لا أطيق أهل زوجتي / زوجية
اقتباس:
إخواني و إخوتي الكرام.. السلام عليكم، وطيب الله مسعاكم..
قصتي طويلة، فمعذرة:
درست ثم عملت وجمعت من فضل ربي من المال الكثير، وعدت إلى بلدي لأتزوج وأحصن نفسي لأني كنت أرفض هناك مجرد لمس يد أيٍ من زميلاتي في الدراسة أو العمل.. ووجدت من ظننتها جوهرة حياتي وهدية الله لي.. والحقيقة أن كان الأمر كذلك فعلاً لسنين عديدة، فلكرم أخلاقها هي التي أصرت في بداية زواجنا على مساعدتي لإخوتي في حياتهم مهما كلفني ذلك.. وقد كان أن تركت لإخوتي حق التصرف في جميع أموالي تحت سمع ومراقبة والدي، ثم حدث أن نهبني أقرب الأقربين، واستدان باسمي (بالتوكيل) وأصبحت مدينا للبنك، وعشت سنواتٍ طوالٍ مع البنوك في المحاكم، حتى فرج الله كربي من عنده فقط.. وقد حدث أيضاُ من إخوتي وأسرتي أن تعمدوا سجني بعدما أفلسوني من قبل، ببلاغاتٍ وشهاداتٍ مزورة إمعاناً في إذلالي كي لا تتبقى لدي ثمة طاقةٍ تعينني على المطالبة بحقوقي....
وخرجت من السجن بقصصٍ مؤلمةٍ جداً، لأني ببساطة وجدت من المجرمين الكثيرين ممن سخرهم الله لخدمتي تعويضاً عما لاقيته من أهلي، بل إن شعبيتي –لا سيما الدينية- فاقت زعماء المساجين.. ثم خرجت لأجد الشيوخ يفتونني بضرورة وصل من قطعوني، وفعلت ذلك واجتهدت فيه..
والحق أن زوجتي تحملت معي هذا الطريق الشاق الذي بدأت فيه من الصفر مرةً أخرى، حتى أغناني الله من فضله ثانيةً، وأصبحت أمتلك شركةً وبضعة ملايين، وأصبح من نهبني من أقرب المقربين هو من افتقر ويطلب مني المساعدة دوماً، وبالطبع لا أتأخر عنهم..
إلى هنا والقصة عادية..
لكن المؤلم الآن، أنه -وبعد أن استقرت أمورنا بشكلٍ رائعٍ- بدأت المشاكل من زوجتي وأهلها بشكلٍ كبيرٍ.. فأنا لا أطيقهم لأسبابٍ كثيرةٍ، منها أنهم مثلاً يستهزئون -سراً مع بعضهم أمامي- بمن يساعدهم وهم لا زالوا في بيته، دون أدنى مراعاةٍ لأخلاقيات المسلمين.. وفي نفس الوقت يعتبرون أنفسهم مثالاً إسلامياً لا يمكن أن يخطئوا..
وقد قررت أن أمنعهم من دخول بيتي كي لا يتأثر أولادي بأخلاقهم عندما شعرت ببداياتٍ لذلك.. لكني في نفس الوقت أسمح لزوجتي بزيارتهم، بل وأوصلها دوماً إليهم.. كما لا أمانع قط من اتصالها بهم حتى لو كان ذلك لساعاتٍ طوالٍ كل يومٍ.. وبرغم ذلك استمرت المشاكل بيني وبين زوجتي التي تصر على أنني أحرمها من أهلها..
وتزداد المشاكل يوماً بعد يومٍ عندما تشعر بنجاحاتي المادية وفشل إخوتها، لكن بصورة غير معلنة وربما لا تشعر هي بنفسها، كأن تتعمد الرفع من أهلها أمامي بشدةٍ لتصل إلى التكبر عليَ أنا نفسي..
وقمة السوء يحدث عندما أسافر وأكون بحاجةٍ نفسيةٍ ملحةٍ إلى كلمة حنانٍ من زوجتي، وأطلب منها صراحةً ذلك، وأقول لها كي لا أنزلق إلى أي كلمةٍ أسمعها من أي امرأةٍ أخرى، أرجوكي كوني معي..!!
لكن النتيجة هي أنها بدلاً من أن تهتم لأمري، تزداد في شكوى حرماني لأهلها من دخول بيتي، في تكرارٍ أقل ما يقال فيه إنها مساومةٌ غير مباشرةٍ.. أي بمعنى أنها ستعطيني الحنان بعد أن أسمح لأهلها..
