|
الله يسلمك أخي الفاضل من كل أذى ، وجزاك الله بمثل مادعوت به لي .
أقدّر تأخّرك ، وأقدّر ردك بهذا الاسهاب المفيد الذي أخذ من وقتك، فلك خالص الشكر والامتنان. .................... كل ماذكرته أخي الكريم في كلامك حقيقي ويلامس ماأشعر به تماماً ، نعم أريد أن أتزوّج وأكوّن أسرة سعيدة ومتحابّة ، وهذا هدف من أهداف أي شخص بالغ عاقل . وبالفعل كما ذكرت لدي تراكمات نفسية ، وخوف من خوض تجربة جديدة ، لااستطيع أن اطبّق على حالتي نظرية "الاعتيادية " او حتى " منطقة الراحة " ، لكن هو السجن الي ذكرته، خوف من أن اكمل الألم في سجن آخر ، خوف من أن يتغيّر المكان ونوع الألم فقط. عاداتنا مثل عادات معظم الأسر في مجتمعنا، يتقدّم الخاطب وفي كثير من المرات يكون من خارج قبيلتي وأحياناً من منطقة أخرى ، وبحسب نفس الطرق في مجتمعنا اما اقارب شافوني في مكان ، او معارف ذكروني لهم ، ومن ثمّ السؤال والنظرة وبقية الامور المعتادة في حالة الاتفاق. القضية هنا هي ماذكرته أنت : "لكن التتبع التقليدي عندنا عن الرجل هو سؤال أصدقاءه وبيئة عمله (ومع ذلك) هذا لايشكل حتى 5% من معرفة شخصية الرجل وطبيعته وعقليته إلخ. هذا هو بالضبط أخي ، فاهلي لايسألون الا في عمله وبالطبع تأتي الاجابة المتعارفة التي حفظتها : فلان والنعم فيه ولوعندي بنت كان خطبته لبنتي (كنوع من التأكيد على الجودة ![]() أنا أريد أن اعرف أكثر من والنعم فيه ، كل مايأتي بعد ذلك يخضع لتحكمات الاهل بالدرجة الاولى شوفة وملكة وبعد الملكة أعرف جيداً أن الطرفين يظهرون أفضل مالديهم ، والزواج هو المحك الحقيقي لمعرفة طريقة تفكير كلا الشخصين بطريقة أكثر وضوحاً. شايف آخر نقطة هذه الأكثروضوحاً بعد الزواج ، أنا أشعر أنني أرغب أن تكون قبل بدء الزواج وقبل حتى اعطاء الموافقة وهذا يستحيل معرفته. فكرة تويتر التي ذكرتها جميلة وقد فكرت فيها من قبل هذا في حال كان مسجّل باسمه الصريح ،بل لاأمانع لو طلب من أهله أن اعطيهم معرّفي في برامج التواصل ، بل اتمنى أن يحصل ذلك ولو كان بطريقة غير مباشرة، كأن تطلب اخته متابعتي دون أن اعرف انه يريد أن يعرف طريقة تفكيري ، لكن أنا لااستطيع أن المّح اواصرّح بذلك ، للأسف بين النساء هذا الأمر غير مقبول ويوحي "بالخفّة والجرأة " وخاصة أن الغالب أن تأتي الأم بمفردها ولاسبيل للخوض في مثل هذه الأمور. حتى في النظرة الشرعية التفكير في المشروب الذي يُقدّم للعريس أصبح أهم من العريس نفسه ، مع اني اظن ان التحدّث مع الشخص في النظرة لا يُخالف الدين ، لو كان الأمر بيدي لجعلت النظرة الشرعية تمتد لساعات وبوجود الأهل ويتم فيها مناقشة الكثير من الأمور ، لكنني ومع بالغ أسفي أستطيع أن اقول هذا الكلام هنا فقط ، ولااجرؤ لقوله لأهلي لأنني اعرف طريقة تفكيرهم جيداً، نظرة يعني تعجبيه والسلام حتى مولازم يعجبك انتي ، الرجال ماهو مظهر بل مخبر ، كل هذا يجعلني