السلام عليكم ,

أخي الكريم

وصية الله لرسوله صلى الله عليه وسلم , ( وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَىٰ عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا ) ,

أفضل حل أراه لك , أن تفصل المال , عن العاطفة , وتجعل شيء مقابل شيء بمعنى تضع الضروريات المالية في إطار خاص لا تقربه , ثم تضع جزء خاص ترفعه للنوازل والضائقات المالية المفاجئة من باب المثل المصري خلي قرشك الأبيض ليومك الأسود , ثم تُعالج الكماليات حسب الأهمية والآنية , فتصرف حينا وتمسك حينا آخر , أو توفر من ميزانية شيءٌ مُخصص كميزانية فواتير الهواتف إن كانت 500 شهريا , تضع حدا ائتمانيا 250 ريال وهكذا , لأن مُشكلة الصرف المالي في الغالب تتعلق بأشياء ليست ضرورة وبعضها تافه , وأنا كنت أمر بمثل هذه المواقف لذلك أكثر ما أفادني فصل المال عن العاطفة والحزم ,

عموما المال شيء يجب أن يكون التعامل معه يخضع لرقابة خاصة على القليل والكثير ووضع جدولة مالية كل 3 أشهر تُحدد فيها خطوطا عريضة تعمل في إطارها .

أما زوجتك , فمشكلة الصرف المالي عندها مربوط بها اجتماعيا وتربويا , فأبوها موظف وأمها موظفة وهي موظفة , فكانت لكل واحد منهم حرية في الصرف المالي , فعندما تتغير هذه البيئة , وتفقد زوجتك مصدر من مصادر إشباعها النفسي وتُريد هي أن تُغير من واقعها قليلا لابد أن يكون هناك أثرٌ ناتج عن هذا ولو بعد حين .. لذلك احزم بارك الله فيك وأشركها في التخطيط المالي لحياتكم وضع لها حدوداً معينة تُشبع فيها حبها للمال واجعله مُتقطعاُ لا دائما حتى لا يضرك ولا يضرها , وأظهر لها جديةً في التخطيط ,

ممكن تتخذ خطوات مثل هذه :
1 / تُخصص لها مصروف شهري خاص لها , مثلا ( 1500 ريال ) وتخرج منه فاتورة الجوال , وقل لها أن المبلغ ثابت طيلة السنة بحيث تجمعين من فائضه للمناسبات ( زواجات , أعياد ) . لتقوم بتعويدها على كيفية التوفير , وكن حازما بحيث لو أخفقت في تجميع شيء معين لا تعطيها في مصروفها الشهري لا لعيدٍ ولا لغيره .

2 / حاسب نفسك ماليا أمامها , بحيث تأتي بورقة وقلم وتجلس معها على كأس شاهي أو قهوة وتحسب بصوتٍ عالٍ مصروفاتك الشهرية للبيت والبنزين والسيارة والإيجار ووووو , وهول الأمر وأنه بدأ يصعُب عليك , وأنك مُهتم بمستقبل ابنتك وهكذا ..

3 / من وقت لآخر أظهر أنه مرت بك ضائقة مالية , واحرم نفسك فقط من أشياء كنت تحبها وتأتي بها للبيت , لكي تعلم أنك في مشكلة مالية , وأنت ما تحبه اجعله خارج البيت , مثلا ( تحب أكل مُعين من مطعم , كل في المطعم ولا تأتي له للبيت , وتعطر قبل الدخول لأن البعرة تدل على البعير )

4 / قد تجد صعوبة في تقبلها لوضعك الجديد الذي ستقوم به , لذلك اجعل وعودك بعيدة المدى , مثلا تمنت زوجتك شيئا معينا , قل لها أبشري , بس أنا وضعي الآن كذا وكذا , لكن بعد 4 أشهر سأجعلكِ أنت تأخذينه بنفسك , ويصبح بدل أن تصرف 2000 من راتبك على أمنيتها , تجمع 500 كل شهر لمدة 4 شهور وتجعلها تشتري , لأنك بذلك جعلت قلبها مُعلق بهذا الطلب لأربع أشهر وارتحت في تجميع المبلغ , أما لو اشتريته لها في شهر واحد قد تتطلب شيء آخر وهكذا ,

5 / افتح حسابا خاصا لابنتك واجعله حساب ادخار فقط , وحول له 100 ريال شهريا , أو أكثر , وهذا شيء راجع لك , وتصرفه لها حال زواجها . فمثلا لو وضعت 100 ريال , في السنة 1200 وقل أن زواجها بعد 25 عاما , سيصبح المبلغ ( 30000 ) فتريحك في شراء مسلزماتها وكذلك للإبن , لأن التخطيط بعيد المدى نفقده في مجتمعاتنا .

عندما أردت الزواج قال لي أبي ( اللي ما يرحم نفسه , ما أحد يبي يرحمه ) , قلت له وش المناسبة المفروض تبارك لي ,, قال دلعتك وأنت صغير وكنت أرحمك , وربيتك بعد ما كبرت شوي وكنت أرحمك , وصاحبتك وأنت في مراهقتك وكنت أرحمك , لأنك كنت في بيتي و تحت عيني , والحين أنت في بيتك وتركتك لتجارب الحياة لذلك إن ما رحمت نفسك ما أحد يبي يرحمك .

موفق خير ,,

انتهى

__________________

كلامك جميل لكن هذي النقطه ليش اغلب الرجال مايقصر ع نفسه لكن مجرد ماتطلب زوجته ماعندي
ياخي التوفير يايكون ع الكل ولا بلا توفير وبلا هم

شاكر ومقدر ..



حسنٌ , أوافقكِ على أن التوفير للكل , ومسألة عدم التقصير للزوج عن نفسه وتقصيره اتجاه زوجته ظلمٌ , يجب ان يُحاسب عليه , وشرح لنا رسولنا حال تقصير الرجل عن زوجته بالمال أن تأخذ بدون علمه قدر حاجتها ,

لكن في ردي شرحت فيه كيفية المحافظة على واقع الميزانية المالية للبيت , والمثال الذي ذكرته له سببٌ وهو أن خسارة 20 ريال على وجبة , له أثر بالغٌ على وقف طلبات أعلى قيمة مالية , وتجعل التركيز في أن تكون الطلبات الأخرى ضرورية وعاجلة , فقط , وتكون بعد تمحيص ودراسة .. لأن المداراة المالية ضرورية ..

شاكر لكِ ومقدر ..

انتهى

__________________

صدقتي بهذي .. يعني على بالهم ما تحس انه ما يبغى يعطيها
ولا هو الخير مغرقه

مو غبيه

__________________
الحُب بِشَرَف .. وَصَمْت يَبْقَى هوَ الأنْقَى .. والأصْدَق .. والأرْقَى