قد تفعل ذلك دون درايةٍ أو وعيٍ كاملٍ منها.. لكنني لم أعد أرى في استمراري معها ثمة فائدة، فأنا أولاً و آخراً بشر، ولي مشاعر واحتياجات عاطفية.. ولا أستطيع أن أعيش دوماً في هذه المساومات التي تزيد من الضغط الهائل الواقع عليَ أصلاً من تنوع و تشعب أعمالي في ثلاث دولٍ عربيةٍ..!!
قمت خلال سنةٍ مضت باستدعاء العقلاء من أهلها (بعد وفاة والدها رحمه الله) مع أمها التي أكره تصرفاتها بشدةٍ.. وفي كل مرةٍ أكون مصراً على الانفصال لأنها لا تحترم قوامتي وترى لنفسها حقوقاً ما أنزل الله بها من سلطان.. وفي كل مرةٍ لا يجد عقلاء أهلها ما يطلبونه مني، ويوجهون لها اللوم، ثم يوجه لي الرجاء أن أبقي عليها شهرين أو ثلاثة في تجربةٍ أخيرةٍ للوصول إلى احترامها لقيادتي في البيت، ولاستجابتها.. وكي لا تشعر بالضغط أو الإذلال أهديها بعد كل مشكلةٍ هديةً قيمةً نوعاً ما، كي أشجعها وأرفع من معنوياتها وأقربها لي..
وهكذا أربع مراتٍ بمعدل تقريباً كل ربع سنة يحضر أهلها في محاولة انفصال مني..!!
ولما حصل أن ساومتني –أكرر أنها قد لا تشعر أنها تساومني- على التجاوب العاطفي معي مؤخراً بعد أن أسمح لها أولاً بدخول أمها بيتي، هنا وقفت معها وقفةً أخيرةً وطلبت من عقلاء أهلها أن يحددوا طلباتهم المادية كي تفارقني، وأبلغتهم أنني موافقٌ على طلباتها مقدماً، لكن ليس لدى أي استعداد لتجارب أخرى معها..
الأشد إيلاماً في الموضوع، أن لي أولاد ثلاث، أكبرهم في المرحلة الثانوية.. وأقنع نفسي أنها قادرة على استكمال تربيتهم كما فعلت من قبل معهم.. كما أنني لا أمانع من الانفصال عملياً لا رسمياً كي لا يؤثر ذلك في نفسية الأولاد، أن أمهم أصبحت مطلقة..
كل ما سأفعله هو الإكثار من وجودي خارج دولتي، بعيداً عنهم، وزيارتي لهم كل شهر أو اثنين مثلاً.. وسأصبح مجرد آلة لجلب النقود لا أكثر.. حتى أنني لا آمل الزواج ثانيةً لكبر سني في الأربعينات أولاً ولضعف ثقتي في النساء بعدها ثانياً..
أرشدوني أكرمكم الله..
|
الرأي الإستشاري
بسم الله الرحمن الرحيم
زوجتك إنسانة رائعة وأنت أيضا زوج مثابر والموضوع بسيط بإذن الله سأحلل لك الموضوع نقطة نقطة وسأخاطب عقلك بالمنطق ثم أضع الحلول
المرحلة الأولى
المشهد الأول
أسا ء أهلك إليك كثيرا وتسببوا لك في المتاعب لسنوات ليست بالقليلة فعرضوك للإفلاس بل وللديون والمحاكم وأذعنوا في الإساءة إليك إلى أن أدخلوك السجن
على الجانب الآجر كانت زوجتك تحضك على البر بأهلك ووقفت إلى جانبك في محنتك وتحملت المشاق معك
منّ الله عليك وفتح عليك أبواب الرزق مرة أخرى استفتيت العلماء فأخبروك أن عليك وصل أهلك الذين أساؤ إليك وقطعوك وفعلت ذلك واجتهدت فيه
وكنت لا تتأخر عنهم إذا طلبوا منك المساعدة بالرغم ممافعلوه بك والحقيقة أنني هنا أقف إجلالا لموقفك النبيل من أهلك الذي إن دل فإنما يدل على سمو نفسك
ورفعتها حيث خلصتها من الشوائب والأحقاد والضغينة والشحناء فارتقت لمّا قدمت ماقاله الله ورسوله صلى الله عليه وسلم على حظوظ نفسك
فاسمح لي أن أسوق لك بعضا من البشائر التي وردت في الأحاديث الشريفة لتطيب نفسك وتهنأ بما فعلت
في الحديث المتفق عليه عن أبي أيوب الأنصاري أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عمل يدخله الجنة ويباعده من النار
فقال صلى الله عليه وسلم : (( تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصل الرحم )) رواه البخاري (1396) ومسلم (13) .
