لمّا أحاول البدء في كتابة المشكلة ما أعرف من وين أبدأ، أعتقد المشكلة معقدة ومتشابكة جدًا، ومابعرف مين الصح ومين الغلط، كل اللي أعرفه إني متعبة جدًا جدًا ووصلت لنهاية النفق ومافي أي بصيص للنور.. رح أتكلم عن الجوانب الرئيسية في البداية وبعدها حأسرد المشكلة والمعذرة عالإطالة لكن لازم تكون كل الأمور واضحة بالنسبة للقراء .

تزوجت قبل ثمان سنوات من شاب يعيش في مدينة غير مدينتي ، أنا وهو في نهاية العشرينيات من عمرنا ، ما عندنا أطفال .

الجانب الاجتماعي : هو من بيئة مختلفة تمامًا عن بيئتي ، عائلته متواضعة بسيطة جدًا ، فوضويين وأصواتهم عالية حتى وقت النقاش العادي، وعدد الأفراد كبير ، متحفظين فيما يتعلق بمشاكلهم أو خصوصيات بناتهم ، أمه تحبه جدًا وتعتقد أنه ملاك وهو برضو متعلق بها بشكل واضح رغم أنه ما يزورها باستمرار ولا يسأل عنها كمان، ويعتبرها قدوته في الحياة ويتمنى لو أكون مثلها رغم أن تعاملها مع أبوه سيئ جدًا وخال من الاحترام والحب وهذي ملاحظتي عليهم.

أما أنا فعائلتي متوسطة ماديًا لكن علاقاتنا الاجتماعية أوسع وأفراد العائلة متعلمين ، نهتم بالمظهر الأنيق وبالمنزل الجميل والحياة بالنسبة لنا رحلة ممتعة عشان كذا تعلمت أني أعيشها بأفضل شكل: سفر ، تنزه ، تسوق ، عمل . هادئين بطبيعتنا قليلي الكلام ، نميل للصمت عادة ، كل الأفراد على درجة مقبولة من الثقافة والفهم ، نهتم بالإطلاع والثقافة والانترنت رغم إن العلاقة فيما بيننا باردة شوية .

الجانب الشخصي: هو متدين عملي أو كان عملي قبل الزواج ، ما يهتم بمظهره بمعنى أنه يشتري ثيابه مثلًا من أسواق عادية وما يفصلها ، مستحيل يدخل نادي لتخفيف وزنه ، عنده اعتقاد أن الوصول للثلاثين يعني أن الإنسان كبر وانقضت فترة شبابه ، مش مرح ويفكر على طول في الجوانب السلبية من أي أمر ، مش متفائل وسقف طموحاته محدود جدًا جدًا ، يغرق في الأحلام والتخيلات فقط .
لا تتغير قناعاته بسهولة ، يناقش بتفصيل ممل ومتوّه أو يدخل في حالة صمت طويلة .
حريص وأحيانًا أقول إنه بخيل ، يشغل نفسه بالتفكير في التكلفة ، مع ذلك ما يرفض اللي أطلبه لكن لو حبيت شراء سلعة غالية وهو مش مقتنع فبيستمر يعيبها بشكل يخليني أنصرف عنها تمامًا حتى لو كنت أنا اللي حأدفع الفلوس.
مشاعره باردة ، مرتبط عاطفيًا بأخواته ويتقبل نقدهن مهما كان سيئ أو ساخر ، تقليدي جدًا ، يرفض التطور أو ما يتقبله ، عنيد ، في السنوات الأخيرة صار ينهمك في متابعة الأفلام ، اللي لاحظته أنه ما يهتم بتأنيب الضمير بمعنى أنه يرتكب الفعل من دون ما يؤنبه ضميره رغم إنه حافظ للقرآن، أحيانًا يفوت الصلاة أو يجمعها مع بعض رغم إنه يكون مستيقظ وحجته إن المسجد بعيد.
ماعنده أصدقاء ولا يخرج من المنزل ، ما يدخن ، يحب الكرة ويقضي وقته في متابعتها أو في اللعب في الجوال أو متابعة الأسواق الالكترونية وممكن يستمر في فعل واحد من دون ما يملّ منه أبدًا .
عصبي ومستفز ، ما يعترف بأخطائه .
روتيني ومش شغوف بتجربة الجديد ، مثلا زرنا مطعم وكان كويس فرح يزوره باستمرار ، ما يفكر بتجربة مطعم آخر ، وهكذا الأمر منسحب على كل الأمور .
ما يهتم بالمواعيد ، يتأخر عن عمله لدقائق وما يهتم لكون المدير يؤنبه أو يخصم من راتبه .
حنون ما يقصر عليّ في المتطلبات اليومية يحترمني عند أهله ويمدحني كمان .

