رد : اشك في زوجتي
للأمانة تصفح كل صفحات المواضيع من غير صدورها يسلب الكثير من الوقت و الجهد عن أولويات أخرى ،
لذا ربما قرأت ما يكفي ليدور في خلدي هذا التساؤل – مجرد تساؤل - :
حسب ظروف مجتمعنا الأقليمية العرفية الاجتماعية الثقافية و الزمانية ، فإني أحسب أن من طبيعة كثير من الأزواج
عندما يرغب الارتباط بأي امرأة و لنقل هنا " زوجة ثانية " فإنه يميل إلى إسقاط كل الظروف في صالحه سواء بطريقة منصفة أو ظالمة ،
و من ذلك أن يركز على سلبيات زوجته الأولى ، فيستمر وقتاً طويلاً في اقتناص مثالبها و ربما تضخيمها بشيء من المبالغة ، و هو خلال هذا البحث عن العيوب لا يهدف إلى الإصلاح أو إيجاد الحلول أكثر من كونها طرقاً ملتوية للوصول إلى هدف مختلف تماماً " محدد سلفاً" وهو ضرورة ارتباطه بزوجه ثانية .
المهم ...
أرجو أن لا يحمل صاحب الموضوع إي غل و ضغينة لما سأقول ، إنما أنا أتساءل و لمقاصد طيبة أسأل الله ذلك :
أنت ابن بلدي ..
و أحسب أني أفهمك حين تركز بدورك على شيء تعتبره نوع من التضحية أو التفضل على الآخر وهو " أنها أكبر منك ببعض سنوات " ،
وكذلك أنك في مرحلة ما على الأرجح وهي ما تمر بها الآن تتوق بشدة إلى الارتباط بزوجة ثانية ، و ربما تزامنا مع كونك في تلك الفترة تميل إلى ظلم زوجتك الأولى بحرمانها من حقوقها العاطفية بما أن طبيعة مجتمعنا ربت ذكورها على شيء من الأنانية و الاستفراد بالمصالح الشخصية .
في المقابل تلك ابنة بلدي ..
أحسب أنها ترفض مسألة التعدد قطعاً وربما لمحت أو صرحت بمنغصات
- تبدر منها هي الأولى - تكدر معيشة الأسرة وقد تفضي إلى تفككها ،
وهي تعرف بضعف مكانتها فتميل إلى التشبث بك حد الرمق رغم محاربتها الشديدة لمسألة التعدد.
إذا بين نار كراهيتك لتفكك الأسرة " ولا سيما بخصوص بناتك " ،
و نار رغبتك بالزوجة الثانية حصل كما ... كتبت في هذا الموضوع .
إن كانت تساؤلاتي في محلها ، فالضمير و القوى العقلية الكاملة تجد أن الحل في :
- اتق واستغفر الله في زوجتك ، أعتذر لها و اصلح ما بينكما ،
دعها تتنعم من الطيبات التي أحلها الله لها ؟
من زينة و غيرها بل إنها فطرتها " أفمن ينشؤ في الحلية وهو في الخصام غير مبين " ،
امتدحها حين تلبس و تنظف و تتحدث ؟
أخبرها أنك تحبها كل صباح و قبل النوم ، كذلك و الاحتضان و ما إلى ذلك .
- بعدما تحقق ذلك حقاً ؟! " راقب الله في تقديرك ذلك ولاتراقبنا نحن الناصحين و الناصحات " ،
و بد مدة لا تقل عن الشهر كحد أدنى و أقصى ؟
حينها فاتحها بموضوع الزوجة الثانية و أنها ليست " مكملة لنقص " حاشا لله ، وإنما هي حاجة فطرية بالنسبة لك لا يمكن أن تتحقق بامرأة واحدة فقط ، وأن وتلك المرأة شخصها لو كانت هي زوجتك الأولى لتزوجت عليها أخرى لنفس الحاجة ، و الأهم الأهم حين هذا الحوار ؟
هو " ألا ترفع صوتك ولا تنبس بأي كلمة انتقاد أو انتقاص أو تجريح لزوجتك الأولى " ،
بل حينما تفعل هي ؟
وهي ردة فعل طبيعية ، فإنه يجب عليك أن تحتويها بحب كما لو كنت تناقش طفلاً في الثالثة من عمره مع كل كلمة عتاب قاسية قل لها كلمة لينة حلوة حتى لو في غير صدر الموضوع ، والتزم بموقفك اللين الرحيم هذا حتى تتعب و تخبو ردة فعلها .
- حينها لا أنا ولا أي مسلم عاقل سيطلب من الله لك عفوا و لا صفحا و لا سعادة في الدارين بل تعساً وشقاء إن لم ...؟
إن لم تهيأ مسكنين منفصلين تماماً و بأثاث على نفس القدر من التكلفة والجمال متكافئين تماما ، و هدايا لها ولزوجتك الثانية متكافئة تماما ، و مصروف بيت متكافئ تماما لا ينقص بمقدار هللة ، و حقوق زوجية في الفراش وغيره متكافئة تماماً ،
و حتى السفربعد شهر العسل مع الثانية تأخذ الأولى في رحلة متكافئة تماما ، وكل شيء تفعله لا بد أن يكون متكافئاً تماما ،... و لا أسامحك قط !
أبداً لا أسامحك ! وقبلي الله ورسوله !
إن فاضلت إحداهما على الأخرى بشيء و لم تحقق العدل إلا في حاجة واحدة فقط ؟! ... وهي " الميل القلبي ".
^
إذ لم تستطع تحقيق كلامي أعلاه " و أشدد على الفقرات الأخيرة " فإنك لست أهلاً لتكون زوجاً لامرأة مفردة حتى تكون زوجاً لمثنى و ثلاث و رباع " .
" فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة ".
____________________
حقيقة تصرفات زوجك نفسك مستيقنتها ولو جحدت جوارحك .. بأنها ما هي إلا ردة فعل لـ" معاملتك أنت " وللظروف أعلاه ،
- تتصابى لتعجبك ، وتخفي جوالها لأنها تفضي بما يؤلمها عن مشاكلما الخاصة معاً ، وربما تبحث كيف تشبع رغباتك -
فاتق الله مرة أخرى إن الله سميع بصير .
" سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك و أتوب إليك ".
التعديل الأخير تم بواسطة فأل أخضر ; 17-10-2014 الساعة 08:12 PM