افتح قلبك لما سأقول .. ارعني سمعك .. اجعل هذه الكلمات تدخل إلى داخل كيانك ..
أولاً وآخراً .. هذه حياتك الخاصة بك .. وحدك .. لا أحد منا يعرفك .. ولا أحد من الممكن أن يعرف حقيقة شعورك سواك .. وإن أي قرار سوف تتخذه .. لن يعاني منه ويعيش نتائجه إلا أنت ..
أخي الكريم .. لو تكلمت بالعقل والمنطق .. سأقول لك .. لو حصل الزواج من هذه الفتاة التي تهيم بها حباً .. فلربما مع عشرتك لها سوف تبدأ تنسى حبها الأول ..
يا أخي حط نفسك مكان رجل أحب امرأة جميلة .. ملتزمة .. مثقفة .. أحبها حباً جماً .. لكنها أرملة لزوج عاشت معه كم سنة .. ثم واراه التراب .. هل تتوقع هذه المرأة أن تنسى زوجها الأول مباشرة ؟؟
إطلاقاً .. وكم من الزوجات اللاتي بقين على ذكرى الزوج الأول سنوات ...
لكن في هذه الحالة .. هل نقول لهذا الذي أحبها بعد وفاة زوجها .. هي لا تصلح لك ؟؟
وما يدري هذا الرجل المحب أنه قد يملأ على هذه المرأة حياتها .. وقد تجد فيه من الصفات ما يفوق الزوج الأول .. مما يجعلها تحب الزوج الجديد أكثر من الأول ..
أنظر إلى أم سلمة رضي الله عنها .. عندما توفي زوجها أبو سلمة .. وكان من خيرة الرجال .. وكانت تحبه حباً جماً عظيماً .. فعندما توفي .. ذكرت دعاء المصيبة (إنا لله وإنا إليه راجعون .. اللهم أجرني في مصيبتي واخلفلي خيراً منها ) .... لكنها قالت في نفسها .. ومن خير من أبي سلمة ؟؟ .. لم تكن تعتقد في لحظتها أن رجلاً من الممكن أن يملأ قلبها من جديد .. لم تكن تظن أن الحب الذي وهبته لزوجها أبي سلمة من الممكن أن ينال منه أي شخص آخر .. مهما كان .. ومن كان ...
لكن الله تعالى استجاب لدعائها .. وأرسل لها خير البشر .. رسول الله صلى الله عليه وسلم .. الذي جعلها بمعاملته وعدله وجمال خلقه وعطفه وحنانه النبوي .. تنسى أبا سلمة واللي جاب أبا سلمة ..
وهذا الأمر يا صاحبي معروف عبر الزمن .. والقصص في ذلك كثيرة ..
كنت أكلمك بالمنطق .. والآن دعني أكلمك بما تشعر به .. فأنا رجل مثلك .. وتقريباً عندي نفس مستوى غيرتك ...
يا أخي الكريم .. أقسم بالله العظيم أنني لا ألومك اطلاقاً .. وقد نصحتك بالسابق بتركها .. لكنني عندما رأيت وضعك .. وأنك قد أحببتها كل هذا الحب .. هذا الأمر جعلني أعيد النظر في كلامي ..
الحين إنت تحبها كل هذا الحب .. والمرأة يا صاحبي انسان مليئ بالمشاعر والأحاسيس .. وهي تراها وفية جداً لمن يحبها .. وصدقني لو استطعت أنك تتجاوز هذا الأمر .. ستنسيها الحب الأول ..
أقول لك يا صاحبي .. أنا شبه متأكد أنها لا تزال تحن إلى الأيام الخوالي .. وقد لا تزال الذكريات الجميلة تتراقص في مخيلتها .. ولا تنسى ... سبع سنين .. مو شوي ...
لكن من الواضح يا صاحبي أن هذه الفتاة انسانة على خلق ودين وشرف .. وما في قلبها الآن ليس بيدها .. فأنت لسا ما عشت معها .. لم تذق منها لذة اللقاء الزوجي ولم تذق منك ... وهذا اللقاء يا صاحبي يجعل العلاقة بين الطرفين تهيم في السماء من علوها ومتانتها .. بكرة مع العشرة .. مع التعامل .. مع الحلوة والمرة .. مع الضحكة .. مع أول طفل يجيكم .. مع المستقبل الي تبدون تبنونه سوا .. مع الهمسات والضحات آخر الليل بغرفة النوم .. مع كل هذه الأمور وغيرها .. وشوي شوي .. رح تشوفها تبدأ تشوفك كأنها شايفة القمر .. ومين من الفتيات هالأيام يحبها زوجها الحب اللي أنت تحبه لها .. صدقني .. راح تشوفك ملاك .. وتنسى بيوم من الأيام إنها كانت مخطوبة .. وترى اللي يقوللك .. (ما الحب إلا للحبيب الأول) .. ترى هذا كلام شعراء .. فلو كان هذا الكلام صحيح كان شفت بأمريكا والغرب اللي متفشي عندهم الفاحشة والعلاقات الجنسية كل وحدة ماسكة طوفة وقاعدة تصيح على أول حبيب لها ... والله هذول الوحدة عندهم تحب عشرة خمسطعش .. قبل ما تتزوج .. ويكون هذا الزوج الأخير بالغالب هو اللي تقضي معاه باقي العمر بكل سعادة وهناء ...
أرجع وأقول لك ما ألومك .. لكن يا صاحبي .. هذا ما قدر الله عليك .. أن تحب امرأة أحبت يوماً ما شخصاً غيرك .. وقد لا تزال تحبه حب ذكريات جميلة لا أكثر .. وهنا يجي دورك .. إنك تتوكل على الله .. وتتزوج بمن تحب .. وتنسيها حبها الأول .. وتخليها تشوف الدنيا كلها لما تطالع بعيونك ..