صحتك في المشي .....كيف؟
د. صالح بن سعد الأنصاري
استشاري طب الأسرة والمجتمع
ومدير عام الصحة المدرسية بوزارة التربية والتعليم
وأمين عام كرسي اليونسكو للتربية الصحية
وتدريب المعلمين
--------------------------------------------
صحتك في المشي كيف؟
صحتك في المشي,
المشي لماذا؟
لم يكن الإنسان على مدى تاريخ البشرية أكثر خمولاً وأقل حركة مما أصبح عليه في السنوات الخمسين الأخيرة.
إذ تزامن ضعف النشاط البدني مع تطور وسائل التقنية والرفاهية التي نعمت بها الإنسانية وبالذات في مجال الاتصالات والمواصلات. ومع ما ساهم به التقدم السريع للمجتمعات الحديثة من إيجابيات, إلا أن هذه الرفاهية والراحة والخمول المفرط.
أدت إلى ظهور وانتشار الأمراض التي نطلق عليها " أمراض العصر " أو " أمراض النمط المعيشي" كالسمنة والداء السكري وأمراض الشرايين (جلطة القلب والدماغ ) وارتفاع ضغط الدم وهشاشة العظام, والسرطانات وغيرها. وهذه المشكلات تزداد انتشاراً بطريقة تدعو إلى القلق, ليس فقط لأنها تصيب نسبة عالية من الناس, بل لأنها أيضاً بدأت تظهر في أعمار مبكرة من المفترض أن تكون هي السن الأكثر إنتاجية في عمر الإنسان.
لقد أصبحت قلة النشاط البدني مشكلة تتسارع في الانتشار, وخصوصاً في المجتمعات التي تقدمت سريعاً, حيث أصبح الإنسان معتمداً على الآلة, ونقص اعتماده على نشاطه البدني. وبذلك فقد الإنسان إحدى أهم وظائفه ككائن ينتقل بجهده من مكان إلى آخر.
يمكن إعادة النظر إلى الصحة على مستوى الفرد على أنها مخزون يمكن أن يضيف إليه الإنسان ويسحب منه. فإذا ما اعتاد الإنسان على إرهاق جسمه بالمأكولات الذهنية والسكرية, واعتاد على توقيت ونوعية سيئة من النوم فإنه بذلك يكون قد سحب من رصيد صحته. بالمقابل إذا ما تناول طعاماً متوازياً, وحصل على قسط كاف من الراحة والنوم الجيد فإنه بذلك يكون قد زاد من رصيده الصحي. وإذا أراد الإنسان رفع رصيده من الصحة فإن ذلك لا يكتمل إلا بممارسة أحد أهم معززات الصحة, ألا وهو ممارسة النشاط البدني, وذلك لما فيه من مميزات وفوائد.
والغالبية من الناس ورغم معرفتهم بفوائد النشاط البدني لازالوا بعيدين عن المشي ممارسة وثقافة, فثقافة المشي والنشاط البدني ضعيفة في مجتمعاتنا. ونحن بحاجة إلى نشر هذه الثقافة وتعزيز ممارستها عملياً.