تلاوة كتاب الله ( دورة اقرأ وارتق 2 ) - منتدى عالم الأسرة والمجتمع
logo

الملاحظات

الثقافة الاسلامية صوتيات ومرئيات إسلامية ،حملات دعوية ، أنشطة دينية.

 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 09-03-2016, 01:44 AM
  #11
هداية الله
عضو المنتدى الفخري [ وسام العطاء الذهبي لعام 2015 ]
 الصورة الرمزية هداية الله
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 4,649
هداية الله غير متصل  
رد: تلاوة كتاب الله ( دورة اقرأ وارتق 2 )








سميت هذه السورة الكريمة بالذاريات لأن الله تبارك وتعالى بدأ السورة الكريمة بالقسم بالذاريات,ووجه التسمية أن هذه الكلمة لم تقع بهذه الصيغة في غيرها من سور القرآن.
والذاريات هي للريح التي تذرو التراب فتفتته وتفرقه, وقد أطلق الله عزوجل على الرياح اسم الذاريات, وأقسم بها نظرا لقوتها على تفتيت التراب وتفرقته ونقله من مكان الى آخر والذي نشعر به بشكل هواء.

هذه السورة الكريمة المكية شانها شان السور المكية الأخرى وقد تناولت أصول العقيدة الاسلامية من تشييد دعائم الايمان, وتوجيه الأبصار الى قدرة الله الواحد القهار, وبناء العقيدة وترسيخها في العقول على أسس التقوى, وتناولت أيضا قضايا البعث والنشور والحساب والجزاء.

كما نلاحظ أن السورة ابتدأت بقسم الله سبحانه وتعالى بالرياح (الذاريات) و بالسحب (الحاملات) مياه الأمطار, و بالسفن (الجاريات) التي تسيّر المراكب و بالملائكة الأطهار (المقسمات) المكلفين بتدبير شؤون الخلق, لتوضح للخلق بأنّ الحشر كائن لا محالة, وأنه لا بدّ من البعث والجزاء لتجزى كل نفس ما كسبت

ثم انتقلت السورة الكريمة الى الحديث عن كفار مكة المكذبين بالقرين واليوم الآخر, فبينت حالهم في الدنيا ومآلهم في الآخرة, حيث يعرضون على نار جهنم فيَصلون عذابها ونكالها, وقد عبّر القرآن الكريم عن ذلك بلفظ القتل, فقال تعالى:

{قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ10الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ سَاهُونَ11يَسْأَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ12يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ13ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ هَذَا الَّذِي كُنتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ14}

أي لعن الكذابون الذين قالوا أنّ للنبي صلى الله عليه وسلم الذي أرسله رحمة للعالمين شاعر وساحر ومجنون, الى غير ذلك من الأقوال التي لا تليق بمقامه الشريف,
وتكذيبهم بما جاءهم به من عند الله تعالى وهو القرآن الكريم,
وبتكذيبهم باليوم الآخر والبعث بعد الموت, وما الى هناك من حقائق ذكرها القرآن الكريم أنها واقعة لا محالة,
وكلمة القتل اذا أخبر الله تعالى به على أحد يعني به اللعنة عليه أو عليهم, على اعتبار أنّ من لعنه الله تعالى يكون بمنزلة المقتول الهالك.



ثم انتقلت السورة الكريمة الى الحديث عن المؤمنين وما اعده الله عزوجل لهم من تكريم في جنات النعيم , من الكرمة الخالدة في الآخرة. قال تعالى :
{إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ15آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ16}



ثم تحدثت السورة الكريمة لدلالة على قدرة الله وتفرده في خلق هذا الكون الفسيح بما فيه من سموات والأرض, و الجبال وغير ذلك مما نراه وما لا نراه, وخلق الانسان في أبدع صورة وأجمل تكوين,




تناولت جانبا من قصص الرسل الكرام عليهم وعلى نبينا أفضل الصلاة وأزكى التسليم,من ذلك كرم إِبراهيم في باب الضِّيافة، وفي ذلك لمحة عن المال،كما أن فيها لمحة عن الغيب المكنون في تبشيره بغلام عليم،
ولقوم لوط بالهلاكة، ولفرعون وأَهله من الملامة، ولعاد وثمود وقوم نوح من الدمار والخسارة،
وفي القصص إشارة إلى تصديق وعد الله الذي أقسم عليه في أول السورة: {إنما توعدون لصادق}
و ذكر هذه القصص. يدعو إلى تجريد القلب لعبادة الله، وتخليصه من جميع العوائق، ووصله بالسماء. بالإيمان أولا واليقين. ثم برفع الحواجز والشواغل دون الرفرفة والانطلاق إلى ذلك الأفق الكريم.


وما ذكر القصص هذه في القرآن الا تسلية لفؤاد النبي صلى الله عليه يدعوه ربه الى تحمل الشدائد والصبر عليها وأنه ما حصل معه كان قد سبقه اليه أخوانه الأنبياء من قبله, وسرد كل تلك القصص للعبرة والعظة




وختم الله عزوجل السورة الكريمة ببيان الغاية والهدف من خلق الانس والجان, لمعرفته جل وعلا وعبادته وتوحيده وافراده بالاخلاص والتوجه لوجهه الكريم بأنواع العبادات والقربات:
قال تعالى :
{ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ (57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58) }(الذاريات )

وهمّ الرزق هو من أكثر القضايا التي شغلت الإنسان، حتى أنها شغلته عن الرزاق، وذلك أن الإنسان التفت إلى رزقه، وكيفية الحصول عليه، ثم نسي العبادة والتوجه إلى الله الرزاق، والرزق المقصود في هذه السورة هو كل شيء بالحياة، وليس فقط المال، بل الزواج، والوظيفة، والحمل، والنجاح، والشفاء، وجميع أمور الإنسان بيد الله عز وجل، فالسورة توجه رسالة عامة لمن ضيّعوا من أجل الرزق أكبر سبب في الرزق.


ونستخلص المقصود من سورة الذاريات : دع عنك هم الرزق ، تخلص من هموم الدنيا ، فالله رازقك ،والتفت لما خلقت له من عبادة الله




قال تعالى: {فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ}.
ففروا الى الله ولا تتباطأوا في الانطلاق إليه، وفي هذا النداء دعوة الى أن يتوجه المسلم بقلبه إلى الله عز وجل، فإنه يفر إليه من الضنك إلى السعادة، ومن الفقر إلى الثراء، ومن عقوبته لمعافاته ومن النار إلى الجنة،
والمعنى المقصود من الفرار في هذه الآية هو الفرار ، من المعاصى إلى الطاعات،



رد مع اقتباس
 

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:11 PM.


images