أبي هريرة –رضي الله عنه- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" ثلاث من كنّ في حاسبه الله حساباً يسيراً ، وأدخله الجنّة برحمته.
قالوا: ما هي يا رسول الله ؟ بأبي أنت وأمي، قال: تعطي من حرمك، وتصل من قطعك، وتعفو عمن ظلمك، فإذا فعلت ذلك تدخل الجنّة ".
وعن أبي هريرة –رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبداً بعفوٍ إلا عزّا ، وما تواضع أحدٌ لله إلا رفعه الله عز وجل"
صلة الرحم سبب لزيادة العمر وبسط الرزق عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه)) رواه البخاري 5986, مسلم 2557
وقال صلى الله عليه وسلم
(( ليس الواصل بالمكافئ ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها)).أخرجه البخاري (5991)
وفي حديث عند مسلم (2558 ) عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً قال: (( يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني
وأحسن إليهم ويسيئون إلي وأحلم عنهم ويجهلون علي, فقال : لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل ولا يزال معك من الله ظهير عليهم مادمت على ذلك)).
أكتفي بهذا القدر وإلا فالأحاديث كثيرة والحديث يطول عن فضل صلة الرحم .
المشهد الثاني
ذكرت جملة أسباب جعلتك لا تطيق أهل زوجتك مما أدى إلى منعك لهم جميعا من دخول بيتك سنتناولها بالنقاش
النقطة الأولى والثانية والثالثة والرابعة لا تعنيك بأي حال من الأحوال كون تحصيلهم العلمي رديء ودرجاتهم متدنيه وكونهم يدخنون ولا يهتمون بالدين إلا شكليا ووقت الضرورة
ولا يحسنون التصرف تجاريا وماليا يعتبرون مبذرين كل هذه أمور تخصهم فهذه حياتهم ولا تمسك بأي شكل
فإن حصلو ا على درجات علمية رفيعة فلأنفسهم وإن نجحو تجاريا فلأنفسهم أيضا وإن فشلو فلن يتضررإلا هم
وهكذا مع باقي الأمور المذكورة فدينهم وأخلاقهم لهم كما أني فهمت من حديثك عنهم أنهم ليسوا بذاك السؤ أقصد أخلاقيا ودينيا
فهم ليسوا أصحاب سوابق وسرقات ولا مدمني خمور كما أن لديهم شيئا من التدين مما يدل على أن فيهم خير بإذن الله
فأصلهم طيب ووالدهم رحمه الله قد شهدت له بالخير وزوجتك والتي هي أحد أفراد تلك الأسرة أثنيت على أخلاقها وعلى دينها
ثم لنكن واقعيين أخي الكريم فقد بدا لي انك شخص مثالي وتريد من أهل زوجتك أن يكون مثاليين مثلك لترضى عنهم بينما هم بشر
والبشر يتفاوتون في تدينهم وأخلاقهم وقدراتهم العقلية وفي مهاراتهم ,وفي خبراتهم في الحياة
فالأنسان لايولد عالما ناجحا بل لابد من الأخطاء والتجارب الفاشلة لكي يتعلم الأنسان وتنصقل مواهبه
ولعل ما مررت به خير برهان على ذلك فقد تعرضت خلال مسيرتك لإخفاقات قد لا يكون لك يد فيها بشكل مباشر
ولكنك بالتأكيد تعلمت منها دروسا لم تكن لتتعلمها لولم تخض تلك التجارب الفاشلة
ولا أرى أنه من المنطق أن تطلب من أهل زوجتك إما يكونوا نا جحين في حياتهم على جميع الأصعدة وإلا فلا يدخلو ا بيتك
