لماذا الثقافه الجنسية (2) - منتدى عالم الأسرة والمجتمع
logo

الملاحظات

التوجيهات الزوجية (أرشيف) المواضيع الخاصة بالثقافة الجنسية بين الزوجين

 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 14-06-2006, 12:21 PM
  #1
bolbol1
عضو نشيط
تاريخ التسجيل: Mar 2005
المشاركات: 1,620
bolbol1 غير متصل  
لماذا الثقافه الجنسية (2)

الجزء الثاني

يقول الدكتور عمرو أبو خليل أخصائي الطب النفسي بالإسكندرية:"إنني كطبيب أواجه يومياً في مركز الاستشارات النفسية والأسرية العديد من الحالات لمراهقين أوقعهم جهلهم في الخطأ وأحياناً في الخطيئة،وأزواج يشكون من توتر العلاقة أو العجز عن القيام بعلاقة كاملة أو غير قادرين على إسعاد زوجاتهم,وزوجات لا يملكن شجاعة البوح بمعاناتهن من عدم الإشباع لأن الزوج لا يعرف كيف يحققها لهن،وغالباً لا يبالي.ومع الأسف يشارك المجتمع في تفاقم الأزمة بالصمت الرهيب،حيث لا تقدم المناهج التعليمية-فضلاً عن أجهزة الإعلام-أي مساهمة حقيقية في هذا الاتجاه رغم كل الغثاء والفساد على شاشاتها والذي لا يقدم بالضرورة ثقافة بقدر ما يقدم صور خليعة.ويزداد الأمر سوءاً حينما يظل أمر هذه المعاناة سرًا بين الزوجين،فتتلاقى أعينهما حائرة متسائلة،والزوجة لا تجرؤ على السؤال،لأنه لا يصح من امرأة محترمة أن تسأل عن الجنس(!) وإلا اتهمت بأنها لا تستحي أو اتهمت بأن عندها رغبة في هذا الأمر(وكأن المفروض أن تكون خُلقت دون هذه الرغبة!).والزوج-أيضًا-لا يجرؤ على طلب المساعدة من زوجته لأنه رجل ويجب أن يعرف كل شيء!,ولا من الغير لأن السؤال عن الجنس عار!.وهكذا ندخل الدوامة:الزوج يسأل أصدقاءه سرًا وتظهر الوصفات العجيبة والاقتراحات الغريبة والنصائح المشينة،حتى يصل الأمر للاستعانة بالعفاريت والجانّ،لكي يفكّوا "المربوط" ويتخلصوا من المشكلة.وقد يصل الأمر إلى أن الزوج قد يفعل الحرام أو الشذوذ أو ..من أجل إمتاع نفسه أو إمتاع زوجته.وعادة ما تسكت الزوجة طاوية جناحيها على آلامها،حتى تتخلص من لَوم وتجريح الزوج.وقد تستمر المشكلة شهوراً طويلة،ولا أحد يجرؤ أن يتحدث مع المختص أو يستشير طبيبًا نفسيًا،بل قد يصل الأمر للطلاق من أجل مشكلة ربما لا يستغرق حلها أكثر من نصف ساعة مع أهل الخبرة والمعرفة إما بنصيحة أو بدواء بسيط أو بعملية جراحية سهلة للغاية.ثم إن الأمور قد تبدو (مع جهل الزوجين وعدم السؤال) وكأنها تسير على ما يرام بينما تظل النار مشتعلة تحت السطح ،فلا الرجل ولا المرأة يحصلون على ما يريدون أو يتمنون من الإشباع الجنسي والاستمتاع الحلال الهنيء الطيب المبارك ،وتسير الحياة السوداء وكأنها بيضاء.وربما يأتي الأطفال معلنين لكل الناس أن الأمور مستتبة وطبيعية,وإلا فكيف جاء الأطفال؟!.وفجأة تشتعل النيران ويتهدم البيت الذي كان يبدو راسخا مستقرًا،ونفاجأ بدعاوى الطلاق والانفصال إثر مشادة غاضبة أو موقف عاصف،يسوقه الطرفان لإقناع الناس بأسباب قوية للطلاق،ولكنها غير السبب الذي يعلم الزوجان أنه السبب الحقيقي ولكنّ كلاً منهما يخفيه داخل نفسه ولا يُحدِّث به أحدًا حتى نفسه.فإذا بادرته بالسؤال عن تفاصيل العلاقة الجنسية-كنهها وأثرها في حدوث الطلاق-نظر إليك مندهشًا،مفتشًا في نفسه وتصرفاته عن أي لفتة أو زلة وشت به وبدخيلة نفسه،ثم يسرع بالإجابة بأن هذا الأمر لا يمثل أي مساحة في تفكيره !.وقد تستمر الحياة حزينة كئيبة،لا طعم لها،مليئة بالتوترات والمشاحنات والملل والشكوى التي نبحث لها عن ألف سبب وسبب…إلا السبب الحقيقي وهو السؤال عن الجنس أو الاستشارة الجنسية".إ.هـ.
