معاناة زوج من سلبية الزوجة وإنعدام ثقتها بنفسها
تدور احداث هذه القصة بين ابن خالتي الذي يعيش في الغربة (استراليا) وبين زوجته ..
تزوجا قبل 3 سنوات خلت ولديهما طفلة جميلة ..ثم غادر بزوجته وطفلتهما الى بلاد الغربة لإستكمال تعليمه العالي ..
مما اعرفه عنه بأنه مثابر وذكي وطموح ونبيل وشديد الثقة بالله ثم بنفسه ..ولانزكي على الله احداً ..
ولا اعلم عن زوجته شيئاً الا ماذكره لي (لعرض مشكلته) عن طريق الماسنجر ونحن نتحدث سوياً ..
هو يشتكي من امور كثيرة جداً يراها بزوجته..وقد الجمني لساني عندما ذكر لي تقصيرها الكبير نحوه ونحو طفلتهما وهما في الغربة ..
يقول :
(بالطبع ..تعتقدون بأني رجل محظوظ ..ااااه يا ابو فراس ..اي حظ هذا الذي تتحدثون عنه ولا ترونه ..!! )
قلت له : (مالذي ينقصك إذن ؟؟ )
قال :
(ينقصني إمرأة ..!!! )
؟؟؟؟؟


تعجبت كثيراً من قوله ولكنه استطرد قائلاً ...اسمع يا ابن الخالة ثم احكم على كما تريد ..
قلت له : هات ماعندك ..
فأنشد ..
( تزوجت زوجتي كما تعلم قبل 3 سنوات بعد ان بحثت عن ذات الدين والخلق ..فقالوا لي (هذه) !! ..فقلت ..توكلنا على الله !!
في البداية نظرت اليها نظرة شرعية خاطفة ..كانت نظرة بريئة محترمة تحمل الكثير من الود لها ولإهلها ..كانت نظرة لمن يريد الزواج ..لا لمن يريد النظر فحسب ..نظرت لها نظرتي الشرعية التي احتسب من ورائها الخير لاغير ..ثم اخبرت أهلي بأنها إذا كانت ذات دين فلا فرق لدي الشكل الخارجي ..لاسيما وان شكلها مقبول الى حد كبير ..
زوجتي ليست جميلة بالقدر الكافي ..ولكني لم ولا اكترث بهذا ..فأنا لا اعير للجمال اهتماماً كبيراً ..و أنت تدري يا ابن الخالة بأن عيني يملؤها التراب سريعاً ..كانت زوجتي ولازالت سمراء اللون ..وكان ولازال هذا الامر يزعجها جداً لدرجة العقدة النفسية ..وكان ولا زال هذا الامر لايعني لي شيئاً هاماً
بل إن والدها سألني قبل النظرة الشرعية لها قائلاً (إن ابنتي سمراء ) ..تعجبت من قوله بعد إن رأيتها ..فهي جميلة بنظري ولم تكن بالسمار التي تحدث عنها ..بل إن لونها برونزي وعادي جداً وليس به عيب يذكر ..ولكن ..استنتجت من حديث والدها بأنهم قد تسببوا لها بعقدة ما ..وكان ذلك المسمار الاول الذي ثبت في نعش ثقتها بنفسها منذ طفولتها ..
انفها يا اخي عادي جداً وليش ببشع ..ولكنها ترى بأنه من الافضل بأن تقوم بعملية تجميل مثل تلك التي قامت به صديقتها المعترضة على خلقة الله ..بالطبع انا رفضت ان تخوض زوجتي ميدان سباق المغيرين لخلق الله ..وما اكثر المتخلفين عقلياً في زماننا هذا ..ولكن زوجتي لم تقتنع ..وكل يغني على ليلاه ..
سألته ..إذن المشكلة تكمن في إنعدام ثقتها بنفسها ؟؟
فقال : ليس هذا فحسب !!!
بل إن هذه المشكلة امتدت بجذورها لتطول اموراً اخرى لم تكن بحساباتي ..
