كانت تتنظرني صباح كل خميس
موعد اجازتي الأسبوعية من الكلية العسكرية عندما ادخل للبيت اول مايستقبلني رائحة القهوة المميزة .. وعندما اشاهدها بوجهها المشرق بنور الطاعة انسى تعب ومشقة اسبوع كامل .. فأقبل رأسها ويدها .. وأسالها عن احوالها واخبرها عن احوالي .. ثم تأتي بالصينية .. عليها ترمس القهوة .. ونوعين من التمر .. لقد اتفقنا على القهوة واختلفنا على التمر .. فكان التنويع حل وسط بيننا .. اصبح بيننا ميثاق غير مكتوب .. فالقهوة صارت قاسم مشترك بيننا .. فعند السفر تقوم بتجهيز كل المستلزمات .. واولها .. ( قهوتي أنا وابني ) هكذا تقول .. لقد صار لهذه القهوة خصوصية تربطنا .. ولها بروتوكلات خاصة .. فهي التي تمسك بترمس القهوة وتناولني الفنجال من يدها .. لطالما حاولت ان أقوم بذلك نيابة عنها .. ولكنها ترفض وهي تبتسم .. وتقول انا ( راعية طويلة ) وستمل مني .. استمرينا على ميثاقنا .. وعلاقتنا الخاصة المتميزة .. تخرجت وتزوجت وصار عندي أطفال .. ولازلنا على العهد .. ولازال لطعم القهوة من يديها مذاق خاص وطعم فريد .. ذات مساء وكعادتي .. مررت عليها في البيت .. فجأءت تمشي وخلفها الخادمة تحمل صينية القهوة .. فجلست ووضعت الصينية أمامها .. وكالعادة .. أمسكت بالترمس لتصب لي فنجال القهوة .. ولكن يدها المتعبة لم تساعدها .. فنظرت لي بألم وخجل .. وقالت : ( ماعليش ياوليدي يدي ماعاد تساعدني ) .. عندها أندفع الدم إلى وجهي .. وشعرت كأنما لفحتني موجة حارة .. عفوا يااماه لم انتبه .. بدأت مرتبكا .. حتى رن هاتفي الجوال .. فوجدتها فرصة .. قمت مسرعا كأنني اريد الحديث مع المتصل .. ذهبت لغرفة منعزلة .. اغلقت هاتفي .. وانخرطت في موجة بكاء عارمة .. |
مواقع النشر |
![]() |
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
BB code متاحة
الابتسامات متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
|