إلى العازفات عن الزواج - منتدى عالم الأسرة والمجتمع
logo

الملاحظات

المقبلين على الزواج مواضيع تهم المقبلين على الزواج من الرجال والنساء

 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 18-12-2010, 10:34 AM
  #1
علي العلي911
عضو نشيط جدا
تاريخ التسجيل: Aug 2007
المشاركات: 440
علي العلي911 غير متصل  
إلى العازفات عن الزواج

إلى العازفات عن الزواج


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




محمد بن محمد الجيلاني
عفا الله عنه بمنه وكرمه
الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعدُ :
فإن النكاح من آيات الله الدالة على رحمته ، وعنايته بعباده وحكمته العظيمة وعلمه ال
وهو I الذي شرع لعباده النكاح ،
وذلك لحفظ النسل البشري ، وعمارة للأرض بأن يكون هناك عباد مؤمنون يعبدونه ويتقربون إليه ،.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم حاثا الشباب : « يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ ! مَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ » متفق عليه .
وعن أنس بن مالك t قال : قال النبي عليه الصلاة والسلام :
« تَزَوَّجُوا الْوَدُودَ الْوَلُودَ ، إِنِّي مُكَاثِرٌ بكم الأمم ، وفي لفظ : « الْأَنْبِيَاءَ » يَوْمَ الْقِيَامَةِ » رواه أحمد وصححه الألباني .
بل ذم النبي عليه الصلاة والسلام على من ترك الزواج زهدًا فيه وإعراضًا عن هديه كما ورد ذلك عنه ، ففي الصحيحين عن أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ t أن النبي عليه الصلاة والسلام قال : أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي لَأَخْشَاكُمْ لِلَّهِ وَأَتْقَاكُمْ لَهُ ، لَكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ ، وَأُصَلِّي وَأَرْقُدُ ، وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي »
قال الحافظ ابن حجر : : «« وفي الحديث دلالة على فضل النكاح والترغيب فيه »
لكن مع ما ورد من النصوص الشرعية قرآنًا وسنةً وآثارًا عن سلفنا العظام ، نجد ـ مع الأسف ـ في العصر الحاضر من صور إعراض الكثير من الفتيات وبعض أولياء الأمور عن النكاح والمسارعة فيه .
فأحببت أن أناقش بعض هذه الصور وأبين ضعف حجتها ؛ من باب التعاون على الخير ، ومعالجة لهذا المسلك الخطير الذي انتشر عند الكثير من الفتيات انتشار النار في الهشيم ، والذي ساعد بشكل كبير في انتشار العنوسة ، وكان من أسباب انتشار الفواحش ؛ أعاذنا الله منها أجمعين .
فمن هذه الصور التي يُحتج بها :


يعد التعليم أمرًا ضروريًا من ضروريات الحياة التي لا غنى عنها ، فبه يعيشون حياتهم العلمية والحياتية بشكل صحيح ، فهو يبصر صاحبه بكل مفيد يحتاجه ، ويبعده عن كل ما يعترض حياته من العقبات والمنغصات .
ولذا فإن المقصود منه هو رفع الجهل المحيط بالإنسان فيما يخصه فقط ، وإلا فالعلم من حيث أنواعه وتفاصيله لا ينتهي ، فحسب الإنسان أن يتعلم ما يقوم دينه وحياته وعمله الذي يقتات منه .
لكن كثيرًا من الفتيات نسين أن التعليم ليس مقصودًا لذاته إنما هو مقصود لغيره ، فالفتاة لم تُخلق لتدرس الجامعة والماجستير والدكتوراة ، وإن كنا لا ننكر فائدتها على صاحبتها وعلى المجتمع ، لكن هذا لا يكون على حساب رسالتها ، فرسالتها التي خلقها الله من أجلها ـ بعد توحيد الله وعبادته ـ هي قرارها في بيتها بعد أن تتعلم لتعلم أهلها وأبناءها لتُخرج جيلًا ناضجًا يساهم في بناء هذا المجتمع الإسلامي ويكوّن صرحًا من صروحه .
وبعضهن يتحججن بأنهن تعلمن من أجل الحصول على وظيفة محترمة تحميها من الفقر وتؤمن لها حياة كريمة ! ، ونسيت المسكينة أن كثيرًا من الرجال وهم من أصحاب الشهادات العالية لا يجدون أعمالًا فضلًا عن النساء ! . أفمن أجل هذا الهاجس تؤخر الفتاة موضوع الزواج ؟!.
حينما تؤخر الفتاة موضوع زواجها ، ويتقادم بها العمر يعرض عنها الشباب ، وتصبح نسيًا منسيًا ، بينما صديقاتها وزميلاتها تزوجن وأصبحن أمهات وربما جدات لهن حفيدات ! ، ولا ينفع ذلك الوقت الندم وتقول : يا ليتني تزوجت بابن الحلال ولم ألتفت إلى الدراسة والجاه !.
بل ربما تمنت وهي كبيرة قد تقدم العمر بها أن يتزوجها سائقها الأعجمي حتى لا تبقى بغير زوج وأسرة تخصها ! ، والواقع خير شاهد على هذا .
ووالله أني أعرف شخصيًا دكتورة جامعية تزوجت سائقها المسكين حتى لا تبقى بغير زوج يعفها ! .