بالنسبة لي:
مش عاطفية ، مش اجتماعية أبدًا ، قليلة الكلام عادة ، مستفزة ، عصبية وجارحة ، متسامحة مع الأخطاء وسريعة النسيان ، صبورة ، مهتمة بنظافة المنزل ونظافتي بشكل شديد ، ما أخرج من المنزل إلا للعمل وما بحب العلاقات ، علاقتي بأهله ممتازة رغم رسميتها ، اللي يقوله عني إنني أعقد المقارنات بينه وبين الآخرين وإنني أتخيله أسوأ رجل في الكون وكلامه غير صحيح طبعًا ورح أفصل لاحقًا ، يقول إني غير صبورة وحأفصل كمان .

الجانب المادي:
حالته أقل من المتوسطة لكن أمورنا اليومية تسير بشكل تمام، أنا أعمل ما ينقصني شيء من ناحية المتطلبات الحياتية المعتادة .

الجانب العاطفي:
ما يعبر عن حبه بشكل واضح ، ولا عن إعجابه بي ، تعبيراته باهتة ، مرة واحدة قال لي شفتك أنتِ وأختي وكنتِ أجمل منها رغم إنك راجعة من الدوام ، أنا ما نسيت الكلام رغم إنه عابر لكن هي المرة الوحيدة اللي حسسني فيها إني جميلة رغم إن أخواني يمتدحوني دائمًا ، لدرجة أنني أتخيله صديقي مش زوجي ، ما عمره أهدى لي هدية ثمينة ، آخر هدية كانت أول سنة من زواجنا جوال بـ 1400 وبعد كذا كل الهدايا عادية، أغلى هدية يشتريها لي عطر بـ 50 ريال أو وردة مجففة أو غيرها من الأمور البسيطة جدًا ، مع ذلك أفرح فيها وأبتهج وأعبر عن امتناني وأشكره .
طيلة السنوات اللي عشتها معاه ما فكر في مفاجئتي بسفر مثلًا أو برحلة أو غيرها.
صحيح أنا ما أحب الخروج المستمر لكن مش معناه إني راهبة وما أخرج من المنزل خصوصًا إن حياتنا روتينية جدًا وما عندي أقارب ولا صديقات بهذي المنطقة .
ما أعرف هل يحبني أو لا ، يتهيأ لي إنه من الناس اللي يتزوجوا لأن الناس من حوله تزوجوا ، مافي أي عاطفة ، الحياة بالنسبة له مجرد واجب يؤديه وبسّ ، أسافر لأهلي أسبوع أو أسبوعين ما يقول لي وحشتيني ، أو يقولها بس عشان يسكتني لأنه يعرف إني رح أناقشه في الموضوع وأزعل منه ، ما يقول لي أحبك ، يحب أنام بجانبه لحد ما ينام . (أحب طبعه هذا)

أما بالنسبة لي فكنتُ أحبه وكان محور حياتي وقبل فترة بسيطة انكسرت في داخلي كل مشاعري تجاهه ، حسيت مشاعري تبلدت وصرت مش مهتمة بكثير من الأمور ، أسوي الأشياء بآلية مفرطة كأني امرأة آلية لا مشاعر ولا أحاسيس ولا رغبة في ممارسة الأعمال بحب , مثلا الطبخ أطبخ أي كلام ، أرتب نفسي أي كلام ، المهم أكون نظيفة ، ما عدت أهتم بتغيير مظهري ، على طول لابسة بيجامات في البيت ، أحس بالانهاك والاستنزاف ، مهما عملت مافي نتيجة .