أشعر بالخيبة. حين كنت في الخامسة والسادسة عشر ربما حتى في أوائل العشرين لم تكن لدي هذه التخوفات ، بل كنت افرح بأي شخص يتقّدم ، كنت أريد أن اخرج من منزل اهلي الكئيب ، والحقيقة أنني كنت أريد زفة وفستان أبيض ومنزل لي ولزوجي وأمور بسيطة مثل أي فتاة ، ومع ذلك لم يكتب لأي خطوبة الاتمام لحكمة يريدها الله. بعدها امتدّت النظرة الحالمة قليلاً، فأصبحت أتخيل ذلك الرجل الذي سأعيش معه ، اتخيله بدون وجه أولامح محددة ، اتخيل صفاته التي اتمناها وأعيشها في خيالي ، كنت أتخيّل كيف ستكون هواياتنا وكيف سنقضيها معاً، كيف سنتقاسم الحياة ، وكيف سنخطط لبناء الأسرة ،وكيف سنخطط لأطفالنا ،وكيف سنربيهم ووووووو، كلام كثير كله كان في خيالي ، وماشاء الله علي عشت كم سنة وأنا عندي زوج وأسرة مثالية ومتفاهمة (وطبعاً كل هذا في خيالي بس ).. الآن وأنا في الثانية والثلاثين من عمري ، عرفت أن الحياة ليست كما أريد ، والواقع ليس كالخيال . ليست لدي شروط معقدة بل شروط اساسية متعارف عليها ، لااريد تكاليف عرس باهظة ، ولااريد شيء مثالي أو خارق للعادة ، ولكنني أريد رجل حقيقي لاأقول كامل لأن الكمال ليس للبشر ، وأنا نفسي مليئة بالنقص والعيوب ، بل رجل يفهم معنى الحياة رجل يعرف مامعنى بناء أسرة حقيقية. اثنان وثلاثون عاماً مضت من عمري في أسرة مفككة للغاية ، لايجمعنا الابطاقة العائلة ، ليس باستطاعتي أبداً أن اتلقّى خيبات جديدة ، لاأريد الارتباط برجل يهدم بدلاً من أيشارك في البناء. أرأيت كم أنا متشائمة وكل كلامي يعتريه الخوف من الفشل؟ قبل فترة كنت أتحدّث مع اختي المتزوجة وكنت اخبرها بمخاوفي ، وكانت تقول صدقيني أسوأ زوج لن يكون أسوأ من اهلي ، يعني خذي أي احد والسلام، كانت تخبرني أنها حتى حين يحدث مشكلة كبيرة بينها وبين زوجها تقول بمجرد أن اذكر الايام التي عشتها عند اهلي انسى المشكلة تماماً، تقول هذا الكلام وهي قد تزوجت في الثالثة عشرة من عمرها . أنا رأيت الكثير وتألّمت كثيراً ، وبالفعل اذا خرجت من هنا لن أعود مجدداً . ربما حرصي الآن وتخوّفي لأنني جادة في اكمال الحياة أياً كانت المفاجآت التي تحملها ، ولكنني في ذات الوقت لاأتمنى ان تكون مفاجآت تقصم الظهر . من الآن وانا اخطط وارتب في خيالي ، كيف سأرضي ذلك الزوج الذي أود أن يشعرني بالفعل انه سند حقيقي ، أخطط كيف سأكسب اهله لعل الله يجعل فيهم عوضاً عن اهلي. ماشاء الله أرى الفتيات حولي اسمع عن خطبتهن كم يوم وقالوا زواج فلانة بعد شهر ، صرت أقول ماشاء الله كيف بذي السرعة ياخذوا القرار ، وانا اجلس كم اسبوع وانا مسخنة واستفرغ وكأني رايحة المنفى. لااريد الاطالة اكثر من ذلك ، لكن لدي مشاعر كثيرة مختلطة ، أشعر انها تزداد بتقدّم عمري ،أنا فقط اريد ان انتزع هذا الخوف من قلبي ، ولااريد أن احمّل الأمور أكثر مماتحتمل . شكراً لك ولنصحك أخي الفاضل. |
العفو تماضر، وهذا واجبي.
