لا اتذكر ان والدي _ رحمه الله عليه _ تحدث معي او مع احد من اخوتي في الامور الجنسية . كان يقول ان ابنائي ليسوا في حاجة الي الثقافة الجنسية او معلومات حول هذا الموضوع , فهم سيكبرون ويعرفون هذه الامور الفطرية بأنفسهم , وكان يعد الحديث حول الجنس (( قلة ادب ))
ويوما بعد يوم يتضائل حجم المسكوت عنه في عالم الفضائيات والانترنت , واصبحت متطلبات الجيل الذي ينشأ في هذه الظروف تختلف تماما عن الاجيال السابقة .
لقد اصبحنا الان مضطرين _ والمضطر يركب الصعب _ الي ان نحدث ابناءنا حول هذا الموضوع الحساس بأسلوب تربوي قبل ان يفعل غيرنا هذا بطريقة قد تؤدي الي تدميرهم .
ووسطالمسؤوليات والمهام التربويه المتعددة الملقاه علي عاتق الابوين , تأتي التربية الجنسية للابناء باعتبارها الادق والاصعب والاكثر احراجا والادعي للتهرب من الاباء والامهات .
ويكمن باعث التهرب او كبح جماح الاسئلة المتعلقة بهذا الجانب الحيوي الي الخلط لدي الكثيرين بين مفهوم العيب وبين حقائق الحياة وسبل تبسيطها للبراعم الناشئة حينما يتفتح للحياة ويبدأ في التساؤل مستعينا بخبرة الاباء ةالامهات بأعتبارهم المصدر المفترض لفكرهم ووعيهم .
ويجد الاباء انفسهم اما خيارين اما الاجابة المنقوصه الداعية الي كبت سؤال الصغير , واما تجاهل هذا الامر الذي يقود في النهاية الي بحث الطفل او الطفلة عن مصادر اخري للاجابه , وهنا مكمن الخطر والعواقب غير المأمونة .
ومن بي الاسئلة التي اذكر اننا القيناها علي ابائنا , ثم تلقيناها نحن من ابنائنا (( من اين اتيت ؟ )) ولماذا تنام ماما بجوار بابا في الليل ؟
ان الواقع الذي نعيشه الان يقول ان الايقاع السريع للحياة , وانشغال الاباء الدائم عن اولادهم , والفروق الفردية والتربويه بين شخص واخر حسب حظه من التعليم والثقافة والحياة
يقول انه لابد وان نعتمد علي ما جاء به ديننا الحنيف , ونأخذ ما نستطيع من اهل الخبرة التربويه ممن هم علي خلق ودين وعلم , لانهم الاقدر علي تحديد المعرفة الازمة لكل مرحلة عمرية , وعلينا ايضا ان نتصارح مع ابنءنا في حدود الادب واللياقة فيما يتحاور فيه الصغار مع الكبار , دون ان نمنعه منعا باتا او نحجب الحديث فيه وكأنه من الاشياء النجسه .
ان الادب والحشمه والاسلوب المهذب يضمن تهيئة البنات والاولاد لهذا الامر المشروع والمرغوب عند الزواج بدلا من لجوئهم الي المصادر المعرفية الغير مأمونة .