جاء مندفعاً كالمنحطّ من جبل .. يزبد ويرعد كصوت مطرٌ هطل ..
قلت : من أغضبك ؟ لأنتصرنّ لك ..
قال : أكل بعضي بعضاً .. قلت مما ؟
قال : نكّدت عليّ عيشتي .. وتكدّرت بسببها عشرتي .. فكلما دخلت إلى بيتي رفعت صوتها .. واكثرت طلباتها .. وبثت شكوكها ..
ولولا ما بيني وبينها من الذريّة لـــ .... قلت : تمهّل أيها الحكيم ... وسأصف لك أسلوباً للتخلّص منها !!
قال : كيف ؟استعجل عليّ .. قلت : الآن ، ولكنه يحتاج إلى تجميع ..
وبعد أن استراح .. قلت : سأسألك عشرة أسئلة .. أجبني فيها بنعم أو لا .. ثمّ كرّر بعدها سؤالي كجزءٍ من جوابك فقط ولا تزد على ذلك ..
أولاً : هل أخطأت زوجتك في حقك ؟ قال : نعم .. أخطأت زوجتي في حقي ..
ثانياً : هل أشعرت زوجتك بأنها أخطأت في حقك ؟ قال : نعم .. أشعرت زوجتي بأنها أخطأت في حقي ..
ثالثاً : هل كسرت زوجتك أثاثاً أو أتلفت مالاً ؟ قال : لا .. لم تكسر زوجتي أثاثاً ولم تتلف مالاً ..
رابعاً : هل تقيم زوجتك صلاتها .. وتحافظ على عرضها ؟ قال : نعم .. تقيم زوجتي صلاتها .. وتحافظ على عرضها ..
خامساً : هل تقوم زوجتك بتربية ولدك .. ورعاية منزلك ؟ قال : نعم .. تقوم زوجتي بتربية ولدي .. ورعاية منزلي ..
سادساً : هل تقوم زوجتك بواجب الضيافة لضيفك ؟ قال : نعم .. تقوم زوجتي بواجب الضيافة لضيفي ..
سابعاً : ما الذي أغضب زوجتك منك ؟ قال : لا أدري .. ما الذي أغضب زوجتي مني ..
ثامناً : هل تقوم أنت بحقوق زوجتك عليك ؟ قال : أجتهد أن أقوم بحقوق زوجتي عليّ ..
تاسعاً : هل غضبت زوجتك منك أو غضبت عليك ؟ قال : بل غضبت زوجتي مني ..
عاشراً : هل ظهر خلافكما إلى بيت أهلك أو بيت أهلها ؟ قال : لا .. لم يظهر خلافنا إلى بيت أهلي ولا إلى بيت أهلها ..
قلت : قم يا حبيبي .. واسمع نصحي .. فإنّ الحلّ بيدك ـ بعد الله ـ .. فإنّ من هذه مواصفاتها .. لن ترفع صوتها إلا لتقصير منك .. ولم تطلب إلا لنقص منك .. ولم تبث شكوكها إلا لكثرة غيابك وابتعادك عن منزلك ..
فاذهب وأحضر ما طلبت لبيتك وأولادك .. وخذ إجازة ولو يومين من عملك .. وعلى قدرتك رفّه عليها وعلى ولدك .. ولا تعتذر .. ولا تستعيد موقف الخصام .. بل انتقل مباشرة إلى الصفا والحبّ والنقا .....
وتذكّر قال ربك الحكيم : (.. والله يحب المحسنين .. ) ...
مضى .. وأرجو له التوفيق .. فإنّه رجل عاقل ...