بســم الله الرحمــــن الرحيـــــــــــم
أهلي يريـدون منـي أن أتـزوج على زوجتـي ..
إنهم يحـاولون دائمـا ومـنـذ فترة ليس بقصيـرة أن أتزوج على حبيبتي ..
كيف أتزوج على المرأة التي أفـنـت ربيـع شبابها في خدمتـي وأضاعـت سنيـن مـن عمرها على راحتي وصنعت من مـاء قلبهــا قصـر سعادتي ..
كيف أتـزوج على المـرأة التي أحبـتـني أكثر من حـبها لذاتهـا وتوجتـني ملكـًا على ملـكـوت قلبهــا..
ولماذا يريدون أن أتـزوج عليها ... لسبـب أخجـل مـن ذكـره ويخـجـل هـو أن أنطـق إسمـه ..
يقولـون .. لقـد فـارقت زوجتـك الحياة في حادث قبل عاميـن وأصبـح جسـدها أثـرًا بعــد عيــن ..
ويـقولون.. كيــف تعيش بلا زوجـة تكـون لفرجـك حصـن متيـن وتكـون لـك في الحياة خيــر معيــن ..
فـقلـت لهم .. إن كان جسدهـا من فـجاعـة الحـادث أزهـق و تمـزق ... فروح حبها في قلـبي تحيـا وتــرزق .
وقلـت لهم ..ألـم تعلمـوا أنـه لـم ولـن تـقـوى نفسـي على مفارقــة ذكراها أبـد الزمــان .. فهـل يـقوى اللحمُ على مفارقةِ العظام .. ويُــزالُ جبـلٌ مـن حبهـا مُـقــام .
ألم تعلموا بأن عينـي مـا زالـت لا تطيـق أي يوم منـام دون أن تلقي بوجه روحها السلام .
هي معي كمـا كانت دائما .. لكـن .. يراها قلبي ولا تراها عيني .. أراهـا بجواري على سرير غرفتي .. أضــع رأسي على مخدتها كما كنت أضعه على حجـرهـا لتسمـح مني دمعي وتفـرج عني همـي .
في كل ركـن من البيت لي معها ذكرى .. هنا لعبـت .. وهنا ضحكت .. هنا بكـت .. وهناك تخاصمنـا وبذاك المكان تراضينـا .
كيف أخونهـا مع غيرهـا وعلى نفـس سـريرهـا وقلبي معلـق بها وليس لغيرها نصيـب فيه .
ليس لغيرها نصيـب فيـه ......
ليس لغيرها نصيـب فيـه ......
**********
**********
حــــدود الوفــاء : قـد يكـون المشهـد السابق حالة مثاليـة لوفـاء رجـل فقـد زوجته بالوفـاة في حادث وأصبح يعيش على ذكراها السنين الباقيــة من عمـره .
لكن هـل هذه هي الصورة المثالية فعلا للوفـاء أي الفصل بين احتياجات الجسـد والحياة واحتياجات القلب المبتلى بفقدان الحبيبـة .
وإذا عدنا للوراء سأذكر موقفـًا شبيهـًا عند السلف الصالح .
ذكر في الأثر عن السلف الصالح أن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه بعـد أن دفـن زوجته وعاد الى مدينـته طلب من أحد الأصحاب أن يبحث له عن زوجه ليتزوجها في نفس الليلـة لأنه سمع فيما معناه عن النبي عليه الصلاة والسلام أن شـر الناس العزاب فخـاف أن ينام ليلـته وهـو عازب .
إذن ..هـل الوفاء أن يظل الرجل على ذكرى زوجته الفقيدة دون يشبع حاجته للمرأة جســديًا ووجدانيـًا .
ونفس السؤال يوجـه للمرأة التي فقـدت زوجها .
قـد يقول البعض أن المرأة أكثر وفاءًا بحكم طبيعة تكوينها العاطفي والجسـدي لكن المرأة أيضا قـد تكون بحاجة ماسة لزوج بعد وفاة زوجها خاصة لو كانت بسـن صغير ولها رغبات جسدية ونفسية قوية .
ما هـي حــدود الوفــاء بالنسبــة إليكم ؟ .. هـل لــه حــدود ؟