زوجي العزيز : لا تكثر من العتاب
أوصى عبد الله بن جعفر بن أبي طالب - رضي الله عنهم - أحد بنيه : إيّاك و كثرة العَتب
فإنه يورّث البغضاء.
أخي الزوج الكريم خذ من علماء أهل بيت النبوة هذه النصيحة و الوصية الغالية لأن
العتاب يضطر المُعاتب إلى التبرير و الكذب غالباً للخروج مما يعاتب عليه، ويفتح باب اللجج
و الخصومة، ويجدد مشاعر تكون قد نُسيت، فيُعيد ذلك نفس الأسباب التي أفضت إلى ما
يعاتب فيه.
وما أكثر ما يمر بكل واحد منا من مواقف أدى العتاب فيها إلى أمور أشنع مما بدأ العتاب
فيه.
ولعل ما يخطر في البال هو:
أننا نعاتب حتى يعرف المخطىء خطئه فيجتنبه فيكون العتاب فيه فائدة.
ولكن أننا نُعاتب لعدم رضانا بما وقع في الغالب، و إذا كنا نرغب في هذه الفائدة، فالأفضل
تحين الوقت و طرح الموضوع في شكل آخر غير العتاب، كحكاية قصة أو واقعة فيها نفس
المعنى و الغرض وفي جو و أسلوب من المرح و الصفاء لتجنب ما تكرهه النفوس.
وأقول لك مع القائل:
خُــذ من خليلك ما صـفا *** وذر الذي فــيــه الكدر
فالعمر أقصر من معاتبة *** الخـليـل عـلى الـغـِيـَر
وأقول أيضاً و أذكر مع القائل :
وما الحب إلا طاعة وتجاوز *** إن أكثروا أوصافه و المعانيا
بل أدعوك إن ظنت زوجتك أنك تحمل من عتابها هي لك أن تخبرها بقولك:
ومـحوت كـل لبانـة من خاطري *** ونسيت كـــل تعاتب و تشاكي
لا أمس من عمر الزمان و لا غد *** جُمع الزمان فكان يوم رضاكِ
أخي العزيز : إذا كان لابد من العتاب فلا تعاتب أمام الغير و خاصة الأولاد، فإن العتاب ما
كان في خلوة، و التوبيخ ما كان بين الناس.
و لا تطلع أحدا على عيب زوجتك و ما كان منها، فإن ذلك ليس من المروءة، وغالبا ما يندم
عليه من يفعله.