الى الاخت "دلوعة..حسين" :
في الحقيقة أشكرك على ردك المتأني و الذي يحاكي الواقع تماماً , فانا أدرك تماماً النقاط التي ذكرتيها و أعيها في عقلي و فكري , ولكن نحن بشر , وانا كرجل لدي طباع لا يمكن التحكم بها احيانا مهما كنت متعقل و منطقي مع اني احاول المستحيل و استهلك الطاقة القصوى , فقد فكرت كثيراً قبل الموافقة وانا الذي شجعها على اكمال دراستها و تخصصها , ولن اقبل بأن تضيع تلك السنوات , فأنا احترم العلم و اقدسه وسأبذل جهدي لتكمل للاخر وقد وعدتها بذلك , لاني اعرف ان هذا امر مؤقت (سنتين) فترة الاختصاص المتبقية وقد اقنعت نفسي بأن الله سيعينني , ولكن أعرف ان الامر سيكون من الصعوبة بمكان بحيث سوف اكون في حالة استنفار دائم ولكن اراهن على مدى او طاقة تحملي و صبري ,,, بالله المستعان ...

فقد صبرت كثيراً و لم اعد اطيق الانتظار فالزواج امر واجب وانا قد اكون قد تاخرت قليلا , وعندما كنت ابحث عن بنت الحلال كان في بالي أن يتم الزواج باسرع وقت ممكن بإذن الله , ولكن شاء النصيب سبحان الله أن يقع اختياري علبها وكان قراري حاسم فقد وجدت فيها الجزء الاكبر من فتاة احلامي (الخلق+ الدين + العلم ) وهذا ماكنت ابحث عنه ولكن لم اتخيل ان الامر بهذه الصعوبة , اعترف بانه قد يكون عندي مشكلة ولكن ليست فيني تماماً .. فالله عز و جل خلقنا وفطرنا على الغيرة بالاول و الاخر , و الغيرة من الدين ...

مع اني لن ارضى ابدا ان تضيع سنوات دراستها وانا الذي اقدس العلم ولكن يجب ان يكون هناك صيغة معينة توافقية بين الامرين , فأمر ربنا هو الاهم وطاعته ...

انا اعرف ان الله عز وجل يكرم الانسان بالزوجة الصالحة وهذا ظني بها ان شاء الله ...

ولكن مااتمناه ان تعي ان هناك رجل في حياتها وتراعي مشاعره , لاني ساحترق في داخلي اذا لم يكن ذلك , أو ليس هذا امر الله تعالى !

جزاكي الله عني خيراً , و أسعدك في دنياك و اخرتك , أرجو ان تفيديني اكثر بعد أن سمعتي وجهة نظري .. و السلام

أخي أولا أقول لك بارك الله فيك على غيرتك وهذه من صفات المؤمن..

أخي أولا وقبل كل شيء عليك أن تعي أن من يحمل نفسه فوق طاقته مصيره الإنفجار يوما ما, لا تحمل نفسك أكثر مما تستطيع لأن ما تتحمله الآن سيخرج عن طريق انفجار لأعصابك..

من الضروري جدا عند اختيار شريك الحياة التأكد من كل النواحي حتى لا تكون الحياة الزوجية عبارة عن صراع واختلاف دائم..فالكثير قبلك وبعدك أخطأوا في الإختيار أو تساهلوا عن بعض العيوب وأدى ذلك الى خلافات لا تنتهي..

لذا يا أخي من الضروري أن توضح لخطيبتك ما تريده منها وتسألها عما تريده منك, فأنت كرجل غيرتك تأتي في المقام الأول وقد لا يعجبك أن تحادث خطيبتك زملائها أو أن تتصل بهم على أرقامهم الشخصية لكن طبيعة عملها تتطلب ذلك فهل ستظل تكتم غيرتك طوال عمرك؟ هل هذه هي الحياة التي تطمح إليها؟

وهي كذلك, بحكم مهنتها تود الإرتباط بشخص متفهم أكثر من هذه الناحية وألا يعارض حديثها مع زملائها إلم يكن هناك أي تجاوز لحدود الأدب..

هنا تأتي نقطة الخلاف فأنت تتحمل أكثر مما تستطيع وهي لا تستطيع التنازل بحكم طبيعة عملها الحساسة جدا, فأقول يا أخي الفاضل التناسب بين الطرفين مطلوب جدا..

من الأفضل أن تتستغل هذه الفترة في التعرف إليها أكثر فهي في النهاية فترة خطبة ليعرف المخطوبان إن كانا مناسبين لبعضهما البعض أم لا..

فكر جديا وانتظر الى وضعك ووضعها في المستقبل البعيد واذا ما تم الزواج بإذن الله ورزقتما بأطفال..

تحياتي أخي الكريم..

__________________