هل بالغـنا أم أعطينا الأمر أكثر مما يستحق؟.هل تصورنا أن الناس لا هم لهم إلا الجنس وإشباع هذه الرغبة أم إن هناك فعلاً مشكلة عميقة تتوارى خلف أستار من الخجل والجهل،ولكنها تطل علينا كل حين بوجه قبيح من الكوارث الأسرية.وإذا أردنا العلاج والإصلاح فمن أين نبدأ ؟.إننا بحاجة إلى رؤية علاجية خاصة بنا تتناسب مع ثقافتنا الإسلامية حتى لا يقاومها المجتمع وأن نبدأ في بناء تجربتنا الخاصة وسط حقول الأشواك والألغام ونواجه هذه الثقافة الغريبة التي ترفض أن تتبع سنة رسول الله-ص-في تعليم وإرشاد الناس لما فيه سعادتهم في دائرة الحلال.إننا باختصار بحاجة إلى الثقافة الإسلامية الجنسية.
5-أنقل هنا أقوالا من مئات الأقوال لعلماء قدامى ومعاصرين,تؤكد على أهمية نشر الثقافة الجنسية بين المسلمين,وأنا أؤكد على أن المقام لو كان يسمح لنقلت عنهم جميعا مئات الصفحات التي تتحدث في هذه النقطة بالذات.
ا-أنقل ما قاله الشيخ عبد الحليم أبو شقة مفكر إسلامي ومؤلف الموسوعة الرائعة"تحرير المرأة في عصر الرسالة" يقول:"لقد توارثنا تصورًا خاطئًا مؤداه أن خلق الحياء يمنع المسلم من أن يخوض في أي حديث يتصل بأمور الجنس، وتربينا على اجتناب التعرض لأي أمر من هذا القبيل،سواء بالسؤال إذا اشتدت حاجتنا إلى سؤال أم بالجواب إن طلب منا الجواب،أو بالمشاركة في مناقشة هامة وجادة.إن الجنس وكل ما يتعلق به من قريب أو بعيد يظل-في إطار هذا التصور الخاطئ-وراء حُجُب كثيفة لا يستطيع اختراقها إلا من كان جسورًا إلى درجة الوقاحة أو كان ماجنًا،أو كان من الدهماء الذين حرموا كل صور التهذيب".
ب-كما أنقل قولا للشيخ يوسف القرضاوي الذي يُضرب به المثال في القرن العشرين وفي الدنيا كلها في الإيمان الراسخ والعلم الواسع والاعتدال,وهو مقتطف من لقاء له بقناة الجزيرة في"الشريعة والحياة"خصصه كله للحديث عن الإسلام والجنس.قال حفظه الله:"إن العلاقة الجنسية بين الزوجين أمر له خطره وأثره في الحياة الزوجية.وقد يؤدي عدم الاهتمام بها أو وضعها في غير موضعها إلى تكدير هذه الحياة وإصابتها بالاضطراب والتعاسة.وقد يفضي تراكم الأخطاء فيها إلى تدمير الحياة الزوجية والإتيان عليها من القواعد.وربما يظن بعض الناس أن الدين أهمل هذه الناحية برغم أهميتها. وربما توهم آخرون أن الدين أسمى وأطهر من أن يتدخل في هذه الناحية بالتربية والتوجيه أو بالتشريع والتنظيم بناء على نظرة بعض الأديان إلى الجنس على أنه"قذارة وهبوط حيواني".والواقع أن الإسلام لم يغفل هذا الجانب الحساس من حياة الإنسان وحياة الأسرة وكان له في ذلك أوامره ونواهيه سواء منها ما كان له طبيعة الوصايا الأخلاقية،أم كان له طبيعة القوانين الإلزامية..".
