1- أن تعلم أن الله تعالى ما ابتلى إنسان بابتلاء إلى و هو قد هيأه له
فالله لا يكلف نفساً إلا وسعها .

أحيانا نسمع عن إنسان قد فقد أبناءه و زوجته في حادث سير أو غيره
ثم تنظر إليه و تقول : كيف يتحمل هذا الشخص هذه المصيبة العظيمة ؟
لكنها رحمة ربّ العالمين
لا يكلف انسان فوق طاقته و لا يبتليه ببلاء إلا وقد هيأه للنجاح فيه و تحمله

2- و كذلك من عظيم رحمته تعالى بنا أنه يعين من استعان به و يدبر له الأمور
بطريقة تعجز عقل الإنسان و لا يملك إلا أن يقول : سبحان الله .
و لو دبّر الإنسان لنفسه ما خرج بهذه النتائج .

3- تخيل لو أن ملك من ملوك الدنيا قال لك :
حاجاتك مقضيه و حاجات والدك و كل أمورك سنتكفل بها فقط اخلص لنا في حبك و قلبك
كم ستشعر بالراحة و هدوء النفس و أن لك سند ذو سلطان .

فما بالك بربّ العالمين الذي بيده خزائن السماوات و الأرض مالك كل الملوك
و المدبر أمورهم و حياتهم و موتهم بيده
و لا شيء في أيديهم فالأمر كله لله من قبل و من بعد .

4- فقط اخضع لله و توكل عليه و فوض إليه أمورك كلها
و اعترف في سجودك له بحاجاتك .. و اخبره همومك ناجي ربّ العالمين
كلمه أخبره بكل ما في قلبك .. و اطلب عونه و تدبيره
فإنه قريب سميع بصير ..
( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ
فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186)

5- (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ
جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ (60)

الدعاء أعظم سلاح يملكه المسلم و ترك الدعاء هو استكبار
بمعنى : استغناء عن ربّ العالمين
و من منا يستطيع الإستغناء عن خالقه .

لا تسألن بُنيَّ آدم حاجةً...
و سل الذي أبوابه لا تُحجبُ...
اللهُ يغضبُ إن تركتَ سؤاله...
و بُنَيَّ آدم حينَ يُسألُ يغضبُ

6- حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( مَنْ نَزَلَتْ به فَاقَة فأنزلها بالناس لم تُسَدَّ فاقَتُه ومَنْ نزلتْ به فاقة فأنزلها
بالله فيوشك الله له بِرِزْقِ عاجِل أو آجل ))
[أخرجه أبو داود والترمذي عن عبد الله بن مسعود ]

أي حاجة تفوضها للناس و تنسى الله لا تُقضى بخير محض للمحتاج
و كل حاجة تفوضها لله تعالى و تأخذ بالأسباب و من الأسباب أن يساعدك الناس
على قضاء حاجتك
تُقضى على خير و صلاح لك .. حتى إن رأيت اليوم أن النتائج ليست في صالحك
فغداً تعرف أنها كانت خيراً لك .. لأن الله سبحانه يعلم و أنت لا تعلم مصلحتك .

فقط توكل عليه و اعطه قلبك واصدق معه .. فإنه حكيم عليم
تدبيره لأمور العباد مذهل للعقول ..
ألا ترى كيف يدبر أمر النملة السوداء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء .
فالكون كله تدبيره سبحانه وتعالى .


.

__________________
أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه .. و احفظوا عني :
إن لم تكن إنسان إرادة تلتزم بفعل ما تريد فكن إنسان شغف و أحب ما تريد الالتزام به و ستنجح بإذن الله .