بدأت حياتي معاه بزواج أقل جدًا من عادي لدرجة أني أعتبره أكبر جرح في حياتي فلا هو اللي عمله زواج عائلي (وكانت رغبتي) ولا هو اللي عمل زواج محترم، لا كوشة ولا حتى مكان لجلوسي بعدما أرجع من عند الكوافيرة !! المشكلة عنده أخواته وكلهم عملوا زواجات محترمة وكان عارف إنه غلط اللي يسويه لكن لا هو ولا أهله احترمونا .
الزواج جرح عميييق جدًا ، بعد الزواج سافرنا في نقل جماعي لإحدى المدن !! لو أقولكم ما كان عنده مادة أو ظروفه كانت صعبة فأكيد رح أتسامح معاه لكن ما بعرف مين اللي أشار عليه واحنا كنا ناوين نسافر خارج المملكة ! كنت عايشة بقهر شديد وهذا سبّب توتر في علاقتي معاه وما قدرت أتسامح معاه وبكل ذكرى لعيد زواجنا أتذكر وتجيني غصة ويتحول اليوم لنكد ، طبعا لما نتناقش في الموضوع يقول أنا سألتك وقلتِ عادي، فعلا أنا قلت زواج بسيط بس مش بالبساطة اللي عملها ، أنا قصدت من دون تكاليف وما في داعي نتزوج بقاعة مشهورة أو غيره ، استراحة محترمة وانتهينا ! وبخصوص الرحلة التعيسة هو سألني فعلًا لكن ما كنت عارفة أيش يعني نقل جماعي لأن ما عمري سافرت معاه وما توقعت إنها لمدة 3 أيام فقط !! وبقية شهر الزفت أعيشه رايحة لأهله !

استأجر شقة سيئة جدًا ووعدني نتنقل منها خلال عدة شهور وبقدرة قادرة صارت الأربعة أشهر سنوات تعيسة جدًا ولا يوم مرّ بدون مشكلة أو نقاش بخصوص متى نغير السكن ، وفوق هذا يقول أنتِ مش صابرة ، الزواج صبر عالحلوة والمرة ، لو أنا مش صابرة كنت عند أهلي من زمان ، ولو مش صابرة كنت فضحته عند الجميع وطلعت مشاكلنا ، مش عارفة كيف فاهم الصبر ! يتوقع إن الصبر أني أسكت عن حقي تمامًا ولا أطالب فيه وأعيش معاه مبتسمة وراضية ومش مهم حالتي النفسية ولا شعوري ، يقارنني بوالدته اللي على مشارف الستين ! أمه الآن زاهدة في الحياة ومش مهتمة إلا براحة بالها وراحة أولادها ، لكن من قبل هل كانت صابرة ؟ يشوفها في هذا العمر ويعتقد أنها النموذج الأمثل للمرأة ! مش ظلم تتقارن بنت في العشرين بامرأة في الخمسين ؟! أعيش بجسد شابة وروح عجوز ، مش حرام ؟!

عشت ضغط نفسي شديد جدًا ، هل اعتذر ؟ لا ، هل اعترف بخطأه ؟ برضو لأ ، دائمًا أنا السيئة وأنا الشريرة وأنا اللي مش صابرة ، فعلًا أنا جارحة لكني وصلت للمرحلة هذي بعدما دمر كل شيء حلو تتمناه بنت بعمري ، أنا ما أعاني من أي نقص بشهادته ، مهتمة بنفسي وبالبيت ومهتمة فيه والكل يمدحني وهادئة ومش متطلبة ، لا ضغطت عليه ماديًا ولا طالبته بالمستحيل ولا خرجت أسرارنا لأي أحد ، كل اللي أطلبه حياة محترمة ، سفرة حلوة لمكة ، خلال سنوات زواجنا رحنا مكة مرتين فقط وعائلتي وعائلته يسافروا سنويًا بحجة الظروف، أنا ما طالبته نسافر برّا زي أخواته ولا طالبته أعيش بقصر ولا قلت له يجيب لي لبن العصفورة ! كل اللي أبغاه رحلة لمكان بعيد ، طلعة حلوة من دون نكد ، كلام حلو ، الحياة كلها نقاشات في أمور السياسة أو في التوقعات السياسية المحتملة أو القوانين أو غيرها لدرجة ما بعرف إيش النقاشات اللي يناقشوها الأزواج مع بعضهم ، أشوفه لما نخرج مع أهله سعيد ومبسوط ولا يجيب طاري السياسة ، قلت يمكن لأنه ما بيني أنا وهو حياة مشتركة وذكريات مشتركة ، يمكن أنا مملة أو لأني ما أعرف أتكلم ، ما أعرف !