ج-ثم أنقل كلمة من مقدمة لمجموعة من الفتاوى الإسلامية الجنسية تُنشر بشكل دائم ومستمر,ومن موقع إسلامي مشهور على الأنترنت:"الشبكة الإسلامية".يقول المحرر لصفحة عنوانها:"فتاوى في العلاقات الزوجية":"ما زال باب "عندما يأتي المساء" (الذي يرد على الاستشارات الجنسية) يستدعي ردود فعل متباينة من القرَّاء،والطريف أن المعترضين هم في غالبيتهم من الرجال الذين يرون أن هذا الكلام"غير مناسب" في موقع إسلامي،ويشكو بعضهم أنه لا يصح أن يقرأ الشباب الزائر للموقع موضوعات حول العلاقات الزوجية-الجنسية،في حين أننا وجدنا الترحيب بالأساس من الجمهور من النساء اللواتي أكدن في رسائلهن أن أسئلة كثيرة تدور في عقولهن وقلوبهن،لكنهن لا يجرؤن على السؤال والإفصاح حياءً وخشية الاتهام بالانفتاح،فيؤثرن الصمت.ولن نكرر ما قلناه في أعداد سابقة عن كون الثقافة الجنسية جزءًا من الثقافة الإسلامية العامة،ولن نضرب-تكرارًا-الأمثال للناس من حياة الرسول-ص-والصحابة رضوان الله عليهم لعلهم يتدبرون،بل نقول فقط أن أبناءنا وإخواننا وأزواجنا الذين يطالعون الإنترنت خير لهم أن يقرأوا عندنا ما يتأسس على أرض الإسلام،ويدور مع مقاصد الشرع وآدابه عن أن يبحثوا عن المعلومة لدى أصحاب المذاهب والسبل الأخرى،وإننا نفتح الملفات المغلقة طاعة لله-سبحانه-ورسوله –ص-،والتزامًا بمنهج الإسلام في هذه العلاقات.واليوم اخترنا أن نورد بعضًا من الفتاوى بشأن ممارسات زوجية يتساءل الناس عن حكم الشرع فيها،ويرد الفقيه ليعين الناس على الحلال،وينهاهم عن الحرام.والله يجنبنا الزَّلل".ثم يمكن أن نقرأ بعد ذلك على نفس الموقع فتاوى إسلامية جنسية مفصلة جدا ودقيقة جدا على غرار ما أكتب أنا في هذه الرسالة.
د-ثم أنقل مقدمة أحمد منصور في برنامج"بلا حدود" بقناة الجزيرة لموضوع خاص بأهمية نشر الثقافة الجنسية جاء فيها:"موضوع حلقة اليوم هام وشائك وحساس وشائق في آن واحد،فكثير من الناس يعتبرون الحديث في مثل هذه الموضوعات من العيب أو المحرمات التي لا يجوز الاقتراب منها،في الوقت الذي تناولت فيه النصوص القرآنية والنبوية مثل هذه الأمور بشكل واضح للناس،حتى ينشأ الناس نشأة سوية بعيدة عن الانفلات الذي تعيشه المجتمعات الخالية من الضوابط،أو الكبت الناتج عن الموروثات الاجتماعية والتقاليد البالية في معظم مجتمعاتنا،مما يؤدي إلى صراعات نفسية،وكبت يؤدي في كثير من الأحيان إلى الانحراف،أو الحصول على معلومات من طرق ملتوية أو من رفاق السوء.وفي هذه الحلقة نحاول أن نطرح موضوع التربية الجنسية والصحية للأطفال والمراهقين من محاوره المختلفة،ليعرف الأبوان تحديدًا،بصفتهما المحضن الأساسي للطفل والمراهق دورهما في هذه القضية الشائكة،وكيف يتعاملان بأسلوب صحيح مع تساؤلات أو مع خجل أبنائهم.ولحساسية القضية المطروحة لدى معظم الناس فقد اخترنا لها من يستطيع أن يسبر غورها من نواحيها المختلفة الصحية والنفسية واللغوية والفقهية في آن واحد.ولذا فإن ضيفنا الدكتور"محمد هيثم الخياط"من دمشق بسوريا عالم مبرز في الطب، ولغوي مميز،وفقيه أريب،جمع هذه العلوم من أطرافها،وربما يكون من القلائل،أو من العرب النوادر الذين يجمعون بين علوم الطب واللغة والفقه في آن واحد..".
