
|
السؤال هل يجوز الكذب على الأطفال حتى لا ألبي بعض مطالبهم؟ الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فالكذب على الأطفال محرم كالكذب على الكبار، ففي مسند أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من قال صبي تعال هاك ثم لم يعطه فهي كذبة ، وصححه الأرناؤوط وقال: على شرط الشيخين. وفي الكذب على الأطفال من المضار ما لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى، ومن ذلك: - تعويد الأطفال على الكذب إن هم علموا بذلك. - فقد ثقة الطفل في أبويه حينما يجرب عليهما الكذب. وغير ذلك من المضار، لكن بوجه عام إذا اضطر المرء إلى الكذب، وكان في كذبه مصلحة محققة مع عدم الإضرار بالغير، فقد أباح العلماء له ذلك قال الإمام البخاري رحمه الله: باب المعاريض مندوحة عن الكذب. ا.هـ ومعنى المعاريض: أن يتكلم بكلام يقصد منه شيئاً، وظاهر لفظه يدل على غير ما قصد، كما كان يقول أبو بكر حينما سئل وهو مهاجر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم: من هذا معك؟ فكان يقول: هادٍ يهديني رواه أحمد وغيره، وهو صحيح. فيفهم السامع أنه يقصد بالهادي الدليل الذي يدل على الطريق، وهو يقصد الهادي الذي يهدي إلى الله تعالى، وذلك لئلا يعلموا أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فيؤذوه. فما كان من باب تحصيل المصلحة دون الإضرار بأحد جاز فيه الكذب على الأطفال وغيرهم، والمعاريض في هذه الحالة أفضل، وما لم تكن فيه مصلحة فلا يجوز الكذب فيه بحال، وراجع الفتوى رقم: 26391، والله أعلم. |
|
السؤال أخبرتني قريبة لي عن أمر يخصها وقالت لي: أمانة لا يطلع عليه أحد ـ وأيضا قالت لا تخبري أحدا ، وبعد مدة من الزمن أخبرت أشخاصا بالأمر، فهل علي إثم بذلك؟ وهل قولها: أمانة لا يطلع لأحد ـ يعتبر من الأمانة التي عجزت عن حملها السموات والأرض؟ وهل يجوز قول أمانة عند الإخبار بالسر؟ أرجو إفادتي جزاكم الله كل خير، وعذرا على الإطالة. الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، وبعد: فلا شك أنك قد أخطأت في إفشاء سر قريبتك، فإن من استؤمن على حفظ سر لا يجوز له إفشاؤه، جاء في الجامع الكبير للسيوطي: عن ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ إنما يتجالس المتجالسان بأمانة الله، فلا يحل لأحدهما أن يفشى على صاحبه ما يكره. وفي سنن أبي داود مرفوعا: إذا حدّث الرجل بالحديث ثم التفت، فهي أمانة. وقال الحسن البصري: إن من الخيانة أن تحدّث بسر أخيك. ولذلك، فإن عليك أن تتوبي إلى الله تعالى، فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، وكل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون، ونرجو أن يقبل الله تعالى توبتك ويغفر ذنبك، والتكاليف الشرعية كلها ـ ومنها حفظ السر ـ من الأمانة التي عرضها الله تعالى على السماوات والأرض والجبال فأبت حملها، كما قال أهل التفسير، والأمانة المذكورة هنا هي التكاليف التي يتعلق بأدائها الثواب وبتضييعها العقاب. قال القرطبي: والأمانة تعم جميع وصائف الدين على الصحيح من الأقوال، وهو قول الجمهور. والله أعلم. |
| مواقع النشر |
ضوابط المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
BB code متاحة
الابتسامات متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
|