أتمنى يفاجئني بشيء أتمناه ، من زواجنا ما فكر يشتري لي جوال إلا مرة واحدة ، ومن بعدها وأنا أشتري جوالاتي بنفسي ، وأنا أشتري عطوري والحاجات الغالية اللي عارفة إنه مارح يجيبها لي ولو جابها بيذلّني وبيطفشني بسببها .
لما أناقشه يقول هذي ظروفي ولازم تتحملي ! طيب إلى متى ؟! دخلنا الشهري لا بأس فيه والحمد لله، وما عندنا أطفال ولا مصاريف ومتطلباتي قليييييلة جدًا ، مافي تخطيط ولا في تصريف للمادة بشكل صح ، يمر الشهر ورا الشهر واحنا مكانك سرّ ، سيارته بالكاد توصلنا لمشاوير داخل المدينة ، كلما قلت له اشتري سيارة يقول ما رح أشتري أقساط ! طيب جمّع ! اعمل جمعية ، مش مشكلة متنازلة عن كل شيء ويدي على يدك بس خلينا نشتري سيارة ، وما في فائدة ، ينتظر المال ينزل له من السماء عشان يشتري سيارة بدون تقسيط وبدون توفير !! يقول لي في أوقات الصفاء: أوعدك لما نشتري سيارة حنروح وحنسافر وحنعمل و ... ، طيب متى بالله؟ لما أصير في الأربعين ؟ لما أصير عجوز ؟ أخوه يعمل أعمال إضافية عشان يسدد أقساط السيارة وعشان يعيش في مستوى مادي مقبول ، ليش ما تشتغل أي شغلة بعد دوامك ؟ ليش ما نجمع ؟ إلى متى بتستمر حياتي بنفس الوتيرة ؟
ونفس الحكاية بالنسبة للحمل ، ما فاتحني في موضوع العلاج ، ولا عمره صرح لي برغبته في إنه يكون عندنا أطفال ، الموضوع عادي بالنسبة له ، كل الأمور في الحياة عادية ، تعالجنا كم مرة وما كملنا ورغم إن المسألة مش مهمة بالنسبة لي لكن هل حيروح شبابي كذا ؟ ولمّا أكبر بيقول عني عقيمة ويروح يتزوج عليّ ؟! لو زوجة أخوه حملت بيقوم الدنيا عليّ بس هو ساكت حاليًا لأن كمان أخوه لسا ما أنجب .

