هذا رجل سئل الشيخ عن الخطبة
ورد عليه
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد: فما دمت في مرحلة الخطبة فاعلم وفقك الله لكل خير أن هذه المرأة مازالت أجنبية عنك لا يحل لك مصافحتها ولا رؤيتها ولا الكلام معها إلا في أضيق الأمور وبحضور أحد محارمها. فإذا كان الكلام معها لا يحل مطلقاً إلا لحاجة ، فكيف ببعض الناس الذي يتكلم بالجنس ، خاصة وأن هذه الأمور مما يستحيى في الغالب من الحديث فيها مع الزوجة الحلال. فاعلم يا رعاك الله أنه يتحتم عليك ترك الكلام معها ولا تبدأ حياتك الزوجية بمعصية الله . ثم ما يدريك أنك سترتبط بهذه الفتاة فلعل الزواج لا يتم - ونسأل الله أن يتمه وأن يبارك لك فيه - فتكون بذلك قد ارتكبت أمراً منهياً عنه وتعرفت على أسرار امرأة مسلمة لا تحل لك ، فتب إلى الله مما مضى ولا تجعل للشيطان إلى قلبك سبيلاً وأكثر من ذكر الله وعلق قلبك بالله سبحانه وتعالى فإنه هو المحبوب الذي إذا لم تشغل القلوب بحبه والألسنة بذكره فما سواه مشغلة للفكر والهم وتشتت للقلب والذهن ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب) .[الرعد:28]. والله أعلم .
-- جواب ثاني -
فإذا عزم الرجل على أن يتزوج بامرأة فله أن ينظر إلى ما يدعوه إلى الزواج منها بشرط أن يكون ذلك بحضرة أحد محارم المرأة من أب أو أخ أو غيرهما ، فإن رضيته وخطبها فعليه أن يكف عن أي اتصال بها حتى يتم إبرام عقد الزواج ، فهذه المرأة ما زالت أجنبية عنه ، وما يفعله بعض الناس من التساهل في هذا الجانب من الحديث والخلوة والذهاب والإياب ، من المحرمات التي لا يقرها الشرع ولا يقبلها عقل سليم ، والعلم عند الله تعالى .
---
كما جاء في الحديث: "كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا مدرك ذلك لا محالة، فالعينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش والرجل زناها الخطا والقلب يهوي ويتمنى، ويصدق ذلك الفرج أو يكذبه" رواه مسلم
المفتى د.عبدالله الفقيه