بداية العام " سنصافح بيمنانا عاماً قادماً وسنودع بالأخرى عاماً فائتاً "
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ها هو عام بأكلمه قد مضى من حياتنا , وها نحن اليوم وبعد أيام قليلة
سنصافح بيمنانا عاماً قادماً وسنودع بالأخرى عاماً فائتاً.
هذه هي أعمارنا نودع يوماً ونستقبل آخر , ثم نودع كما ودعنا الذي قبله وهكذا حتى تنفذ أيامنا .
ساقني الى هذا أنني نظرت اليوم الى التقويم واذا به
الخامس من شهر 12 لعام 2007 اليوم لقد تفاجئت كثيراً عندما رأيت الناريخ , إنه يمر ونحن عنه غافلون
هو لا يأبه لنا ولا ينتظر منا رداً او إذناً , ولكنه يمر على عجل.
يالله إنها تمر سريعا جداً, فوق ما يتصور الانسان الغافل الذي يعيش يومه فقط دون أن ينظر الى عاقبة غداً
والمرء يفرح بالأيام يقطعها ............ وكل يوم يدنينا من الاجلِ
كل واحد منا يفرح لإنقضاء الأيام سراعاً , فهذا الطالب يفرح لإنقضاء العام الدراسي الذي أثقل كاهله وأوهن عزيمته
فهو فرح جداً لإنقضاء هذا العام الطويل والمدرس مثله.
والموظف فرح بإنقضاء الشهر لإستلام راتبه الذي طالما انتظره بفارغ الصبر وفرح بإنتهاء العام للحصول على علاوة
أو مكافأة تقديرية أو ترقية وظيفته .
هذا هو حال الجميع منا, لا أقول لا ينتظر أحد منا نهاية الشهر حتى يستلم راتبه , ولكن مع هذا لا تنسى أيامك التي
تحصى عليك وتعد , فكل يوم تقضيه هو يوم ينقص من عمرك وقد قال الحسن البصري رحمه الله
" با ابن آدم إنما أنت أيام مجموعة فأذا ذهب يومك ذهب بعضك "
إي أنما عمرك كله هو الأيام والساعات والدقائق التي تمضيها , فأذا ذهب يوم من حياتك فقد قربت يوماً من أجلك
والائق بالمسلم أن يكون كما قال أبن عمر رضي الله عنهما
" اعمل لآخرتك كأنك تموت غداً , واعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً "
وقد قال الله تعالى " ولا تنسى نصيبك من الدنيا "
وقد أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن عمر الصحابي الجليل فقال له
" كن في الدينا كأنك غريب او عابر سبيل "
ولكن من منا يفهم هذا الكلام ويجعل الآخرة نصب عينيه
لقد قضى السابقون قبلنا أيامهم ومرت عليهم كما ستمر علينا , وخرجوا من دنياهم كما سنخرج نحن منها
فهاهم تحت التراب مجندلون وبأعمالهم محاسبون , وليوم البعثِ منتظرون , هم قد فرحوا بدنياهم كما نفرح نحن بها
وأكثر , وعاشوا أيامهم كما عاشها من قبلهم , فهذه هي سنة الحياة وفي أهلها .
تأتي الأجيال والأجيال وتنقضي بهم الأعمار , وكل جيل في خضم غمرته ولهوه يظن أنه هو المقصود بهذه الحياة
وأنه وحده المستخلف فيها , ونسي من قبله من القرون ولم يتذكر ذلك الناموس الالهي على الكون بتجدد الاجيال
ومحاسبة كل نفس بما عملت , وأنه وراء هذه الأيام أيام لا تنتهي وحياة لا تفنى .
ها هو العام الجديد يطل علينا إطلالة جديدةفيها من الفرح والحزن تعبيران مختلفان يناقض بعضها بعض
فنظرة الفرح ما هي إلا تفاؤل منه بنا كي نستغل أيامه وساعاته في طاعة ويفاخر بنا نحن المسلمين أن نملأ صفحاته
بما يرضي الله عز وجل وبما يكون شاهداً علينا يوم القيامة
دمتم في طاعة الله
اختكم / الهدى