النقطة الخامسة والسادسة /تندرج تحت حب زوجتك لأهلها ولا شك أن حب المرء لأهله أمر طبيعي وهو أمر محمود بصفة عامة
ومن مظاهر حب الأهل الدفاع عنهم قد تكون زوجتك تبالغ في دفاعها عن أهلها ولكن أعتقد أنها تقوم بذلك كردة فعل لا إرادية
لشعورها بنظرتك الدونية لهم وإن لم تصرح لها بذلك إلا أن تصرفاتك ولاسيما منعهم من دخول بيتك أعطاها هذا الشعور مما يجعلها في محاولة دائمة لإظهار أهلها بصورة مثالية
أما طلبها منك أن تشتري غرفة لأخيها الصغير فهو لا يعدو كونه طلب كانت تؤمل أن تلبيه لها خاصة وأنك مرتاح ماديا وهي تحب أخاها الصغير وتعتبره كأحد أبناءها
لكنها أخطأت في اسلوب الطلب فقد طلبت وكأنك ملزم بأخيها بينما في الواقع أنت لست مسوؤل عنه
لذا كان يفترض أن يكون أسلوبها فيه شيء من الرجاء لا أن تتحدث وكأن الأمر مفروغ منه ويجب عليك
لكنه في النهاية قوبل بالرفض من قبلك وهذا حقك بلا شك وإن كان بالإمكان الرفض بطريقة أكثر لطفا إلى هنا يفترض أن ينتهي الموقف عند هذا الحد
النقطة السابعة / لا شك أن أخو زوجتك الأكبر أخطأ في حقك ولكنه خطأ فردي يتحمله بمفردة ولك الحرية إن شئت أخذت حقك دون تجاوز فلا تحمل عائلة كاملة جريرة فرد من أفرادها
قال تعالى {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ} [سورة الشورى: آية 40
وإن شئت عفوت ولا شك أن العفو أفضل كما في الأية السابقة ولا سيما أنه من أهل زوجتك
وبينكم علاقة مصاهرة لاشك أنها ستتأثر بمثل هذه الخلافات وستتأثر زوجتك أيضا بخلافاتك مع أخيها
قال تعالى:وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ). (فصلت:34).
النقطة الثامنة / مما لا يخفى عليك أخي الكريم أن الغيبة مما عمت به البلوى في المجتمعات النسائية على وجه الخصوص
فلا تحلو الجلسة لهن إلا بالسخرية والهمز وللمز من فلانة وعلانة إما بسبب الغيرة النسوية أو حساسيات ومواقف تحدث بينهن
لكن ليس دائما يكون الشخص الذي يتم السخريه منه شخص منبوذ فقد يتم السخرية من شخص عزيز لمجرد التسلية والتندر والتنكيت والضحك
وقد ذكرت بأن من يتندرون بها هي فالأصل قريبتهم وليست قريبتك كل هذا لايبرر أن مايقومن به خطأ بل ومحرم شرعا وهذا أمر لاخلاف فيه
لكن الخلاف في ردة فعلك الذي اتخذته بسبب هذا الموقف
وهذا نص كلامك
اقتباس:
ومنذ ذلك الوقت قررت أن أمنعهم من دخول بيتي بسبب ما رأيت منهم من استهزاء، وقلت لعلهم يستهزئون بي أيضاً من خلفي
|
لقد بنيت ردة فعلك على ظن أنهم ربما يستهزئون بك من خلفك وأنت تعلم أن الظن أكذب الحديث كما أنك عاقبتهم على خطأ لم يصدر منهم تجاهك
وإنما تجاه سيدة من أقاربهم نعم أخطأ أهل زوجتك في حق الله وفي حق هذه الإنسانة فهي خصمهم أمام الله وليس أنت
ولنفترض جدلا أنهم يستهزئون بك من خلفك فلن يضرك كلامهم
ثم هل تعتقد أنك عندما تمنعهم من دخول بيتك ستردعهم وتمنعهم عن الإستهزاء بك أو بتلك المرأة بل أنت تدفعهم للكرهك انت يا أخي الكريم لم تحل المشكلة بل عقدتها
لو أن كل رجل سمع زوجته تستهزء مع اهلها بإحدى النساء قام بمنعهم من دخول بيته
