السلام عليكم ورحمة الله
اخوتي لا أعرف من أين أبدأ بكلامي ، سأحاول أن أجد بداية أبدأ منها كي لا أطيل عليكم .
أنا من مدة طويلة نوعا ما تقدم أحد أقاربي لخطبتي وتتوفر فيه الشروط الممتازة التي طالما تمنيت أن تكون في شريك حياتي ، ولكن المشكلة أنني منذ صغري وأنا لا أحب أبدا فكرةزواج الأقارب خصوصا أن لدينا بعض معارفنا لديهم أطفال بإعاقات مختلفة بسبب زواج الأقارب ، لذا منذ صغري كانت أمي توصينا بعدم الزواج من الأقارب سواء كانوا بني أخوالنا أو أعمامنا حتى رسخت الفكرة في عقولنا وكبرت معنا ، فكنت دائما ما أنظر إلى الشباب من أقاربنا نظرة أخوية وشعوري تجاههم شعور أخوي تماما ، حتى جاء قريبنا هذا لخطبتي وهو يعتبر فرصة مميزة خصوصا وانه لديه صفات رائعة من ناحية الطباع والأخلاق والمعاملة وبر الوالدين والكثير الكثير من المزايا الرائعة التي تعجبني جدا فيه ،ولكنني رغم ذلك رفضت بشدة في البداية لأنني يصعب علي جدا أن أتزوج من إنسان اشعر أنه كأحد إخوتي ، إضافة إلى عدم قبولي النفسي للفكرة بتاتا رغم محاولاتي الشديدة مع نفسي لإقناعها بالفكرة ، ولكن مع إقناع أمي لي وصديقاتي بأنه لا يجب علي أن أضيع من نفسي فرصة زواج ممتازة كهذه الفرصة خصوصا مع اقترابي من سن الثلاثين وإلحاح الكثيرين علي بأن أوافق لأن الشخص على دين وخلق ،فوافقت بعد إلحاح الكثيرين وخصوصا أمي وأبي الذين كانوا كثيرا ما يحزنان حينما أبدي رفضي للموضوع ، وبعد موافقتي قاموا بإشهار الموضوع بين الأهل والأصدقاء بعد إقامة مناسبة خطوبة رسمية ، ولكنني بعد فترة ندمت على قراري وأخبرت أمي وأبي بتراجعي عن الموافقة فغضبا كثيرا حتى أمي التي كانت ترفض فكرة زواج الأقارب شجعت هذا الموضوع كثيرا بسبب المواصفات المميزة المتوفرة في الخاطب وغضبت حينما اخبرتها بتراجعي عن الموافقة لدرجة انها بكت ، فعدت إلى الموافقة رغما عن إرادتي .
لا أعرف ما الذي أفعله الآن ، كثيرا ما أبكي لأنني لازلت أكره فكرة زواج الأقارب جداااا، ولا أستطيع تخيلها وانزعج كلما تذكرت الموضوع فكيف سأتزوج شخصا أنزعج بمجرد تذكر أنني خطيبته ؟ لا أعرف ماذا أفعل ، الفكرة لم أستطع تقبلها رغم كل المحاولات ، وأحيانا أشعر حتى بحزن وضيق وأبكي لفترات طويلة ولا أستطع النوم أحيانا بسبب التفكير في هذه القصة ، صليت استخارة أكثر من مرة ولا زال شعوري كما هو ، لازلت رافضة للفكرة .
سؤالي هو : ما الذي أفعله في مثل هذه الحال وخصوصا أنه متعلق بي ولم أستطع أبدا أن أجرحه بأن أقول له أنني لا أريد الزواج منه ، ووضعت له شروطا مزعجة وحاولت أن أبحث عن أسوأ العيوب التي في نفسي وقلتها له ولو قلتها لشخص غيره لذهب مباشرة ، ولكنه تقبلها بكل رحابة صدر ويريدني حتى بكل عيوبي ، لم أعرف ماذا أفعل لو قررت قرارا صارما بإنهاء الموضوع سيكون جرحا كبيرا له ولأهله ولأبي ولأمي ومن الممكن أن لا ينسوه لي مدى الحياة . فكيف أفعل خصوصا أنهم يريدون الفرح بعد أشهر قليلة ويريدون عقد القران بعد أقل من شهر ، أنا في حالة حزن في هذه الأيام والفكرة السائدة في رأسي طوال هذه الفترة هي : ( كيف أنهي هذا الموضوع بدون أن أجرح أحد ؟ ) فماذا أفعل ؟ صديقاتي وأهلي يقولون لي لو اتخذتي هذا القرار فستكونين الخاسر الوحيد في الموضوع وستندمين حتما لقرارك ولن يتقدم لك لك أحد غيره بمثل هذه المواصفات وربما حتى تعنسين لأنك على ابواب الثلاثين !! فكيف اتصرف أحيانا أعجز حتى عن التفكير من كثر مللي من هذه القصة . وهل أتجوز شخصا لا أحب حتى أن أفكر فيه لكي ارضي اهلي وارضيه هو واهله ؟ وهل يجوز شرعا أن لا أطيع والدي بأمر تزويجي بشخص ليس لدي قبول نفسي حتى بمجرد التفكير بالزواج منه؟!
وكيف أتصرف ؟
رجاء ساعدوني بالإجابة بسرعة لأن الموضوع مرتبط بزمن محدد وأنا تعبت وكرهت الفكير فيه ، الفكرة المسيطرة علي ( وهي إنهاء الموضوع مهما كانت النتيجة ) لم أتجرأ بعد على تطبيقها خصوصا أنني لا أريد غضب الوالدين ولا جرح أحد يحبني ومستعد أن يتحملني بكل عيوبي ومعجب بي رغم أنني لست جميلة .
في انتظار ردكم اخوتي ، ويهمني جدا حتى رأي الشرع في هذا الأمر ، ولا تنسوني من صالح الدعاء .