الطموح والأماني والأحلام شيء، والواقع شيء آخر، ولا يعني أن الواقع سيء أو سلبي أو عكس تلك الأشياء الثلاثة، بل ممكن أن تكون في الواقع بشرط أن نكون واقعيين ونسعى إليها أيضاً بواقعية وهدوء. لا تعلمين من قد يجعل حياتك أجمل، ربما يأتي ذلك الرجل الذي ينسيكِ كل مامضى. عليكِ أن تسألي نفسك وتضعي هذه المعادلات أمام عينيك. هل يمكن أن أحلم ويتحقق كل ما أريد، بحيث أن أعطى الحرية الكاملة في أختيار الشريك وفي دراسته كيفما أريد وفي الطريقة التي أريدها، وبالحرية التي أتمناها؟ الجواب الواقعي هو لا أنا عمري 32، وهل سأظل أرفض المتقدمين بحجة عدم فهمي لهم؟ ووساوسي التي تعتريني دائما حين يتقدم أحدهم؟ وإلى أي عمر وأنا سأرفض؟ رفضت ورفضت ورفضت من قبل، ثم ماذا بعد!؟ هل تغير شيئاً؟ الجواب الواقعي هو لا إذاً أنتي أمام واقع، مرّ عليه ملايين البنات، وتعاملوا معه بطبيعته، يجب أن تبحثي عن شخصية هذا الرجل بكل الطرق، أن تتعرفي على حياته وشخصيته وطبيعته من خلال وسائل متعددة يمكنك التفكير بها والبحث عنها، على سبيل المثال لو كانَ لديكِ أخ ترتاحي له، تناقشيه في هذا الأمر، يبحث عنه وعن حياته وتفاصيلها حتى يتأكد من صلاحه، وأدرك أن ذلك ليس هو الحل، ولكن ليس أمامنا إلا أن نستخدم كل ماهو ممكن ومتاح. إذا كنتي أرتحتي لمظهره لشخصيته لطبيعة عمله، فأنتي اجتزتي الخطوة الأولى، بقي حياته وشخصيته وطباعه ويمكنك تتبعها من خلال وسائل متعددة كما ذكرت، بقيت الشوفة الشرعية، وخوذي حقكِ منها وحاولي أن تقرأيه خلالها، بعد ذلك إن أمكن أن يكون التواصل قبل الملكة فخير وبركة، وإن لم يمكن وبعد أن تكوني قررتي وأرتحتي واستخرتي ثم تملكتي يمكنك التواصل معه والتعرف عليه بشكل أكبر، وحتى لو أفترضنا أنه لم يكن مناسباً فإنه يمكنك التراجع، فالتراجع أثناء الملكة أفضل من أثناء الزواج وأقل كلفة. ثم أني أذكرك مهما يكن الأمر، لا يوجد إنسان كامل، وستجدين بالرجل سلبيات مثلي مثلك ومثل كل البشر ولا أعتقد أن شخصاً يصل إلى نسبة 70% لمرحلة رضانا، المهم هو الواقعية والمحاولة للوصول إلى أقصى مرحلة ممكنة من السعادة والإستقرار مع ذلك الشريك. يجب أن تكوني شجاعة وتبعدي عنك جميع الأفكار السلبية والمحبطة والرتيبة، يجب أن تتوجهي للأمام بعد التوكل على الله، الجميع تزوج بهذه الطريقة بل بأقل منها بل بشكل سيء، وكثير منهم يعيشون بحب ورخاء وسعادة. وفقك الله. |
مواقع النشر |
![]() |
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
BB code متاحة
الابتسامات متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
|