% الى 12%) فيما تبلغ نسبة الطلاق البائن قبل الدخول من (3% الى 5%)، وذلك حسب تصريح قاضي المحكمة الشرعية جمال الرحامنة.
ويتطرق التقرير الى عدداً من الاسباب المهمة في قضايا الطلاق مثل "الزواج المبكر ليس بالنسبة للفتاة فقط بل للشاب ايضاً، فعند بعض العائلات يقوموا بتزويج الشاب صغير السن فلا يستطيع تحمل العبء والمسؤولية، ايضاً القصور في فهم موضوع الزواج حيث انهم يعتبرون الزواج ليس بناء أسرة ولا شراكة بل مظاهر وإشباع رغبات فقط فيفيقوا على واقع هم غير مهيئين له لا نفسياً ولا جسدياً".
ويشير تقرير سعودي الى ارتفاع معدلات الطلاق بين الأزواج في السعودية خلال الـ 20 سنة الماضية من 20 فى المائة إلى 60 فى المائة، محذرا من خطر محدق يصيب المجتمع السعودي في المستقبل.
وكشف التقرير، الذى أعدته احدى المحاكم بمدينة جدة السعودية، ان معظم حالات الطلاق شكلت المرأة عاملاً أساسيا في حدوثها بنسبة 60 فى المائة لعدم قدرتها على الوفاء بمتطلبات زوجها ما يدفع الزوج الى اللجوء للطلاق كخيار للتخلص من زوجته.
وأوضح ان من أبرز الاسباب المؤدية الى الطلاق عدم معرفة الزوج والزوجة الحقوق والواجبات المترتبة على عقد الزواج والتعجل في التعاطي مع المشكلات التي تطرأ في بداية الحياة الزوجية.
وأضاف التقرير ان هذه النسبة العالية من الطلاق يكون سببها عدم تأهيل الشاب والفتاة تأهيلا مركّزا قبل الزواج حيث يفاجأ الشاب بالفتاة موجودة لديه في المنزل ولا يستطيع التعامل معها كزوجة لها حقوقها التي يجب عليه توفيرها والعكس لدى الفتاة التي لا تعرف كيفية التعامل مع زوجها تعاملا سليما وليس لديها الخبرة في كيفية ادارتها منزلها مما يؤدي الى عدم تواصل الحياة بين الزوجين.
وأشار التقرير الى ضرورة اقامة دورات تأهيلية للشباب والفتيات قبل اقدامهما على الزواج لكي يتعرف كلا الجانبين بما عليه من حقوق زوجية، منوهاً فى هذا الصدد الى تجربة ماليزيا بتدريب الشباب والفتيات المقبلين على الزواج حيث لا يمكن عقد أي زواج في ماليزيا إلا بعد اجتيازهما دورات تأهيلية قبل الزواج.
وطالب بتنظيم محاضرات متنوعة في التربية والحياة الزوجية وفتح باب الحوار لمناقشة بعض المشكلات التي تعانيها الأسر في السعودية ورفع مستوى الوعي لدى المرأة وفقا لأولويات المرحلة الراهنة والتطور الحضاري مما ينعكس أثره إيجابا على تبصير المرأة بطبيعة المرحلة واحتياجاتها الزوجية.
.................................................. ....
المصادر/
1- ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
2- الدكتور حسان المالح/ حياتنا النفسية
3- قناة العربية
4- موقع باب
5- مجلة الاسرة العصرية
6- كنانة اونلاين
7- جريدة المستقبل اللبنانية
8- عـبـد الله باجـبـيـر/ مركز الاخبار امان
9- لافا خالد / شبكة الصحافة غير المنحازة
10- شبكة البحري
11- جريدة القبس الكويتية
12- بديع القشاعلة / موقع اخبارنا
13- جريدة الرياض
147- شبكة الصين
15- رضى الحمراني/ الهيئة العالمية للاعجاز العلمي في القرآن والسنة
16- شبكة النبأ المعلوماتية
التعديل الأخير تم بواسطة د/محمد العدوى ; 15-02-2011 الساعة 11:48 PM