قديم 14-06-2006, 12:38 PM
  #2
bolbol1
عضو نشيط
تاريخ التسجيل: Mar 2005
المشاركات: 1,620
bolbol1 غير متصل  
لالجزء الثالث (3)

6-إن هناك وهمًا كبيرًا قد أحاط بمعنى الحياء أدى إلى بناء سد منيع هائل بين المسلم وبين معرفة ما يقوله دينه في جانب خطير من حياة كل إنسان رجلاً كان أو امرأة،وهذا الجانب يشمل كل ما له صلة بالأعضاء التناسلية أو بالمتعة الجنسية. لقد وردت عن رسول الله-ص-أحاديث عديدة ترفع من شأن الحياء ومن قيمته,منها ما ورد عن النبي-ص-أنه مر على رجل من الأنصار وهو يعظ أخاه في الحياء فقال رسول الله-ص-:"دعه فإن الحياء من الإيمان"رواه الشيخان. والحياء السوي الذي يجله الإسلام،ويأمر به كل مسلم ومسلمة،هو ذلك الخلق الذي يبعث على اجتناب القبيح من الفعال،وهو غير الحياء الأعوج.والأفضل أن نسمي هذا الحياء الكاذب (الذي يقول لنا :لا تتحدثوا عن الثقافة الجنسية) الخجل المرضي،حتى يظل لفظ الحياء له جلاله الذي يسبغه عليه الإسلام ولا يختلط بأوهام خارجة تمامًا عن معناه الشرعي.هذا الخجل المرضي هو الذي يحول بين الفرد رجلاً كان أو امرأة وبين قول الحق في موقف،أو يصرفه عن فعل الخير في موقف آخر،وذلك لأدنى ملابسة عارضة يحيط بها هذا الموقف أو ذاك،كأن يكون هناك حشد كبير أو يكون الفرد حديث عهد بالأشخاص الحضور أو يكون أصغرهم سنًا أو مكانة،أو يكون الحضور بعضهم أو كلهم من الجنس الآخر،أو يكون موضوع قول الحق أو عمل المعروف له علاقة بالجنس الآخر،أو أن يكون الموضوع نفسه له صلة بالثقافة الجنسية أو ما إلى ذلك من ملابسات ضئيلة الشأن في ميزان الحق والواجب.فإذا حدث أي من هذه الملابسات فينبغي أن نسميه ضعفًا عن فعل الواجب،أو جبنًا عن قول الحق.وهكذا نسمي الأشياء بأسمائها ونميز الحياء الشرعي عن الخجل المرضي،ولننظر الآن كيف صحح أنس رضي الله عنه فهم ابنته للحياء الشرعي:عن ثابت البناني قال:"كنت عند أنس وعنده ابنة له.قال أنس:جاءت امرأة إلى رسول الله-ص-تعرض عليه نفسها،قالت:يا رسول الله،ألك بي حاجة؟ فقالت بنت أنس:ما أقل حياءها!!واسوأتاه,واسوأتاه.قال:"هي خير منك،رغبت في النبي-ص-فعرضت عليه نفسها". رواه البخاري.
ولدينا في القرآن والسنة نماذج ترسم لنا كيف لا يمنع الحياء من قول الحق أو فعل الخير،وإن كان الحق والمعروف لهما صلة بالأمور الجنسية أو بالجنس الآخر.صحيح أنه يمكن أن يحدث داخل النفس نوع من التوتر يصاحب القول أو الفعل،وهذا أمر محمود ،وكثيرًا ما يلازم الحياء السوي.
ا-قال تعالى:"فجاءته إحداهما تمشي على استحياء قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا"سورة القصص الآية: 25.هنا فتاة تخرج للقاء رجل غريب،ومن الطبيعي بل ومن المحمود أن يصيبها قدر من الحياء، لكن أن يبلغ بها الحياء درجة تمنعها من الخروج لهذا اللقاء وتحقيق مصلحة واجبة أو مندوبة فهذا هو المرفوض المذموم.
ب-عن عائشة أن أسماء بنت أبي بكر سألت النبي-ص-عن غسل المحيض فقال:"تأخذ إحداكن ماءها وسدرتها فتطهِّر فتحسن الطهور،ثم يصب على رأسها فتدلكه دلكًا شديدًا حتى تبلغ شئون رأسها(أصول شعر الرأس),ثم تصب عليه الماء ثم تأخذ فرصة (قطعة من قطن أو صوف أو خرقة) مُمَسَّكة (مطيبة بالمسك) فتطهِّر بها"،فقالت أسماء:وكيف تُطهِّر بها؟ قال:"سبحان الله تطهرين بها"،فقالت عائشة-كأنها تخفي ذلك-:تتبعين أثر الدم.وسألته عن غسل الجنابة فقال:"تأخذ ماء فتطهـِّر فتحسن الطهور أو تبلغ الطهور،ثم تصب على رأسها فتدلكه حتى تبلغ شئون رأسها ثم تفيض عليها الماء".فقالت عائشة: نعم النساء نساء الأنصار،لم يكن يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين.رواه البخاري ومسلم وهذه رواية مسلم.وصدقت عائشة أم المؤمنين إذ تصف نساء الأنصار بالحياء،ذاك الحياء السوي الذي لم يمنعهن من قول الحق وعمل المعروف،وهو هنا في صورة طلب العلم والفقه في الدين وبالذات الفقه في مسائل الجنس والتربية الجنسية.