قلت له : مثل ماذا ؟؟
قال : انت تعلم بأن الإنسان إذا ما اصبح غير واثقاً من نفسه ..فإن إنعكاسات هذا الامر تشمل اغلب الامور التي يتعامل بها ..على سبيل المثال : ( الطبخ ) ..فإن طريقة إعدادها للوجبات تكون أشبه بحرب عصابات .. فما ان تقوم بإعداد الوجبة حتى تختفي خلف صمتها وترقبها وخوفها من النتيجة.. وحتى بالرغم من تشجيعي المستمر لها (مع رداءة الطعام) إلا انها لاتقبل الا بالرضى والقبول والإستحسان الدائم ..
أخبرته بأن هذا الامر عادي ..وربما يحدث للكثير من الزوجات اللاتي يردن الظفر بمحبة ازواجهن ..
فقال لي :
ولكن ليس على الدوام ..فطريقة تقديمها للطعام + نظراتها + تحفزها لمعرفة النتيجة وترقبها لما هو أسوأ ..كل ذلك يجعلني احيا في جو من التردد والقلق في اخبارها برداءة الطعام من عدمه ..فإذا شجعتها على صنعها لطعام رديء سيكون ذلك بمثابة الحكم بالمؤبد على هذا الصنف من الطعام بالرداءة المزمنة ..وإذا اخبرتها بأن الطعام ينقصه كذا وكذا تأخذ هذه الملاحظات بشكل سلبي جداً ينعكس على علاقتنا الزوجية فيما بعد ..
سألته : هل توبخها على طريقة إعدادها للطعام؟؟
قال: وهل انا مغفل الى هذا الحد ؟؟
(وبصراحة ..فإن إبن خالتي هذا رجل لديه تجربة سابقة بالزواج ..وهو بنظري ونظر الآخرين حكيماً نوعاً ما ولديه الكثير من المواقف الايجابية مع افراد عائلته بحل مشكلاتهم ..فهم يلجئون اليه بعد الله سبحانه وتعالى لحل مشكلاتهم المختلفة لما يرونه من سلامة منطقه ورجاحة عقله)
قال لي مستطرداً :
ليس الطعام بمشكلة ..فلقد تعودت ان التهمه التهاماً بغض النظر عن جودته ونوعيته وسلامته الصحية !!!
ولكن اصل المشكلة تكمن في هذه النفسية التي تتعامل بها زوجتي مع الامور ..ولن اخفيك سراً بأن ثقتها المهزوزة بنفسها قد تفاقمت مؤخراً الى حد كبير ..ولا ادري مالسبب ..
قلت له : من الغريب أنك لاتدري مالسبب ..فأنت من نعول عليه كثيراً في حل مشكلاتنا عندما كنت بالوطن ..وحتى وانت بالغربة !!!
قال لي : لي تحليل قد يبدوا منطقياً بعض الشيء ..ربما لأن نجاحي ولله الحمد في تحصيلي العلمي اصبح يمثل لها مسئولية ثقيلة مستقبلاً ..ربما رأت بأن حصولي على الماستر ثم الدكتوراة سيعمق الفارق الفكري والعلمي بيننا ..علماً بأن شهادتها جامعية (بكالوريوس) وهي من عائلة متعلمة ..
سألته : لماذا لاتساعدها بإستكمال تعليمها معك بالغربة ؟؟
قال لي : تخيل بأنها لاتريد ذلك ..تقول بأنها (لا) تستطيع ان تتقن اللغة و (لا) تستطيع مجاراة جامعاتهم ومقرراتهم التعليمية (ولا) تستطيع ان توفق بين ذلك وبين مسئولياتها الاخرى نحوي ونحو ابنتي ..
قلت له : من قال لا استطيع فقد صدق يا ابن الخالة ..فهي اعلم بنفسها ..إذن دعها تقوم على شئونك وامور ابنتها وتفرغ انت لتحصيلك العلمي ..
