السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
حديثي عن ابني سلطان الله يحفظه ويخليه.
لعل بعضكم يعلم أنه بكري فديته .. عمره الآن خمس سنوات وثلاثة شهور .. وعلاقتنا ولله الحمد قوية ومتينة .. أحبه ويحبني ويموووت فيني بعد
منذ صغره عودته على التعبير العاطفي فعلاً ولفظاً بيننا .. يعني كنت ولازلت أحرص على العناق والتقبيل والمسح على الرأس .. كما أحرص على إخباره لفظاً أنني أحبه وأموت فيه وأشتاق له وأنه حبيبي ونور عيني.
ومع الوقت اعتاد سلطان هذا الأمر وأصبح يبادلني إياه بتلقائية وعفوية .. وأصبح هو كذلك يكثر من عناقي وتقبيلي كثيراً .. كثيراً جداً .. كثيراً كثيراً كثيراً جداً .. بغض النظر عن الزمان والمكان .. يعني مثلاً قد يقرر أن يحتضنني أو يقبلني وأنا أقود السيارة .. أو عندما نكون في المول .. أو عندما يكون لدينا زوار .. أو عندما نكون على طاولة الطعام .. أو عندما أدخل معه الحمام أعزكم الله ليستحم أو يغسل أسنانه .. وإن كنت بعيدة عنه فإنه يرمي لي قبلة في الهواء
.. بل أذكر موقفاً طريفاً حيث استيقظ مرة في منتصف الليل يريد أن يذهب للحمام .. وكان نعساناً جداً وبالكاد يفتح عينيه ويترنح في مشيته من كثر النعاس ومع ذلك سحبني من رقبتي وقبلني
كما أنه يحب أن يجلس في حضني أحياناً أو بالقرب مني واضعاً رأسه على كتفي أو صدري مثلاً .. لأحيطه بذراعي أو ألعب في شعره.
وذات الأمر بالنسبة للتعبير اللفظي .. حيث إنه يخبرني دوماً أنه يحبني ويموت فيني .. مستخدما نفس أسلوبي وطريقتي في الكلام
: ماما انتي تعرفين اني احبج؟ .. ماما تعرفين اني اموت عليج؟ .. انتي حياتي .. انتي عيوني ... وغيرها من عبارات الحب والغرام
منذ فترة بدأ زوجي الحبيب يعلق على هذا السلوك بيني وبين سلطان .. في البداية بشكل مازح ثم أصبح جدياً .. معتبراً أن الولد كبر خلاص ولا يفترض به أن يكون كثير العناق والتقبيل لي هكذا!!! .. وأن هذه حركات بنات .. وأن مهرة هي الأولى بالجلوس في حضني الآن .. وأنني بسماحي له بهذا السلوك أعوده على المياعة!!!!
ومرة علق عمي (والد زوجي) على سلطان .. حيث استيقظ من قيلولته وأتى عندي واحتضنني وظل ملتصقاً بي لبعض الوقت .. فقال عمي أن سلطان شكله بيطلع ولد امه!!!! .. ويسخر منه أحياناً: خلوه ياخذ حنان الآول وعقب كلموه!!
ومنذ بضعة أيام أتى سلطان عندي .. وكنت جالسة مع أمي (أم زوجي) .. حيث عانقني وبدأ في تقبيلي قبلات متلاحقة .. فاستنكرت أمي (أم زوجي) تصرفه وقالت: شو هذا؟!!! .. يالله عيب عليك هالحركات!!!!!!
ولا أخفيكم .. فشخصياً أشعر بأن سلوك سلطان لا يكون وقته مناسباً في بعض الأحيان .. خاصةً عندما نكون في الخارج أو معنا أناس غرباء مثلاً .. ولكنني في نفس الوقت لا أرى أن تصرفه غريباً أو مستَنكَراً .. فهو في النهاية ولد يحب أمه.
من ناحية أخرى .. فسلطان فديته ليس طفلاً دلوعاً أو اتكالياً .. فله شخصيته واستقلاله المناسب لسنه .. كما أنه يسعى منذ صغره للاعتماد على نفسه .. وتكوين رأي خاص به .. ومنذ ما يقارب السنة أصبح يعتمد على نفسه في كثير من أموره الشخصية كالاستحمام وغسل الأسنان وقبل ذلك استخدام الحمام أعزكم الله .. وهو لا يلازمني طوال الوقت بل إنني أحرص على أن يبتعد عني بين الحين والآخر سواء عند عماته مثلاً أو اللعب عند ابن الجيران أو الخروج مع والده لوحدهما بدوني أو أخرج أنا أحياناً دون اصطحابه معي .. وهو يتفاعل مع ذلك بشكل طبيعي ومقبول قياساً بعمره .. صحيح هو يزعل قليلاً عندما أخرج بدونه .. وبكى عندما عرف أنني سأذهب للحج لمدة أسبوع كامل .. ولكن انفعاله بشكل عام يكون دوماً مقبولاً وليس هستيرياً مثلاً .. كما أنه ولد مهذب ولسانه نظيف تماماً فلا يسب ولا يقول تعابير وعبارات غير لائقة عندما يعرف أنها عيب .. ولديه بعض العادات الحميدة فهو مثلاً يقبل يدي ورأسي عندما يعود من المدرسة أو عندما أعود أنا من الخارج .. بالإضافة إلى أنه يذهب للصلاة في المسجد مع والده يوم الجمعة دوماً وأحياناً لصلاة العشاء في إجازة نهاية الأسبوع .. كما أنه لا يرضى على زعلي ويحرص على مراضاتي والاعتذار مني وتقبيل رأسي عندما أغضب منه ويحرص على أن أخبره بأنني سامحته.
أما أنا فلست أماً متساهلة .. بل إنني صارمة جداً في تربيتي وحازمة جداً في عقابي لدرجة قاسية أحياناً إن كان الخطأ كبيراً .. ولكنني في نفس الوقت أحرص على الموازنة بين الصرامة والحزم وبين العطف والحنان .. لذلك فإنني كما أعاقب بذمة وضمير عندما يخطئ فإنني كذلك أعطف بذمة وضمير عندما يحسن السلوك.
باختصار أنا لا أجد في شخصية سلطان العامة ولا في أسلوب تربيتي وتعاملي معه ما يوحي لي بأنه سيكون (ابن أمه) .. ورغم ذلك أجد أن استنكار سلوكه ذاك يتصاعد شيئاً فشيئاً .. وهذا يدفعني لبعض القلق لأنني لم أشهد تربية ذكور من قبل ولا أعرف بالفعل هل يمكن أن يؤثر أسلوبي على شخصيته في المستقبل بشكل سلبي كما يقولون أم لا؟!! .. وفي نفس الوقت لا أستطيع أن أمنع ابني من عناقي أو تقبيلي!!