لما نطلع السوق أتمنى يكون أنيق ، أتمنى أشوفه زي كل الشباب في الدنيا مهتم بنفسه وبجسمه من دون كرش .. ، هذي حاجات مش مستحيلة وهي في صالحه وصالح صحته ، طلبت منه بجميع الطرق إنه يخفف وزنه ، اشترينا سير كهربائي ومركون ما عمره استخدمه إلا كم مرة ، أخوه مهتم بنفسه وبأناقته رغم أن زوجته أمية وما تعرف تقرأ !! أخواني مهتمين بأنفسهم ، أزواج أخواته ، أقاربي .. كل الشباب اللي بعمره عايشين مرحلتهم وهو مش راضي يتعدل ، طيب أنا كزوجة يجرحني إن زوجي يكون الأقل !! كيف ما أقارن وهو ما يستجيب لأي رغبة من رغباتي واللي هي في صالحه؟! لما نروح لأهله يتعرض لسخرية من أخواته بخصوص ثيابه ، أنا أتعب وأهتم وأنظف وأغسل وهو أحيانًا يخرج من دون ما يسرّح شعره، إذا كان مش عشانه عشاني أنا، عشان ما يقولوا زوجته وينها !! أقسسم بالله شعور سيئ وأنا أفضل واحدة فيهم شكلًا وأناقة وعلم !! لو أشياء مش بيده والله ما رح أضغط عليه ولا أطالب فيها لكن أشياء بسيطة ، أشياء تعبر عن اهتمامه بي وحبه لي ، لو طلب مني المستحيل مارح أرفض وبأستمر في المحاولة عشانه !

ما يستحم إلا مرة كل 3 أيام رغم إنه يعمل طيلة النهار وعمله مش مكتبي ! أنا اللي جالسة في البيت أستحم مرة أو مرتين في اليوم ! وهو رجل يعني لا تجفيف شعر ولا كريمات ولا غيره ليش ما يهتم بنظافته ؟ كيف يتوقع إني بأكون مقبلة عليه وهو كذا ؟

نقاشاتنا دائمًا تنتهي بمشكلة ، ما يعطيني فرصة أعبر عن رأيي ، يتكلم باستمرار ، يسترجع الحاجات اللي يحب يسترجعها ويطنش الأشياء اللي تدينه وتأكد غلطه ، لما نتخاصم ما يعاملني بحبّ ، طيب مهما كان احنا أزواج ، ليش تنفجر مشاعر الكره هذي وقت الخصام ! وين الحب ؟ وين السكن والمودة ؟ حتى لو أنا غلطانة ليش ما عمره طبطب عليّ وقال لي معليش يا حبيبتي ؟ أنا مش رومنسية ولا عاطفية بزيادة لكنها بديهيات ، كيف أتحول لعدوّة بحجة اختلاف بسيط ؟!

يعصّب بشكل شديد وممكن يرمي أي شيء بيده حتى لو كان هذا الشيء ثمين، آخر مرة رمى جواله اللي اشتراه بعدما ترجيته لأن جواله القديم كان نوكيا عادي وأنا أحب إنه يستخدم الواتساب ويشوف اليوتيوب ويعيش كأي شاااب في هذا الزمن، انتهى الجوال وعارفة إنه مارح يصلحه ولا بيغيره وبنرجع لنفس حكاية النوكيا ، بكيفه تعبت معاه واللهِ كأني أمّ ، فقدت إحساسي بكوني زوجة ، إذا صارت مشكلة يتنرفز وأخاااااف يصير له شيء وأنسحب وأرجع أشفق عليه وأراضيه حتى لو كان غلطان 1000 % وهو يا ليته يرضى ، إلا يكابر بزيادة ولا أسمع منه كلمة آسف أو خلاص لا تخافي أو اهدأي أو غيرها ، أبكي حتى تتغير ملامحي وهو مش مهتم أبدًا .
ينتظر أخطائي ولو قلت إنه يتربص بها مارح أكون مبالغة ، مثلا كلمت خالي يرسل أوراق لأهلي وطلب مني زوجي إنه يصور الأوراق قبل لا يرسلها خالي ، كلمته خالي وأرسلها ونسيت أقول له عن التصوير ، مع العلم إني متأكدة إن عندي أكثر من نسخة في البيت ، بمجرد ما قلت له ردّ بأسلوب جلف جدًا: الله يهديك ، ما قلت لك لا تنسي ، و... هات يا تأنيب وكأني طالبة عنده في الابتدائية ، ولا سلوك مني يتقبله أبدًا ، وكأن عمري 10 سنوات أو أقل كل تصرفاتي تحت المجهر وتحتاج لتعديل وتصويب ، ولو كنت غلطانة فيا الله ايش ممكن يعمل !! تأنيب وبيظل يناقش ويناقش ويذكرني بالغلط حتى أكره نفسي وأكرهه وأكره كل الحياة .

