اخوتي واخواتي...
هل لاحظتم يوما اثناء مروركم بجانب بيت يبنى طريقة البناء؟
هل تنبهتم الى تلك الخرسانات والأساسات القوية التي يتم وضعها؟
لماذا؟؟؟ سؤال سهل الاجابة طبعا... حتى لا ينهار ذلك المنزل عندما يتعرض للعامل المناخية والبيئية المختلفة...
لكن هل فكرنا ان ننقل هذه التجربة الصورية الى شكل حسي في البيت الزوجي عند تأسيسه؟
الزواج ايضا بيت يبنى من الصفر.. مثله مثل ذلك المبنى الذي يتم تشييده من التراب الى ان يصبح عمارة شاهقة او قصرا ضخما...
وكما ان المنزل لن يصمد امام الهزات العارضة له لاحقا لولا ان وضعنا قواعد راسخة تحمي المبنى من الانهيار..
كذلك الزواج له اسس ضرورية وقواعد متينة ان لم يحرص كلا الطرفين على تواجدها واستمراريتها من بداية التأسيس للحياة المشتركة فصمود ذلك الزواج امام الأعاصير الحياتية والهزات شبه مستحيل.. وللاستمتاع بزواج ناجح تدوم متعته وتتنامى مع السنوات لا بد أن نحرص على بناء أساس متين يتحمل إضافات البناء لاحقا، ويقف أمام العواصف والأمطار والمتغيرات بكل ثبات ومرونة....
لا توجد قائمة محددة لتلك الأسس.. وهي مذكورة ضمنا في المصادر الشرعية السخية
وحتى في الاعراف الاجتماعية.. لكني احببت هنا ان نفتح دفترا ندون به ما يخطر ببالنا جميعا من مفاهيمنا وتجاربنا الشخصية...
من تلك الأسس التي لا غنى عنها لأي بيت ناجح... سأذكر ما خرجت به من تجربتي الزوجية "العاصفة"...
اذ اني لا اكتب هذه النصائح لأني كنت ناجحة وسعيدة منذ بداية الزواج.. بل العكس صحيح..
ومحركي للكتابة هنا هو الاخفاق والفشل الذي اتمنى ان احوله الى نجاح باذن الله...
وسأترك المجال للجميع كي تكملوا معي.. واود ان استفيد منكم ايضا.. فأنا بأمس الحاجة الى اضافاتكم..
لنبدأ في تعداد الأسس والقواعد الهامة التي لا غنى عنها لبناء حياةزوجية مستقرة:
احدى اهم القواعد هي صلة كل من الطرفين بربه.. ولا ينبغي الاستهانة بهذه النقطة ابدا ظنا أنه يكفي منا حسن النية في ذلك والالتزام الخارجي بل أعني تعميق الجانب الروحاني في حياتنا الزوجية.. فتأليف القلوب بيد الله وحده (وألف بين قلوبهم لو انفقت مافي الارض جميعا ماألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم ) وكل ما عدا ذلك مجرد اسباب نأخذ بها... فالصدقة والدعاء لهما مفعول سحري في أحلك الظروف ومن تجارب شخصية و لا ننسى الاستغفار يفتح ابواب السعادة و قراءة القران و المعوذات باستمرار...
التسامح ... من الجميل جدا ان يكون القلبان متسامحين مع بعضما البعض.. ولو ان احد الطرفين في كل موقف اختلاف يتسامح لما نشات أي صراعات ولا تضخمت المشاكل.. غير أنه ينبغي التنبيه على نقطة مهمة قد تغيب عن اذهان المقبلين على الزواج.. بحكم التفاؤل والصورة الوردية المشرقة التي تغلب على الذهن.. الا وهي من الخطأ ان يكون احد الطرفين فقط متسامحا.. واذا كان احد الزوجين قلبه اكبر من الاخر فعلى الأقل يجب ان يحظى تسامحه بالتقدير الواضح من الطرف المقابل... ان تسامح طرف باستمرار واستغلال الطرف الثاني لطيبة الأول يجعل الحياة مثل البركان الخامد... فقلوب البشر ليست ملائكية وطاقة صبرها محدودة ما لم تحظى بما يشجعها على العطاء من الطرف المقابل... سواء عن طريق تبادل التضحيات والتنازلات.. او على الأقل اشعار الطرف المضحي بالتقدير على تنازلاته.. وايضا همسة في اذن كل فتاة على الأخص... بحكم اندفاعها العاطفي... اقول لا تضحي بشيء الا لمن يستحق ولحياة تستحق... اذ لا يوجد معيار واحد لحدود التضحيات.. وكل حياة زوجية ظروفها مختلفة.. لكن ان كنا نود رسم خطوط عريضة لحدود التضحيات فسنقول.. تأني ولا تسارعي بالتضحيات الغير محدودة لشخص فقط لأنه اصبح زوجك.. واعلمي ان نفوس الرجال مختلفة... فمنهم من يقدر تنازلات المرأة ومنهم العكس من يسترخص المرأة التي تضحي كثيرا..ويرغب في المرأة القوية التي لا تتنازل عن حقوقها بسهولة... وايضا اذا كنت ستضحين بشيء تذكري قبل تنازلك عنه ان هذه التضحية ستكون في الغالب مدى الحياة... لذا تمهلي وتريثي قبل التفريط بحقوقك الشخصية التي بمجرد ان تتنازلي عنها ستتحول الى شيء خارق فيما بعد يكاد الحصول عليه ان يصبح معجزات!
