أهلاً بك..
في أحد الأيام كان هنالك راهبان أحداهما شاب والآخر كبيرٌ في السن من التبت يسيران في الغابة، وحين مرا بنهر يقع بالقرب من طريقهما، لاحت لهما امرأةٌ في الجانب الآخر من النهر، وتحاول أن تقطعه سيراً للوصول إلى الناحية الأخرى، فما لبثت أن وقعت وكادت أن تغرق.
رأى ذين الراهبين ذلك، ولم يهبا لنجدتها، حيث أقسموا قسماً عند نية التبتل والرهبنة يسمى "قسم العفة"، وهو عدم الاقتراب من امرأةٍ أبداً.
استمرا في تجاهل ذلك، ولكن لم يعد يطيق ذلك الراهب الكبير تجاهل الأمر، فهب لمساعدتها، وحملها بين يديه، وأخرجها من النهر إلى الضفة الأخرى، فشكرته، وتركها ليلتحق بصاحبه بشكلٍ طبيعي..
الراهب الشاب كان ينظر لصاحبه باستهجانٍ واستنكار، وطالما يسيرون يتذكر ويتخيل الموقف، وكيف حمل صاحبه المرأة على يديه، فيزداد غيظاً ويتسائل في نفسه..
كيف استطاع فعل ذلك؟ أليس لقسم العفة أية اعتبار لديه؟ لو فعلت أنا ذلك، لربما طردت من المعبد؟ أم لأنه أكبر مني يستطيع فعل ذلك؟ هل للمعبد قوانينه الخاصة؟ واستمر بالتفكير والأسئلة في ذهنه تعلو وتعلو، حتى انفجر في صاحبه وصرخ وقال، كيف استطعت فعل ذلك؟ كيف استطعت حملها بين يديك؟
فوجئ به الراهب الكبير في السن، ونظر إليه بدهشة ثم ابتسم وقال:
ولكني لا أحملها الآن بين يدي، ولكني مازلت أحملها في أفكارك وخيالك..!
لست مريضاً يا أخي، ولكن مازلت تحمل ما عانيت منه في منزلك من جفاف عاطفي..
أولا هنيئا لك بما بين يديك من قلب حنون فى صورة زوجه محبه و عاشقه بل و محتويه لحبك و لك أيضا
ثانيا ... يا أخى لكل منا فى هذه الحياة نقص ... قد يكون نقص نفسى او جسدى .... لا قدر الله ...
فهنيئا لمن وجد كماله بين يدى حبيبه .... فهذا مبتور يد تتزوجه سليمه ... تساعده فى ملابسه و تحن عليه ....
و ها هو من تعرض لأذى نفسى فى صغره يرزقه الله بحب يحتويه يداويه و يحن عليه مما فاته من ذاك الريان ..
و هكذا يا أخى حياتنا نواقص مكمله فى كل شىء
اما ما يدور بخلدك ... من تعثر ... فلا يا سيدى و الله ... تقول انك كنت رجلا عاقلا و متزنا ... و أقول و الله انك مازلت كذلك بفضل الله ... انما هى نفسك قد آساها ما أست من حرمان العواطف ... فبكت لحالها فقط ... بالضبط كما يرجع الإبن المفقود الا حضن ابيه بعد غيبة و لهفه .... ترى هل يعد الأب مراهقا لا و الله إنما هى النفس كما شرحت لك
و انت الرجل المتزن .... يبحث عن العاطفه .... رزقك الله بضالتك .... احمد الله يا أخى .... و احفظ ذلك بنفس رجاحة عقلك التى مازلت عليها ... و إسترجع ثقتك بالله ... و ثقتك بنفسك ... و اضمم زوجتك إلى جناحك .... و صارحها بعبئك النفسى ... فهى و الله بإذن الله نعم الشريك المستشار ... تخرجا معا من كبوتك المؤقته بغير سوء .... ترى في عينيك امتنانا كل يوم لمشاركتك اياها همومك .... و ترى فى عينيها كل كل يوم مزيدا من الحب و الإحترام إن شاء الله