ج-لكن لا حرج في أن يستجيب المؤمن لما يصيبه من حياء سوي،فلا يواجه الموقف بنفسه،ويلجأ إلى وسيلة أخرى تحقق المصلحة دون مواجهة،وهذا ما يفعله صحابي جليل:فعن علي بن أبي طالب قال:كنت رجلاً مذَّاء فاستحييت أن أسأل رسول الله-ص-(وفي رواية:لمكان ابنته)فأمرت المقداد بن الأسود فسأله فقال:"فيه الوضوء".رواه البخاري ومسلم.وكثرة المذي هنا ناشئة عن غلبة الشهوة مع صحة الجسد.وقال الحافظ ابن حجر:في الحديث استعمال الأدب في ترك المواجهة لما يستحيي منه المرء عرفًا،وحسن المعاشرة مع الأصهار،وترك ذكر ما يتعلق بجماع المرأة ونحوه بحضرة أقاربها،ولقد استدل البخاري بالحديث في كتاب العلم لمن استحيا فأمر غيره بالسؤال،لأن فيه جمعًا بين المصلحتين: استعمال الحياء وعدم التفريط في معرفة الحكم.
د-ثم إنه أحيانا يلجأ الإنسان صاحب الحياء السوي إلى التخفيف مما يحسه من توتر (أي حياء) وذلك بأن يقدم بين يدي حديثه عن أمر من أمور الجنس-أو يعقب عليه-فيصرح بما يخالجه من حياء.عن أم سلمة قالت: جاءت أم سليم إلى رسول الله-ص-فقالت:يا رسول الله،إن الله لا يستحي من الحق فهل على المرأة من غسل إذا احتلمت؟ فقال النبي-ص-:"إذا رأت الماء".فغطت أم سلمة تعني وجهها وقالت: يا رسول الله,أو تحتلم المرأة؟ قال:"نعم!تربت يمينك,فبم يشبهها ولدها؟".رواه البخاري ومسلم.وقد أورد البخاري هذا الحديث تحت باب "الحياء في العلم" وقال مجاهد:لا يتعلم العلم مستحٍ ولا مستكبر".
هـ-عن أبي موسى قال: اختلف رهط من المهاجرين والأنصار في الغسل من الجماع,فقال الأنصار:لا يجب الغسل إلا من الدفق أو من الماء،وقال المهاجرون:بل إذا خالط فقد وجب الغسل،قال أبو موسى:فأنا أشفيكم من ذلك، فقمت فاستأذنت على عائشة فأُذن لي،فقلت لها:يا أماه-أو يا أم المؤمنين-إني أريد أن أسألك عن شيء وإني أستحييك، فقالت:لا تستحيي أن تسألني عما كنت سائلاً عنه أمك التي ولدتك،فإنما أنا أمك،قلت:فما يوجب الغسل؟قالت: على الخبير سقطت،قال رسول الله-ص-:"إذا جلس بين شعبها الأربع ومس الختان الختان،فقد وجب الغسل". رواه مسلم.ولننظر هنا كيف يظن رجل أن طلب العلم من امرأة في أمر من الأمور الجنسية،يعتبر من الرفث(التصريح بكلام قبيح),الذي ينبغي أن ينأى عنه الرجل الحيي،فترد عليه عائشة في صراحة ووضوح،دونما حرج،بأن يدفع ذاك الظن الخاطئ.
7-أُرشد إخواني إلى موقعين إسلاميين رائعين على الأنترنت:"الشبكة الإسلامية"(net.islamweb ),و"إسلام
أون لاين"( .net Islamonline) يمكن الدخول إليهما والاطلاع عن كثب والقراءة لعلماء مسلمين كثيرين وأطباء اختصاصيين في المسائل الجنسية الخاصة جدا,يجيبون يوميا على أسئلة الزائرين الدقيقة جدا والمختلفة جدا في مواضيع مثل الزواج والعلاقات الجنسية والحمل والولادة والبكارة والزنا واللواط والشذوذ الجنسي والاستمناء وعمليات التجميل والزينة والأمراض التناسلية والجنسية وليلة الدخول والحيض والنفاس و..يجيبون وأساسهم الصدق والإخلاص وهدفهم تعليم الدين ونشره على أوسع نطاق ممكن.أتمنى أن لا يقول أحد المعترضين على نشر الثقافة الجنسية بأن المشرفين على هذين الموقعين وغيرهما من المواقع (التي تشبهها والتي تعد بالعشرات إذا لم أقل بالمئات) ضالون منحرفون أو جاهلون لا يعرفون العيب والحياء !.
