إن من يقوم بهذه الأعمال .. إنما هو جندي في سبيل الله ...
لأن دفاعه وذوده ليس عن نفسه أو شخصه .. بل عن أهل بلده .. ووطنه ..
وكل ذلك في سبيل الله إن هو أخلص النيَّة لله عز وجل ...
أختاه ... لعلي أُسلِّيكِ قليلاً بذكر قصص نساء الصحابة حينما كن يفقدن أزواجهن في المعارك ...
نعم إنهن بشر .. كن يحزن .. بل ويبكين .. وقد تتقرح أكبادهن ... ولكنهن لا يردون أزواجهن ولا يؤخرونهم عن معركتهم
لحظة واحدة ... لأنهم يعلمون أن إرضاء الله في هذا شرف عظيم لها قبل أن يكون له ...
وأجر كبير يرفع الله بها درجاتها .. ويُعظم أجرها .. ويحفظ لها أبنائها .. ويُكرمها أيما إكرام .. إذا لم يكن في الدنيا
ففي الجنة ...
كيف لا يفعل الله بها ذلك ... وهي من ضحَّت بنفسها .. وذاتها .. وحبها العظيم لزوجها .. دافعةً له إلى الموت بيديها ..
وما كل ذلك إلا إرضاء لأمر الله .. وتحقيقاً لشرعه ... فإن الجهاد في سبيل الله والدفاع عن المقدسات والمقدرات لهو
ذورة سنام الإسلام ... وهو من أعظم القربات عند الله ... وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم الدالة على ذلك كثيرة جدا ..
أختنا المباركة ... يعلم الله أننا نعلم ما تشعرين به ...
ونحن لا نقف إلى جوارك ...
فقط سلِّمي أمركِ إلى الله ..
واستعيني بالله ...
وادعي لزوجك كلما خرج لمهمة أن يحفظه الله .. ويمده بوافر عنايته ...
واعلمي أنكِ إن كنتِ كنساء الصحابة فوالله لا يُخيِّبُكِ الله أبدا ...
ويجعلُ لكِ في نفسك الرضا التام .. إن قدر ما قدر وكتب ما كتب ..
أسأل الله أن يُعظم الأجر والمثوبة لكِ ... فأنتِ شقيقة الرجال ...
ولعلمك أختاه ...
قد يكون ما تفعلينه مع زوجك حين خروجه من بكاء ونحيب وخوف عليه يجعل من الأمر أكثر خوفٍ بالنسبة له
وإن كان ذلك حقَّا مشروعاً لكِ ولا أحد يلومكِ عليه ..
فأنتِ ابنةُ حواء التي لا غنى لها عن آدم ....
ولكن احرصي على أن تشدي عزمه ...
وتصبِّريه ...
وتثبِّتيه ...
حتى وإن اقتضى الأمر أن يكون ذلك أمامه فقط ...
ولا تخافي من شيء ... فكل أجله محتوم ومكتوب لا مفر له منه ...
{وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ } الأعراف34.
كان اللهُ معكِ .. ونسأله أن يحفظض لكِ زوجكِ .. وأن يمُدَّكِ بإلهامه الصبرَ لكِ ..
لا تخافي ولا تحزني ... فإن الله ناصرهُ وناصِرُكِ بمنّه وكرمه
__________________
... ( بالحب نعيش أجمل حياة ) ...