الزواج المبكر له فوائده الكبيرة من نواحي متنوعة منها : حفظه للزوجين عن الشهوات المحيطة إحاطة السوار بالمعصم ، ومن فوائده : التعود على المسؤولية والتأقلم مع ظروف وأحوال الحياة بعد الزواج ، ومن فوائده أيضًا : القرب العمري بين الأبوين وأطفالهما .. وغيرها من فوائد كثيرة .
لكن هذا يفيد إذا علمَ الزوجان حقوق أحدهما على الآخر في بيت والديه .
كثيرٌ من الأهالي يؤخرون موضوع زواج البنت ، ويتحججون بأن ابنتهم لا زالت صغيرة ، ولا يريدونها أن تتحمل المسؤولية وهي غير قادرة عليها ، وهذا مسلك خطير ، لماذا لا تتعلم البنت المسؤولية في ذلك الوقت ! ، ومتى ستعلمها أمها ذلك ؟
ولا شك أن تركها من غير تعليم يعد ذلك من الدلال المدمر لشخصية الفتاة ، فإذا لم تحرص الأم وكذلك الأب على البدء بتعليم ابنتهما إدارة الحياة ، فلن يتقدم ـ في الغالب ـ لها أحد ، وربما كلما تقدم خاطب رُدَّ بكون البنت صغيرة ! ، فيتسامع الناس بأن أهل هذا البيت يردون الخُطّاب فينفر الشباب عن التقدم وربما كَبِرتْ البنت وعزف عنها الشباب ، وصار المتقدمون لها ممن يريدون التعدد كزوجة ثانية وثالثة ورابعة ، أو زواج مسيار ! .
فليحرص أولياء الأمور على تعليم بناتهن ما تحتاج إليه الفتاة مما يخص الحياة الزوجية ، وإذا جاء الخاطب المناسب فليزوجوها إياه ، فربما قد لا يتقدم لها أحد ، أو يتقدم من لا يرضوه .وهذه أمانة سوف يسألون عنها يوم القيامة .

أكثر الناس ـ فيما يبدو لي ـ من متوسطي الدخل . فتجد بعض الفتيات تحرص على أن يكون المتقدم لها من الأغنياء ، وذلك لكي تعيش حياة رغيدة بعيدة عن المنغصات والمكدرات بسبب قلة المادة ، ولذلك هي ترفض كل متقدم لها ولو كان جمع صفات الخير ، لكن لكونها ملكة جمال ، والمتقدم ميسور الحال غير غني ترده !.
فنقول لهذه الفتاة ومن على طريقتها : أولًا : هل ستضمنين أنه سوف يتقدم لك غني ؟ وعلى فرض أنك تزوجتي غنيًا هل ستضمنين أنك ستعيشين معه سعيدة ؟ ، ألا تعلمين أن بعض التجار ذواقون يتنقلون من امرأة لأخرى ! ، كذلك ينبغي عليكِ أن تفهمي أن غالب التجار متعكروا المزاج وأوقاتهم ليست ملكهم بسبب التجارة ، فطورًا تجدينه مسافرًا للخارج من أجل متابعة بعض الأعمال ، وطورًا مسافرًا في الداخل ، وطورًا آخرا يتأخر في الليل بالأيام ذوات العدد من أجل عقد صفقات واجتماعات ، فهل هذه الراحة التي تنشدينها ؟ وهي وفرة المال بعيدًا عن شريك الحياة وتبقين رهينة البيت وقد قتلكِ الانتظار !.
وحينما يصل الزوج إلى البيت يكون محطم القوى مشتت الفكر ، يريد أن يُطعم وينام لأن لديه في الصباح ما يشغله !.
لن أُحرّم عليك الزواج من الأغنياء ، لكن لكل أمر ضريبته وضريبة الزواج من التجار والمسئولين كبيرة ، والسعيد من وُعظ بغيره .
إن الزواج من متوسطي الدخل والله لهو راحة للبال والنفس ، حيث تقضي الزوجة ـ في الغالب ـ أوقاتها قريبة من شريك حياتها وهي مرتاحة النفس والبال .
قال عليه الصلاة والسلام : « من أصبح منكم آمنا في سربه ، معافى في جسده ، عنده قوت يومه ، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها » رواه الترمذي وقال : « حديث حسن غريب » وحسنه الألباني .
ولذلك أقول لكِ : ارضِ بما قسم الله تكوني أغنى الناس ، ولا تجعلِ الأوقات تضيع سُدى وأنتِ تنتظرين أن يتقدم لكِ غني من الأغنياء ، فتستيقظي من سباتكِ وتجدين أن سنوات شبابك قد وَلتْ وأصبحتِ كبيرة وربما لا يرغب فيك أحد ! .
__________________
محمد بن محمد الجيلاني
مهتم بالكتابة حول شؤون الأسرة
 

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:04 PM.


images