8-حتى في الخلافات الزوجية التي يصل أمرها إلى المحاكم,يقول العارفون من القضاة والمحامين وغيرهم بأن نسبة لا بأس منها راجعة إلى خلافات متعلقة بالجنس والعلاقات الجنسية بين الزوجين,وإن كان الزوجان لا يصرحان بذلك في الغالب بسبب النظرة السائدة والمتخلفة عن الجنس في مجتمعاتنا.وإذا كانت للزوجين الجرأة على السؤال ووجدا من يجيبهما على تساؤلاتهما الجنسية فإن أكثر من نصف المشاكل تحل بإذن الله ويرجع الزوجان إلى بعضهما على أحسن حال وإلا وقع الطلاق الذي هو أبغض الحلال عند الله.
9-إنني أؤكد للمعـترضين على نشر الثقافة الأسرية أو التربية الجنسية أنه مر بين يدي خلال حوالي 18 سنة (منذ بدأت ممارسة الرقية الشرعية عام 1985 م ) عشرات الأشخاص إذا لم أقل مئات كانوا مصابين بأمراض نفسية وعصبية منشؤها جنسي,ولأنهم لم يصارحوا الأطباء فإنهم لم يشفوا بعد علاج استمر سنوات وسنوات.وعندما صارحوني وصارحتهم وأجبتهم على أسئلتهم الحائرة التي طرحوها علي لأول مرة في حياتهم وقدمت لهم النصائح والتوجيهات المناسبة وعرفتهم بما تلزمهم معرفته من مسائل الجنس,شفاهم الله بمنه وفضله خلال أيام أو أسابيع فقط.
10-أنا مستعد لأن أسجل عناوين أكثر من مائة كتاب إسلامي (كتبها علماء لا جاهلون )كلها تتحدث عن الجنس كما أتحدث عنه أنا ولكن بتفاصيل أكثر وبأسلوب أرقى لأنهم علماء أما أنا فمقلد ضعيف وبسيط:أحب العلماء وأتقرب إلى الله بحبي إياهم,لكنني لست عالما ولا أشبه العالم.بل إنني أقرأ في موقع "الشبكة الإسلامية"كثيرا من الفتاوى لعلماء السلفية المعروفين بالتشدد الزائد في الدين مثل بن باز وبن عتيمين رحمهما الله تعالى,يجيبون من خلالها بشكل دائم ومستمر على أدق الأسئلة الجنسية,وأنا أنقل عنهم البعض مما كتبته ومما سأكتبه بإذن الله.
11-يجب أن نعرف بأن انغماس الناس-وخاصة الشباب-في الجنس الحرام خاصة في ال 10 سنوات الأخيرة له أسباب متعددة منها أن الإعلام الخبيث نشطٌ جدا والمسلمون نيامٌ (وشعارهم:ما فاز إلا النُّومُ) بل مازالوا لم يعرفوا بعد أهمية تعليم الجنس كما يحب الله.اليهود عرفوا أهمية الجنس في الإفساد ونحن ما عرفـنا حتى الآن أهميته في الإصلاح.
قديم 14-06-2006, 12:39 PM
  #3
bolbol1
عضو نشيط
تاريخ التسجيل: Mar 2005
المشاركات: 1,620
bolbol1 غير متصل  
12-إننا إذا تركنا الناس جاهلين بالجنس كأننا نقول لهم:"لا تؤدوا واجبا وافعلوا الحرام!"أو كأننا نقول لهم"اتركوا مشاكلكم بلا حلول!".لأن أول طريق في الدين هو علم ثم عمل,وكيف نحب للناس أن يعملوا إذا لم يعلموا ؟!.وأنا أحمل في ذهني الآن صور الكثيرات من النساء (بعضهن يقلن لي بأننا نصارحك أكثر مما نصارح الأم أو الزوج وأنا أحمد الله على هذه الثقة التي أرى أنني لا أستحقها) وصور الكثيرين من الرجال الذين ارتكبوا ولسنوات محرمات أو تخلوا ولسنوات عن واجبات أو بقوا يعانون ولسنوات من مشاكل بلا حلول بسبب وحيد هو الجهل بمسائل الجنس.وأذكر أمثلة معينة هي غيض من فيض:
ا-المرأة التي تترك زوجها يفعل معها الشذوذ (في الدبر) لسنوات وهي تظن أنه يجوز له ذلك !.