لرأيت معظم الرجال قد منعوا أهل زوجاتهم من دخول بيوتهم لأن البشر خطائون وقلما ينجوا أحد من الغيبة ولا سيما النساء
المقارنة بين المشهد الأول موقفك من أهلك والمشهد الثاني موقفك من أهل زوجتك
لايوجد مقارنة بين حجم الإساءة التي تعرضت لها من أهلك وبين أهل زوجك ومع ذلك كنت في غاية اللين مع أهلك وهو أمر يستحق الإشادة به
بينما كنت في منتهى الحزم مع أهل زوجتك على العكس من زوجتك التي كان لها موقفا مشرفا من حثك على الإحسان بأهلك
نعم لم تمنعها من أهلها ولم تقصر في الأمور المادية ولكن رفضك لإستقبال أهلها في بيتك يعني عدم حبك واحترامك لهم كما أنه يضعها في موقف محرج أمام اهلها
ولا توجد امرأة تحب اهلها ثم تشعرأن زوجها يحمل ذرة كرة أو عدم إحترام لأمها خاصة واهلها بشكل عام دون أن تتأثر علاقتها الزوجية ولو بنسبة بسيطة
لن تكون الزوجه راضية عن زوجها كل الرضى سيكون هناك فجوة لكن الفرق أن منهن من تكتم ألمها في نفسهاوترضى على مضض ومنهن من لاتقوى على الكتمان
زوجتك أخطأت ولا ينكر أحد خطاها عندما حاولت أن تساوم اعطاءك لحقوقك مقابل أهلها فلا يصح أن نعالج الخطأ بخطأ أكبرمنه
و لكن لكي تفهم مشاعر زوجتك ضع نفسك مكانها لو أن علاقتك بأهلك ممتازة وتحبهم لكن زوجتك تنظر لهم بأنهم دون المستوى
ولا تطيق أمك وترفض استقبالها في بيتها لكنها لاتمانع من زيارتك لهم وبرك بهم
ألن يؤثر ذلك على علاقتك بزوجتك هل ستسطيع الفصل بين علاقتك بزوجتك وعلاقة زوجتك بأهلك فصلا تاما لا أعتقد ذلك أبدا
في الأوضاع الطبيعية عندما تتوتر علاقة الزوجة بأهل زوجها وخاصة أم الزوج فإن علاقة الزوج بزوجته تتوتر تبعا لذلك والعكس صحيح
إن من الإحسان إلى زوجتك وعشرتها بالمعروف أن تحسن إلى أهلها ومن ذلك استقبالهم في بيتك وإكرامهم إكراما لزوجتك
وقد قيل من أجل عين تكرم مدينة ما أجمل أن نتغاضى ونتسامح من أجل من نحب فهو أدعى للألفة والمحبة
المرحلة الثانية
الحلول المقترحة
1 ) استبعاد فكرة الطلاق أو الإنفصال العاطفي فهو هروب من حل المشكلة وليس حلا لها كما أن الموضوع لا يستحق أن يصل إلى هذا الحد
وهذا الموضوع للأخ الفاضل رجل رجال سيفسر لك الحالة التي تمربها
http://www.66n.com/forums/showthread.php?t=220953
2) ضع إجابيات زوجتك نصب عينيك إيجابياتها: خلوقة، متدينة، جميلة جدا، متفوقة دراسياً، اجتماعية جداً..
ولا تغفل عن مواقفها المشرفة خلال سنوات زواجكم وتحملهالما مررت به من ظروف قاسية وحملها مسؤولية تربية الأبناء في ظل انشغالك بطلب الرزق
كل هذه الإيجابيات لا ينبغي أن تنسف أو تنسى في مقابل السلبيات بل يجب أن تكون حاضرة في الذاكرة لتستطيع تخطي السلبيات والعمل على إصلاحها
3) لا تطلب الكمال من زوجتك فالمرأة خلقت من ضلع أعوج، كما في الحديث: استوصوا بالنساء، فإن المرأة خلقت من ضلع وأن أعوج ما في الضلع أعلاه،
فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء. متفق عليه، وفي رواية لمسلم: وكسرها طلاقها.
