السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
والله يا أختي كدتِ تخدعينني بكلامكِ الأول .. وظننت ان رغبتكِ في كبير السن هي رغبة إنسانية رغم أنها غير مألوفة إلا أنها موجودة لدى بعض الفتيات بسبب ظروف نفسية في المقام الأول.
ولكن ردكِ الأخير أوضح لي الفكرةأكثر وفهمت أن مشكلتكِ الأساسية هي أنكِ لا ترغبين في التورط في مسؤوليات الزواج .. ولا ترغبين في الخضوع لسلطة الزوج .. وترغبين ببساطة في حمل لقب زوجة دون القيام بأي مجهود يذكر اللهم إلا أن تطلبي فتجابي .. وأن تكوني المحبوبة الأثيرة المدللة!!!!!!!!!!!!
أتفهم بالطبع وجود مشكلة لديكِ بخصوص فشل ارتباطكِ الأول .. ولكن الحقيقة أنني لن أستطيع أن أنظر للمشكلة باعتبارها صدمة لكِ بقدر ما سأضطر للنظر إليها باعتبارها كانت فرصة لتظهر مدى قدرتكِ على تحمل مسؤولية وواجبات الارتباط من عدمها .. وواضح بالطبع أنكِ غير مستعدة لذلك.
عزيزتي..
مع احترامي الشديد .. فما دمتِ أنتِ غير قادرة على تحمل مسؤوليات الزواج كما تقولين .. فإن غالب ظني أن فشل الارتباط السابق كان بسببكِ أنتِ وليس بسبب زوجكِ السابق .. لأن من يجهلون معنى الزواج الحقيقي هم من يستثقلون مسؤولياته .. وهم من يكونون أقل صبراً وأكثر عناداً .. وأقل فهماً لطبيعة العلاقة بين الرجل والمرأة .. وأكثر خطأ في تفسير مواقف وتصرفات ودوافع الرجل.
على كل حال .. إن كنتِ تعتقدين أن زواجكِ من كبير السن سيكون أكثر راحة لكِ .. فافعلي .. ولكن اسمحي لي بأن أذكر لكِ قصة صغيرة لكهل من أهلي .. حيث تزوج بعد وفاة زوجته من أخرى كانت أيامها في السابعة والعشرين من العمر .. ووالله إنها لم ترَ معه يوماً حلواً .. ولم تحظ بأي تدليل أو حنان أو معاملة خاصة إلا عندما كان يريدها في الفراش رغم أنه أصلاً كان يعاني ضعفاً في هذا الأمر بسبب مرضه وكبر سنه .. ووالله إنه كان يستجيب لطلب لها ويرفض عشرة.
لا أقصد بقصتي هذه التعميم بالطبع .. ولكنني فقط أود أن أوضح لكِ أن ليس هناك شيئاً عاماً ومطلقاً في الدنيا .. فليس كل الشباب سيئون .. وليس كل الكهول جيدون في الحياة الزوجية.
فافعلي ما ترينه مناسباً لكِ .. ولكن احذري .. فالندم لا يصلح ما نفسده بسوء قراراتنا وأحكامنا.
هداكِ الله.
__________________
اللهم طِيبَ الأثر .. وحُسْنَ الرحيل.