قال : ولكن ماذا عن الامور الاخرى ؟؟
قلت له : مثل ماذا ؟؟
قال : اكره ان اقول هذا ..ولكني اعاني من فقد الحوار الناضج والمريح بيني وبينها ..تتلقى حواري معها بأذان صاغية ..وقلب اجوف !! ..ثم بإبتسامة بلهاء تدل على التشويش العقلي الذي يحيط بها ..
قلت له : ربما يكون السبب في هذا انت ثم ترمي زوجتك بهذا الإتهام والتقصير في الفهم ..اعتقد بأنك تتعالى في حوارك معها وترى بأنك الناضج فكرياً ..وقد ينعكس هذا على حالتها المعنوية فتتفشل هي بالحوار معك ..؟؟
قال لي : وهل كل الحوارات الزوجية بحاجة الى ماذكرته من نضج ورقي فكري ؟؟ ..بل إن هناك من الحوارات التافهة جداً والروتينية بين الازواج مثل ( ماهي خططنا اليوم - ماذا اعددت لنا على الغداء - مارأيك بهذا ..وبذاك ؟؟ - ....الخ
صدقني يا ابن الخالة ..ليس من المصلحة في شيء بأن اتعالى بالحوار عليها ..فهذا اولاً ليس من شيمي ..ولا يحقق لي اي نفع.. فأنا لست نرجسي الطبع ...ولكني ارى بأن طريقتها في الحوار معي ومع غيري تتخذ نفس النهج من البلادة ..فهي من النساء اللاتي لايحببن التعددية في التفكير ولا الوصول الى نتيجة لحل مشكلة ما ..
فقلت له : ولكن ماهو الحال إذا كانت هناك مشكلة ..كيف تكون ردة فعلها نحوها ؟؟..
قال : (بالإكتئاب) ...فهي لاتحب المشاكل ابداً ولاتحب ان تكون طرفاً بها ولو من بعيد ..
قلت له : ولكن الحياة مليئة بالمشاكل ..فكيف لاتتقبل هي هذا الامر ؟؟ ..اعتقد بأنك تبالغ قليلاً ..
قال لي : ابداً ..ولكن للطريقة التي عاشت بها في منزل اهلها دور كبير في صقل هذه الشخصية ..فهناك الاب الذي يصرخ وينهي بداعي وبدون داعي ..وهناك الام التي تسب وتشتم بناتها معتقدة بأنها تحميهم من الخطأ ..وهناك معلماتها بالمدرسة اللاتي يوبخنها بشدة لمجرد عدم إعدادها للواجب الدراسي ...
قلت له : وهناك انت ايضاً ..يامن تقوم بإرسال رسائل مباشرة وغير مباشرة لعقلها المليء بالتوبيخ ..
قال لي : ولكني تزوجتها هكذا و تقبلتها كما هي ولم احاول ان ازيد من جروحها ومعاناتها ..فأنا اعلم تماماً مااتحدث عنه وما تقوم به زوجتي ..فكيف بالله عليك (اخبرني) ..كيف اقوم بما يفسد علي حياتي وهنائي معها ثم اشكوها في اخر المطاف الى الغير ؟؟
قلت : ربما !! ...أكمل حديثك ..فأنا (تقريباً) قد زالت حيرتي وعجبي من الفتيات اللاتي يزخر بهن مجتمعنا وهن بهذه الصفة السلبية ..(عدم القدرة على الثقة بالنفس) ..
قال لي : غداً بإذن الله تعالى أكمل
ملاحظة :
(إستئذنت قريبي هذا في عرض مشكلته مع زوجته في هذا المنتدى فوافق على هذا مع الاحتفاظ بالخصوصية وعدم التوغل في التفاصيل الشخصية إحتراماً لحياته الزوجية ..فأتفقنا بأن يزودني بأخباره لكي نتابع ونتابع ثم نتحاور بهدوء للبحث عن العلاج)
وللحديث بقية بإذن الله تعالى
__________________
الفضاوة إما تصنع مبدع أو

مريض