تطوير مهارات الاتصال فمن لا يملك منا تلك المهارات عليه أن يتعلمها ومن كانت لديه فعليه بتطويرها باستمرار ولا يكتفي.. ونعني المهارات الارسالية – التعبير عما بداخلك بحرية انفعالية وبشكل واضح ولائق مع احترام مشاعر الطرف الاخر- والاستقبالية – حسن الاصغاء واحترام اختلاف وجهات النظر- سواء اللفظية او الغير لفظية مثل لغة الجسد.. واعتقد ان معظم الخلافات الزوجية منبعها عدم التواصل بشكل جيد مما يؤدي لفشل الحوار بين الطرفين.. قد تتعدد الأسباب... انشغال احد الطرفين وعدم وجود مساحة وقتية كافية... عدم مهارة الزوجين في التواصل الكلامي... الخجل... الخوف... صعوبة شخصية أحدهما مما يجعل الطرف الثاني يتردد قبل البوح له بمافي خاطره... عدم اختيار الوقت والظروف المناسبة... الضغوط الاجتماعية والنفسية الخارجية ... وغيرها من الأسباب لكن في النهاية المحصلة نفسها وهي فشل الحوار الزوجي آلية التفاهم بين الطرفين... ايضا من الاسباب جهل كل من الطرفين نفسية وطريقة التعامل مع الجنس الآخر .. وهنا انصح كل رجل اذا اراد شيئا من زوجته فليلجأ لمخاطبة قلبها لا عقلها.. المرأة غالبا تتقن لغة العواطف اكثربكثير من لغة العقل مهما بلغ تعليمها وثقافتها.. ويخطئ الرجل كثيرا عندما يستخدم اسلوب الشدة والنهر والأمر معها.. ربما ينفذ كلامه عليها بهذه الطريقة.. لكنه يكسر قلبها...وما أصعب اصلاح قلب الأنثى المكسور! والقلب المكسور كيف سيعطي؟ المرأة ليست صعبة كما يتخيل بعض الرجال بل العكس بسرعة تزعل لكن رضاها أسهل مثل الطفل أما كسر قلبها وباستمرار فيقتلها من الداخل... واذا احتدم الخلاف لو أن الرجل بدلا من ان يجبرها على شيء ويكسرخاطرها او يشعرها بالاذلال.... فليخاطب الرجل انوثتها لا عقلها و ليتودد اليها بأجمل العبارات ووصفها بأرق الورود والزهرات وليبحر في جمالها ودلالها ويحلق بشعورها بأنوثتها في السماء وفوق السحاب فإنها عند ذلك تذوب وتحقق مايريده منها وستتنازل له عن كل شيء وتتأسف من رفضها بل ستفعل أي شيء يطلبه.. همسة في اذن ادم: حواء – كل حواء – تعشق جمالها وانوثتها.. وهذا مفتاح كل النساء تقريبا... وهي بلا شك ستعشق الرجل الذي يتعبد في جمالها وانوثتها... للاسف هذا المفتاح يجيد استغلاله طالبو الحرام.. اما بين الزوجين فقلما يستخدم... والقبلة عربون المحبة.. وهي كافية لمنع الطلاق.. وكذلك المرأة ان ارادت شيئا من الزوج فالافضل ان تستخدم اسلحة حواء ورقتها وحنانها وتغنجها ودلالها وتبتعد عن الجدل والتقاشات المنطقية والعقلية وتستعيض عنها بسكب عطر انوثتها الا لو مس الامر خطوط حمراء.. اذن لا بد وان يتعلم الزوجان فن الحوار والتفاهم حتى يحصلا على طريقه انسجاميه سليمة تفادياً لتفاقم المشاكل.
يتبع
منقول