قِــصّـــةُ ظَــمـــأْ - الصفحة 5 - منتدى عالم الأسرة والمجتمع
logo

الملاحظات

المتزوجين مواضيع تهم المتزوجين من الرجال والنساء.

 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 28-05-2007, 05:11 PM
  #1
ولـيـد
قلم مبدع
تاريخ التسجيل: Apr 2007
المشاركات: 309
ولـيـد غير متصل  
قِــصّـــةُ ظَــمـــأْ



بيتان غرقا في نعمة الله [blink]و ما رعياها حق رعايتها [/blink]، ابن البيت الأول تزوج بابنة البيت الآخر ،

الزوج ابن عمها وهي ابنة عمه ، وأسوار بيوت الأهل و بيت الزوجية قريبة متقابلة ،

كلهم في حي واحد.


أتخيل سارة بعد أسابيع من الأيام الحلوة مع زوجها تقول : أي سعادة أنا فيها ،

لك الحمد يا رب لك الحمد ، زوج خلوق و بيت فسيح و خدم و حشم ، لك الحمد يا رب.


هاهي سارة آتية تلبس فستانا فيه من كل الألوان، زينها فوق زينتها التي

خلقها الله فيها، مبتسمة، فزاد جمالها سحرا، وخطواتها إلي أمها و أم حبيبها

تقترب حاملة معها صحنا فيه القهوة و بعض المكسرات.

أمها قالت : الله يزيدكم هنا يا بنتي .

ردت سارة : شكرا لك يا خالتي أم خالد، ربيت أحلى و أطيب و لد في الدنيا .

أم خالد : الله لا يغير عليكم يا بنتي و يصلحكم .



سارة بعد 15 سنة من الزواج .


خارجة من بيت أهلها إلى عملها فهي معلمة، و سائق المعلمات ينتظر عند الباب ،

كانت نافذة السيارة الجانبية في السيارة مفتوحة ، يوم أن ظهرت سارة من بيتها

و ركبت السيارة، سمع الآخرون من زميلاتها طفلا ينادي و يقول : [blink]يمه ، يمه ، يمه .[/blink]

حتى أغلقت سارة الباب و مضى السائق بهن جميعا إلى المدرسة .


زميلة سارة سألتها عن الصوت المنادي ، قالت لها : يا سارة

ليست أول مرة أسمع طفلا يقول [blink] (يمه يمه يمه )[/blink]

كلما أتينا نأخذك من البيت ، صوت من ذاك ؟

أشغلت سارة نفسها عن سؤال زميلتها و أدارت إليها ظهرها

كي لا تقع عينيها الملآ بالموع في عينيها .

ألحت هند في السؤال واقتربت من سارة و نظرت في عينيها و سألتها مرة أخرى بصوت

خافت و هي تمسك بيدها ساعد سارة : من الذي كان يناديك كل صباح ؟


فقالت لها : أولئك هم أبنائي، من نوافذ غرفهم في بيت أبيهم

ينادونني كلما رأوني خارجة من عند أهلي يريدونني أن أرد عليهم و لا أقدر ،

لي أسبوعين ما رأيتهم يا هند و أخذت تجهش بالبكاء ، وأردفت

قائلة بصوت مخنوق : حتى ابني صالح لم يكمل 7 أشهر معهم أيضا .

احتضنتها هند و هي تبكي بكاءا شديدا و هدأت من روعها.


لكن يا سارة لم هم هناك ؟ و لم لا يمكن أن تريهم ؟

أنا ممنوعة من رؤيتهم يا هند، لا أستطيع أن أراهم ، وهم لا يستطيعون أن يأتوا إلي .

يا هند ، أكثر من أشتاق إليه صالح ، قالتها سارة وهي تجهش بالبكاء.



الأطفال في بيت أبيهم .


منهم من يدرس ، عبدالله و فيصل و صفوان .

و ابنتان لا تدرسان ، أمل و جمانة .

والطفل الرضيع، صالح .


الدارسون أخفقوا كثيرا في دراستهم ، عبدالله مراهق في سن الرابعة عشرة،

شارد الذهن مهموم ، يحمل هم إخوته الصغار و يراقبهم و يقضي لهم حوائجهم.

أما فيصل ففي الثانية عشرة ، مشغول بهوايته المفضلة الماهر فيها، كرة القدم ،

يحلم بأن يصبح لاعبا في فريق الهلال.

أما صفوان ففي التاسعة من عمره، هو صاحب الصوت الذي سألت عنه هند ،

كان كل يوم بعد صلاة الفجر يبقى مستيقظا عند نافذة غرفته المطلة

على سور بيت أهل أمه ينتظر والدته حتى يراها و تراه، يأتي بكرسي المذاكرة

و يقربه من النافذة و يصعد عليه و يمسك بأعواد النافذة المصنوعة من الألومنيوم كما

يمسك السجين قضبان الحديد و ينظر من وراءه هل يرى أحدا من أهله أتى زائرا له اليوم .

ينتظر أمه حتى تخرج فيناديها حتى تنظر إليه لكنها لا تستطيع

و قد ظهرت بكاملها خارج الباب و تستعد لصعود السيارة .



[blink]قصة أولئك الأطفال قصة ليست من الخيال .[/blink]



يتبع إن شاء الله
__________________
اللــهُمّ توفـّنـي مُسْـلـمـاً وَألـْحِـقنـي بـِالـصَّـالِـحـيـْن

التعديل الأخير تم بواسطة ولـيـد ; 28-05-2007 الساعة 05:15 PM
 

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:30 PM.


images