لو حسيت بالحرّ في السيارة وفكيت القفازات يسوي لي حكاية طويلة عريضة وكأني قاصرة ما أفهم ، رغم إني الوحيدة اللي في العائلة ملتزمة بالحجاب الشرعي ، ما عمره فكر يوبخ أخواته أو بنات أخواته المتبرجات ، لو مسألة غيرة حأتقبل الموضوع لكن مش غيرة بقدر ما هو تسلط واستقواء عليّ وبحث عن أي سبب عشان تصير مشكلة .

لما نطلع السوق يكلمني بصوت مرتفع مثلا يقول لي هذي السلعة غالية ما تسوى ، وأكون اخترتها أنا وعاجبتني ، محتاجة رأيه فيها لكن بهدوء مش يسمّع الناس حوارنا ، أقول له طيب أسكت خفض صوتك شوي ، يقلبها زعل ويقول أنا غلطان اللي أشير عليك وأنا حمار ما أفهم ايش دخلني أقول رأيي ، أنتِ تبغيني أكون ساكت على طول ! في فرق بين إنك تتكلم معي وبين إنك تفضحني قدام الناس !!
وهكذا في كل مكان مشكلة تطلع لي من تحت الأرض ، لدرجة أتعجب لما أروح لأهلي وأشوف حياتهم كيف مستقرة ما شاء الله ، حتى مشاكلهم هادئة وما يطلع لهم صوت ، الخروج متعة والحياة بأكملها متعة وكمان لما أخرج مع أهله ما أتكدر ، ليش المشاكل تصير لما نكون وحدنا ؟! ما بعرف يا أنا الغلط يا هو ، أكره نفسي وأحس بالمهانة وأنا أحاول أخلي مزاجه رايق لما نخرج وأتجنب أي شيء ممكن يخليه يتنرفز علمًا إني لحد الآن ما أعرف إيش اللي يفرحه وإيش اللي يزعله .

ما أعرف وين أساس المشكلة اللي تسببت بكل المشاكل بيننا ، ما يمر أسبوع بدون مشكلة وخصام ، كنت أسترضيه وأعتذر وكان يهتم إذا بكيت ، الآن حتى لو بكيت ما يهتم إطلاقًا ، وما صار لي مزاج أعتذر حتى لو كنت غلطانة ، لأنه تعود على اعتذاري المتكرر بسبب أو بدون سبب ، ما صار يهمني ينام بجنبي أو يروح آخر البيت ، كنت ما أحب ننام واحنا متخاصمين ، الحين مش مهتمة ، ومش حريصة على أي نوع من أنواع الاستقرار النفسي أو غيره .
حاسة بالاختناق وأني أعيس بدوامة ما تتوقف أبدًا عن الدوران ، كلما صلح جانب خربت جوانب أكثر ، كل حدث في الحياة ممكن يتحول لمشكلة معاه ، لا أنا اللي بأكون نفس والدته لأني زوجة مش أمّ ، ولا هو اللي مستعد يتعدل عشاني .
حاسة إني بسجن ومش عارفة متى أخرج منه ، ممكن تكون مشكلتي في المقارنات لكن طبيعته هي اللي دفعتني أقارن ، يعني لما نكون الأقل بين الناس لدرجة الكل يتعاطف معانا ويعتبرونا مساكين ويا حرام !! واحنا والله ما ناقصنا شيء إلا شوية تخطيط وتعديل المظهر فيما يتعلق به ، شوية ترتيب للأولويات ، علمًا إنهم يشوفونا سعداء فيما يتعلق بحبنا لبعض وعلاقتنا لأنه وللأمانة يعاملني بشكل جميل قدام أهله وأهلي .
أيش الحل برأيكم ؟ كيف أتجاوز كل هذي المشاكل والفروقات والاختلافات الفظيعة بيني وبينه ؟ أحس مستحيل تستمر حياة أي زوجين وهي بهذا الشكل .


أتمنى أعيش أسبوع واحد استقرار وبعدها أموت ، تعببببت .