ب-المرأة التي تركت الصلاة لسنوات في حال الاستحاضة التي طالت عندها لأنها مريضة,ظنا منها بأنه لا فرق بين حيض واستحاضة !
ج-الرجل الذي عانى مع زوجته الويلات والذي كاد أمره معها أن ينتهي بالطلاق,كل ذلك بسبب بسيط يتمثل في أن الزوج يطلب من زوجته بين الحين والآخر وفي فترات متباعدة جدا أن تُقبل عضوه التناسلي وهي ترفض بشدة لا لأنها تعاف ذلك بل لأنها تظن أنه حرام وكبيرة من الكبائر!
د-المرأة التي يختلي بها راق (أو مشعوذ) ثم يزني بها والسبب هو أنها لا تعرف أن الخلوة بأجنبي حرام وأن الزنا يمكن أن يصدر من أي كان مادام ليس نبيا معصوما !
هـ-الشاب الذي بقي سنين طويلة وهو في صراع كبير مع كل أفراد أسرته (هو وحيدها) بسبب أنهم يريدونه أن يتزوج وهو يرفض ولا يذكر السبب.ثم في يوم من الأيام عندما أعرف منه السبب وهو ظنه أن ذكره قصير جدا وأسمع منه وأطمئنه إلى أنه ليس قصيرا كما يتصور وأنه يسمح له أن يتزوج ويستمتع وينجب بإذن الله وبكل سهولة.والنتيجة أن يتزوج فجأة ويسعد,ويسعد أهلُه بزواجه وكأنه مات وأحياه الله.
والأمثلة المماثلة كثيرة جدا جدا.وأنا أتساءل هنا وأسأل المعترضين:"ماذا يفعل المسؤول مع عشرات أو مئات الأسئلة التي ترد إليه من أشخاص كثيرين يرون بأن الأجوبة على أسئلتهم سوف تخرجهم من ورطات حقيقية وتحل لهم ما تحل من مشاكل وقد تخرجهم من دائرة الشقاء إلى دائرة السعادة؟!"هل يكذب عليهم؟! أم هل يرمي أسئلتهم في سلة المحذوفات؟! أم يقول لهم بأن الدين جاء فقط ليدعوهم للصلاة والصيام ولا علاقة له بمشاكلهم اليومية,وأن شعاره:"ما لله لله وما لقيصر لقيصر؟!".
13-إن الذي ينكر الحديث عن الجنس من خلال جريدة أو كتاب أو مجلة كأنه يقول بأن الجنس ليس من الإسلام ,وهذه لائكية وعلمانية مغـلفة أرى أنها لا تختلف كثيرا عن لائكية من يقول بأن السياسة ليست من الإسلام.ومن المضحكات أن بعضهم يقول بأن النبي-ص-تحدث عن الجنس لكنه لم يتحدث عنه بالتفصيل الذي نتحدث به عنه نحن(!),وهذه الحجة ضعيفة جدا لأننا إذا انطلقنا من هذا المنطلق فإننا لن نتحدث في شيء من السياسة أو الإقتصاد أو الإجتماع أو ..لأن الله ورسوله تحدثا في هذه المواضيع بإيجاز ونحن نتحدث عنها باستمرار (لأكثر من اعتبار) بالتفصيل. ومع ذلك فالإنصاف يقتضي مني القول بأن المعـترضين على نشر التربية الأسرية ليسوا كلهم سيئين.إن منهم اللائكيين والشيوعيين والفرنكوفونيين الذين يريدون منا أن نتعلم من المصادر المتسخة أو المشبوهة لا من المصادر الطيبة والنظيفة : إنهم منحرفون ويريدون لنا أن نكون على ملتهم,أي منحرفين كذلك.ولكن منهم كذلك كثيرون نيتهم حسنة وطيبة وصادقة وهم مسلمون وكفى وأتباع لمحمد-ص-وكفى:لا علمانيون ولا شيوعيون ولا..وأنا أخاطب الفريق الثاني بطبيعة الحال وأقول لهم كلمة صريحة جدا وجريئة جدا:"إنكم صادقون ! نعم,ولكنكم مُعقدون ومُتخلفون كذلك بأتم معاني الكلمتين!والذي عندكم هو بالتأكيد خجل ولكنه ليس حياء,ولو صدَّقتكم في اعتبار أن الذي عندكم حياء فكأنني صدقت بأنكم تستحون أكثر من رسول الله-ص-وأصحابه وأزواجه رضي الله عنهم!".