وقوله صلى الله عليه وسلم ((لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر ))
وفي رواية في (( الصحيحين ))( المرأة كالضلع إن أقمتها كسرتها ، وإن استمتعت بها ، استمتعت وفيها عوج ))
4) كن واقعيا وتخلى قليلا عن مثاليتك ولا تدقق كثيرا لأنك ستتعب نفسك الحياة بحاجة للتغاضي لكي تسير قال أحد الحكماء لابنه
يابني لا تكن كالغصن القاسي فيسهل كسرك وكن كالغصن الأخضر الرطب يميل ويتحرك بمرونة مع الرياح
يجب أن تكون صاحب مرونة في الحياة
5) لابد من حل أصل المشكلة وليس فروعها هل تعلم لماذا لم تفلح محاولاتك السابقة في رأب الصدع لأن المشكلة الأساسية مازالة قائمة وهي علاقتك بأهلها
قد تختفي أحيانا لكنها ماتلبث ان تطفوا على السطح مرة أخرى في أول مناسبة لأنها مازالت مفتوحة ولم تغلق ولغلقها لابد من حلها حلا جذريا
هذه المشكلة مسببة لزوجتك ضغط نفسي كبير جدا وهذا انعكس بشكل واضح على تصرفاتها تأمل ما خطته يداك
اقتباس:
لكنها مؤخراً كثيراً ما تخطئ معهم التصرف، كالضرب الفظيع بدون سببٍ مقنعٍ
(آخر مرة مع ابنتها التي في الصف الأول إعدادي، ضربتها بشدة حتى أغمي عليها هي نفسها ووقعت أرضاً
وأصيبت بشرخ في الجمجمة (أقصد هنا زوجتي).. , ومرةً نسيت أن توقظ البنت في الصباح وراح عليها امتحان نصف العام،.)).
|
العصبية وتشتت الذهن وفقدان التركيز وكثرة النسيان كلها علامات على ضغط نفسي تعيشه
لذلك يجب من حل هذا الموضوع أولا فهو أساس مشاكلكم فلا يجب أن يبقى مفتوحا بل يجب حله
لنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة فقد كان يصل صويحبات خديجة رضي الله عنها ويحسن إليهن وفاءا لخديجة بعد وفاتها
فإذا ذبح أو طبخ أهدى إليهن، إكرامًا لها. وهي في قبرها !
انظر الى موقف النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاة السيدة خديجة بأربع عشرة سنة يوم فتح مكة.. يرى امرأة عجوز قادمة، فيترك الجميع،
ليجلس معها، ثم يخلع عباءته، فيفردها لها على الأرض ويجلس ويتكلم معها ساعة..
كل ذلك وعائشة رضي الله عنها تراقب ما يحدث ولما انتهى النبي صلى الله عليه وسلم قالت له السيدة عائشة: من هذه يا رسول الله، قال:" انها صاحبة خديجة..
فهلا أكرمت أهل زوجتك لن أقول صديقاتها بل أهلها إكراما لزوجتك في حياتها فأنت أهل للشهامة والكرم وأنت المستفيد الأول لأنك ستأسر قلبها بإحسانك لاهلها
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم ***** فكم استعبد الإحسان إنساناتأ
وأناهنا تحديدا أخاطب نخوتك وعاطفتك أن ترحم ضعفها فقد أوصى نبينا بالنساء
فقال صلى الله عليه وسلم ((رفقا بالقوارير )) وقال عليه الصلاة والسلام ((استوصوا بالنساء خيرا))
فيبدوا جليا أن موضوع أهلها يسبب لها ألما نفسيا كبيرا
زوجتك متعلقة بأهلها ومهما فعلت فلن تستطيع ان تغير مشاعرها تجاه أهلها أنت تضعها بين نارين أهلها وأنت فهي أيضا تحبك ولا تتخيل الحياة بدونك
منع أهلها من دخول بيتك لا أرى أنه أراحك بل جلب لك المتاعب فالضرر بلغ إلى حافة انهيار بيت الزوجية فهل هناك ضرر أكبر من هذا ؟؟
ليس عيبا أن يصحح المرء خطأه فكلنا نخطأ ولكن العيب الإستمرار في الخطأ
اعط زوجتك ونفسك فرصة فقد مدت يدها لك فمد يدك فأنتما تستحقان حياة زوجية جميلة
أسأل الله أن يصلح أحوالكما وأن يهيء لكما حياه ملؤها الحب والمودة والرحمة آمين
ختام الإستشارة ونهايتها
حقاً أشكر لك خالص جهدك الطيب، وأعترف أنك قد لمست نقاطاً غابت عني في زحمة الحياة وضغوطها.. وسأبدأ من توي تنفيذ ما جاء في الحل المقترح وإعادة المياه إلى مجاريها مع الدعاء..
أكثر الله من أمثاكلم، وجزاكم خيراً، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
__________________
[استغفرالله وأتوب اليه.]