المعذرة على التأخير يا أم فهد.
لكن أتمنى تكون أعصابكِ هدأت قليلاً
.. وثقي أن معظم أمور وأحوال الطفل يمكن التحكم بها والسيطرة عليها إن شاء الله.
وبالمناسبة عني شخصياً بدأت في تنظيم أمور سلطان بعد أن أنهيت الأربعين ... يعني الوقت لا يزال متاحاً وأنتِ لديكِ فرصة كبيرة لتصحيح الأمور .. فلا تقلقي
بدايةً .. الروتين أمر طيب ومطلوب للأطفال .. وأنا من أنصار تحديد مواعيد محددة للوجبات وللنوم ليلاً وللقيلولة نهاراً .. والحقيقة أن تجربتي مع سلطان بهذا الخصوص كانت ناجحة جداً ومريحة جداً جداً لكلينا.
كذلك اعتماد طقوس معينة يومياً قبل النوم .. يعني مثلاً وجبة الحليب + حمام دافئ + ملاعبة ومحادثة قصيرة (في حضنك حتى يأخذ جرعة من حنانكِ قبل النوم
) ثم بعد ذلك وضعه في السرير حتى وإن كان لا يزال مستيقظاً ..... وأقترح هنا أن تلفي فهد وقت النوم (عندنا نسميه قماط وفي بعض الدول يسمونها لفة) .. فذلك يمنع حركة يديه المفاجئة أثناء نومه والتي قد تزعجه وتفزعه مما يؤدي إلى استيقاظه بالطبع.
الآن..
بالنسبة لبكاء الدلع والرغبة في أن تحمليه ..... فقد اتفقنا ألا تسرعي إليه عندما يبدأ في البكاء .. وكذلك اتفقنا على أن عدم حمله عندما يبكي بكاء الدلع يجب أن يكون في مقابله أن تحمليه عندما يكون هادئاً دون زن أو نق ... فكما قلنا إن الطفل ذكي ويدرك نقاط ضعفكِ جيداً ويميز جيداً المواقف التي تتجاوبين معه فيها .. وفي نفس الوقت سيخضع لقراراتكِ إن شعر بجديتكِ وحزمكِ في تطبيقها .. لذلك هو سيفهم عندما (تقررين) أنكِ لن ترضخي لبكاء الدلع وسيفهم أنه سيحصل على مكافأته (أن تحمليه) عندما يكون هادئاً فقط.
كذلك من المهم أن تحافظي على هدوئك .. فالهدوء يعني ثقتكِ في نفسكِ وفي القرارات التي تتخذينها .. كما أنه يوصل رسالة للطفل أنكِ عازمة بالفعل على تنفيذ ما تقولين وأنكِ لن تتراجعي عنه ..... وشخصياً كانت المواقف التي أكون هادئة فيها مع سلطان أكثر نجاحاً وفعاليةً من المواقف التي أفقد فيها أعصابي معه.
والأمر المهم الآخر .. من الضروري جداً جداً أن تتفقا أنتِ وزوجكِ على أسلوب واحد في التربية والتعامل مع فهد.
طبعاً أفهم أن زوجكِ سعيد وفرحان ببكره الأول ... وأفهم أن كثير من الناس يعتقدون أن الطفل سيشبع من الحنان من خلال الحمل الدائم والهز المتواصل .. بل إنني أزعم أننا نحن الأمهات والآباء نحتاج ـ عاطفياً ـ لأن نحمل أبناءنا كما يحتاجون هم لذلك .. ولكنني أؤمن أن بكاء الدلع لدى الطفل سببه الرئيسي هو دلع أمه وأبيه ... ولذلك فإنكِ بصراحة يجب ان تكوني حازمة جداً في هذا الموضوع وتُفهمي زوجكِ أنه يجب أن يتعاون معكِ حتى تتمكني بالفعل من تصحيح الأمور مع فهد .... لأنكِ وحدكِ لن تتمكني من ذلك ما دام زوجكِ سيأتي في آخر النهار ليفسد ما كنتِ تحاولين تعليمه لابنكِ طوال اليوم.
أما بخصوص استراتيجيتي فقد استمرت لمدة ثلاثة أيام بالضبط كانت كالتالي:
بعد انتهاء طقوس ما قبل النوم اليومية وضعت سلطان في سريرة بعد أن تحدثت معه قليلاً وعانقته وقبلته وقرأت عليه المعوذات والدعاء .. ثم تركته وجلست على سريري دون أن أنظر إليه .... طبعاً بدأت وصلة البكاء والصراخ والاعتراض .. وتخللها رمي الوسادة والغطاء (من كثر القهر
) .. واستمرت طويلاً لدرجة أنني كنت أتوقع أن يأتي احد من أهل البيت ليسالني عما أفعله بابني
.
استمرت هذه الوصلة حوالي ساعتين أو أكثر بقليل .. وطبعاً لم أتجاهله طوال ذلك الوقت .. بل كنت أتوجه إليه كل ربع ساعة فأمسح على رأسه أو أقبله ثم أعيده لمكانه وأغطيه .. ثم أعود لأجلس في مكاني وأعد نظري عنه تماماً ...... وهكذا استمر الأمر حتى بدأ الغالي يفقد الأمل في تجاوبي وبدأ يتعب ويزداد شعوره بالنعاس فوضع رأسه في مكانه ونام.
في اليوم الثاني تكرر نفس المشهد بنفس التفاصيل .. ولكنه استمر لمدة ساعة إلا ربع.
في اليوم الثالث أيضاً تكرر نفس السيناريو .. ولكنه كان بدون بكاء واكتفينا بالزن والنق فقط .. واستمر لمدة عشرين دقيقة .. كان الزن فيها لمدة خمس دقائق فقط وباقي الوقت كان الغالي واقفاً مكانه ينظر إليّ علّني أغير رأيي .. ثم أدرك في النهاية ألا أمل فوضع رأسه على وسادته ونام.
ومنذ ذلك اليوم وأنا وسلطان وأبو سلطان ننام مرتاحين طوال الليل بشكل متواصل حتى الصباح
وطبعاً رغم نجاح تلك الاستراتيجية فقد كانت هناك بعض محاولات التمرد والاستعطاف على فترات متفاوتة لعلي أعود عن قراري ... ولكنه لما لم يجد أية استجابة مني خضع للأمر بشكل كامل ولم تعد هناك أية محاولات تمرد على الإطلاق ولله الحمد.
19-12-2008, 04:35 PM
ضوابط المشاركة
العرض العادي