14-يجب أن ننتبه إلى أنه إن سأل شخص سؤالا عن طريق الهاتف أو من خلال رسالة مكتوبة أو من خلال بريد إلكتروني أو .. ..فإنه يوجد بالتأكيد الكثيرون ممن يبحثون عن الجواب بدون أن يطرحوا السؤال,وهذا كلام نقوله حتى لتلاميذنا الذين يسألون في الفيزياء والرياضيات والعلوم الطبيعية و..,وهو كلام واضح جدا ومفهوم جدا.إذن إذا أجاب المسؤول عن سؤال شخص فهو يجيب في الحقيقة عن سؤال مئات وآلاف الأشخاص.ويمكن أن يقاس على ذلك عشرات الأسئلة التي سأجيب عنها بإذن الله من خلال الجزء الثاني من"الزواج والجنس"إن بقيت الفرصة متاحة لي.
15-ويجب أن نعلم كذلك بأن الذين يطرحون الأسئلة من خلال الرسائل أو الهاتف كثيرون جدا لأنهم يستطيعون أن يتخطوا عنصر الخوف والخجل (لا الحياء) ويسألون "فلانا" لأنه لا يعرفهم,ولو كانت الفرصة المتاحة لطرح الأسئلة هي فقط عن طريق الاتصال الشخصي بالمجيب لقلَّ السائلون ولقلت الأجوبة,وهذا من منافع نشر الأسئلة وأجوبتها عن طريق جريدة أو كتاب أو مجلة أو ...
16-وأنا أقول في النهاية وبكل قوة بأنني أشارك بإذن الله من خلال ما أكتب في أداء فرض كفاية,إذا قام به البعض سقط الإثم عن الباقين,وإذا لم يقم به أحد أثم الجميع.
وهذه مساهمة مني بسيطة ومتواضعة في نشر الوعي الجنسي والثقافة الجنسية أو التربية الأسرية في أوساط شباننا وشاباتنا ,ورجالنا ونسائنا,وآبائنا وأمهاتنا,وأبنائنا وبناتنا,لا عن طريق الأسرة ولا عن طريق المؤسسة التعليمية ولكن عن طريق كتاب من خلال مئات الأسئلة-بإذن الله-وأجوبتها التي أتمنى أن تكون صحيحة ومناسبة ومخلصة ومفيدة.وأنبه إلى أنني حرصت على أن تكون الأجوبة مختصرة جدا (لأن هذا الذي أكتبه ليس كتاب فقه ولا كتاب طب) ومكتوبة بأسلوب سهل بسيط حتى يسهل قراءتها وحتى تكون في متناول كل شخص مهما كانت ثقافته بسيطة.ولقد استفدت في الإجابة على هذه الأسئلة من:
ا-كتب الفقه الإسلامي على المذهب المالكي أولا,ومن الفقه المقارن ثانيا.أخذت الفقه من كتب القدامى ومن كتب المعاصرين.
ب-الكتب الدينية التي تتحدث عن المرأة والرجل أولا وعن الجنس ثانيا.
ج-الكتب والمجلات والجرائد الطبية سواء كُتبت بالعربية أو بالفرنسية.
د-مطالعات خاصة من خدمات الأنترنت.
هـ-تجاربي الشخصية,خاصة من خلال ممارستي للدعوة إلى الله الفردية أو الجماعية وكذا ممارستي للتعليم من جهة وللرقية الشرعية من جهة أخرى خلال سنوات وسنوات.
وأتمنى أن تستفيد الأسرة ويستفيد الرجال والنساء والمتزوجون والمتزوجات والآباء والأمهات من هذه الأسئلة وأجوبتها الجنسية.والله أعلم بالصواب,وهو ولي التوفيق.
أسأل الله أن ينفع بهذه الرسالة خلقا كثيرا وأن يتقبل مني عملي هذا وأن يجعله صوابا وخالصا لوجهه الكريم وأن يُثَـقِّل به ميزان حسناتي يوم القيامة.-آمين-وصل اللهم وسلم على سيد الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه وسلم.إن أصبت فمن الله,وإن أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان فأستغفر الله على ذلك.

اأسف لان الموضوع طويل لكنه مفيد
د.نبيل
 

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:44 AM.


images